أحرق متظاهرون سيارات في العاصمة الفرنسية باريس، السبت، ورشقوا الشرطة بالحجارة والزجاجات، بينما ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، مع تحول مسيرات لإحياء الذكرى الأولى لاحتجاجات “السترات الصفراء” للعنف. وقالت وزارة الداخلية، إن ما يقدر بنحو 28 ألفا تظاهروا في أنحاء البلاد من بينهم 4700 تقريبا في باريس يوم السبت. ويزيد ذلك العدد عن الأسابيع الماضية، لكنه أقل بعشر مرات تقريبا عن عدد من شاركوا في الاحتجاجات للمرة الأولى في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 وكان عددهم نحو 282 ألفا. وقالت السلطات، إن الشرطة في باريس استجوبت 124 شخصا وإن 78 رهن الاحتجاز حاليا. وفي ساحة بلاس ديتالي بجنوب باريس أشعل محتجون، ارتدى الكثيرون منهم ملابس سوداء وغطوا وجوههم، النار في صناديق قمامة وخربوا فرعا لبنك إتش.إس.بي.سي وأطلقوا مقذوفات على شرطة مكافحة الشغب، بينما كانوا يضعون المتاريس. واشتعلت النيران في عدد من السيارات وردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع وإطلاق مدافع المياه. واندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين قرب محطة بورت دو شانبرييه قرب قوس النصر فيما كان المحتجون يستعدون للسير باتجاه محطة جار دوسترليتس. وتدخلت الشرطة لمنع بضع مئات من المتظاهرين من احتلال الطريق الدائري في باريس، حسبما أظهرت لقطات لتليفزيون رويترز. ونتيجة أعمال العنف ألغى مدير شرطة باريس ديدييه لالمو إذنا لمظاهرة كانت مقررة. وبحلول المساء استمرت اشتباكات متفرقة في منطقة ليه آلا في وسط باريس. وشهدت مدن أخرى مظاهرات اتسمت بالسلمية إلى حد كبير ومن بينها مرسيليا بجنوب فرنسا التي شهدت مسيرة شارك فيها ألف شخص. وبدأ ما يعرف باسم احتجاجات السترات الصفراء في منتصف نوفمبر تشرين الثاني 2018 بسبب زيادات في أسعار الوقود وارتفاع تكلفة المعيشة لكنها تحولت إلى حراك أوسع ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسعاه لتنفيذ إصلاحات اقتصادية. وفقدت الاحتجاجات زخمها في الشهور القليلة الماضية وتراجع عدد المشاركين فيها من عشرات الآلاف إلى بضعة آلاف لكن قادتها دعوا إلى الحشد من جديد اليوم السبت لإحياء الذكرى الأولى للحراك. ومنعت السلطات الاحتجاجات بالقرب من المزارات السياحية مثل برج إيفل وأغلقت العديد من محطات المترو يوم السبت.
مشاركة :