تنشط مؤسسات العمل على اختلافها في رفع مستوى وعيها ومعرفتها بأساسيات مؤشرات الأداء إدراكا منها بأهميتها ودورها الجوهري في تحقيق أهدافها التي انطلقت من اللحظة الأولى التي أُعلنت فيها رؤية المملكة 2030، ومعها الاستراتيجيات والمؤشرات التي تقيس مستوى الأداء ومدى تحقق مبادرات ومشروعات الرؤية والقرب والبعد من الأهداف، وقد جاء إنشاء المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة «أداء» كمعزز كبير لأهمية المؤشرات في رؤية المملكة، وقياس أداء الأجهزة من خلال تطبيق نماذج ومنهجيات وأدوات لدعمها وعمليات تحسين الخدمات الحكومية بها وتطويرها وتحديد المخاطر والصعوبات واقتراح الحلول لها. «الرياض» التقت عبر هذا التقرير مستشار إدارة الاستراتيجية وقياس الأداء ماجد بن سعود آل عوشن، والذي أوضح أن رؤية المملكة تقوم بالدرجة الأولى على الأداء المؤسسي والإدارات العاملة داخل تلك المؤسسات بالإضافة لأداء الأفراد الذين يعملون وقد وضعوا لهم مجموعة من الأهداف التي يساهمون من خلالها في تحقيق الرؤية، وأكد على أهمية نشر ثقافة مؤشرات الأداء لجميع العاملين وتمكين هذه المهارات حتى يستطيعوا قياس أدائهم ومدى القرب والبعد من الأهداف والنتائج المرجوة، وعن مكاسب فهم وتطبيق المؤشرات، أبان آل عوشن أنه بتطبيق أساسيات مؤشرات الأداء تحصل مؤسسات العمل على عوائد كبيرة ومهمة منها تنوع العائد للمؤسسة بفهم وتطبيق أساسيات مؤشرات الأداء والتمكن من وضع مقاييس علمية من خلال أفضل الممارسات مما يسهم في تحديد مدى القرب من النتائج المأمولة مضيفا أن فهم وتطبيق تلك الأساسيات يساعد المؤسسة بشكل كبير في تحديد الاتجاه الذي تسير نحوه وفي التحسين المستمر ووضع الإجراءات التصحيحية مؤكدا على أن مؤشرات الأداء تعين المؤسسة على اتخاذ القرارات اللازمة وترشيد الموارد واستخدامها بكفاءة وفاعلية. ويختلف مستوى نضج المؤسسات من مؤسسة لأخرى حسب حديث آل عوشن فهناك مؤسسات مستوى نضجها عال ولديها إمكانية عالية جدا في تطوير المؤشرات وكتابتها بطريقة علمية صحيحة وربطها بالاستراتيجية وبخططها وتعمل على هذه المؤشرات من خلال استراتيجية محددة وإدارة للمخاطر والمشروعات والأداء بشكل عام، وهناك أخرى لا تزال تسعى بشكل حثيث إلى رفع مستوى النضج لديها مما سيساهم بشكل كبير في رفع الأداء المؤسسي لها. ولفت مستشار إدارة الاستراتيجية إلى أن هناك معوقات تعترض نشر ثقافة مؤشرات الأداء مبينا أن أبرزها عدم تبني المؤسسة للمنهجيات العلمية في كتابة وتطوير مؤشرات الأداء كمنهجية مركز «أداء» وغيرها من المنهجيات العلمية في هذا الجانب، كما أن من المعوقات عدم تمكن الأفراد والمؤسسات من عملية قياس الأداء بطريقة علمية فعالة واستخدام مؤشرات الأداء للرقابة والمساءلة والعقاب ويرى آل عوشن أن المؤسسة التي تتبنى هذا التوجه لا تنجح بالعادة، مرجعاً ذلك إلى أن الغاية الأساسية لمؤشرات الأداء تحديد مستوى التحسن ووضع الإجراءات التصحيحية التي تضمن تحسين الأداء للأفضل، وقال: بالتأمل لواقع المؤسسات الحالية مع مؤشرات الأداء نجد أنها تتجه لتمكين العاملين في المؤسسات من مهارات مؤشرات الأداء ككتابة المؤشر وعملية تطوير المؤشرات واختيار المؤشر وتحديد المستهدفات وتحليل النتائج والاستنتاج وأخيرا عملية التحسين المستمر لافتا إلى أن المؤسسات على اختلافات تسارع بشكل كبير لتطوير ذاتها في سبيل تحقيق مثل هذه العناصر. من جهتها، اختتمت قسم التطوير المهني بإدارة تعليم صبيا الخميس برنامج أساسيات مؤشرات الأداء أحد برامج التطوير المهني التعليمي للقيادات الذي نفذه آل عوشن لقيادات إدارة تعليم صبيا الرجالية والنسائية لثلاثة أيام على التوالي بفندق النوفوتل بمنطقة جازان.
مشاركة :