التقى أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية أمس في الفاتيكان قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وذلك لتقديم التصور والمقترح لبيت العائلة الإبراهيمية الذي سيقام في أبوظبي. ويجسد بيت العائلة الإبراهيمية جوهر وثيقة الأخوة الإنسانية ويضّم كنيسة ومسجداً ومعبداً في مساحة مشتركة للمرة الأولى، تسعى لتشجيع الحوار الديني ونشر قيم التسامح والعيش المشترك بين جميع الناس من مختلف الأديان والثقافات والمعتقدات. ويعد هذا المشروع أحد أول المشاريع التي ستشرف اللجنة العليا للأخوة الإنسانية عليها، والذي سيقام في جزيرة السعديات، بأبوظبي، وتم اختيار تصميم المعماري الشهير، السير ديفيد اجايي أوبي، لبيت العائلة الإبراهيمية، في سبتمبر 2019. وبالإضافة إلى الإشراف على بيت العائلة الإبراهيمية، تم تكليف اللجنة بالعمل وفقاً للتطلعات في نص وثيقة الأخوة الإنسانية، وهي البيان التاريخي المشترك الذي وقعه كل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في أبوظبي، أثناء الزيارة البابوية التاريخية في فبراير من العام الجاري. إلى ذلك أعلنت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية عن ضم إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو إلى عضويتها، وبهذا يصبح عدد أعضاء اللجنة 9 أعضاء معنيون بتحقيق الأهداف الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية. وتعد بوكوفا أول امرأة ترأس منصب المدير العام لليونسكو ولمدة فترتين متتاليتين /2009 -2017/ وعرفت خلالها بمناصرتها للتسامح الديني والتعايش السلمي. وتم خلال اجتماع اعضاء اللجنة مع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الترحيب بإيرينا بوكوفا، التي ستوظّف مقدرتها المشهود لها وخبرتها الدولية العريضة لتحقيق أهداف وغايات وثيقة الأخوة الإنسانية. وفي بيان مشترك، علّقت اللجنة العليا على انضمام إيرينا بوكوفا بقولها: " طيلة مسيرتها المهنية، ساهمت بوكوفا في تشجيع مبادئ التسامح والتعايش بين المجتمعات، فهي تمتلك رصيداً كبيراً من الخبرة القيّمة في تنسيق البرامج والمبادرات المتخصّصة على المستوى الدولي والتي ستكون إضافة مهمة لنا في سعينا لتحقيق أهداف اللجنة العليا ". وأضافت اللجنة العليا: " يسرّنا اليوم، وبمناسبة اليوم العالمي للتسامح، أن نرحب بها عضوة في اللجنة التي تسعى إلى نشر مبادئ التعايش والإخاء والتسامح في جميع أنحاء العالم". من جانبها، قالت إيرينا بوكوفا: " يشرفني أن انضم إلى هذه النخبة البارزة من رجال الدين والثقافة بغية تحقيق أهداف هذه الوثيقة التاريخية لصالح الأخوة الإنسانية، في عالم صار في أمس الحاجة إلى الحوار والاحترام المتبادل". وتضم اللجنة عدداً من الأعضاء من الإمارات، وإسبانيا، وإيطاليا، ومصر، والولايات المتحدة الأميركية، وبلغاريا وهم الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو غويكسوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالكرسي الرسولي، والقاضي محمد محمود عبدالسلام، المستشار السابق لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والحاخام م. بروس لوستيج، كبير الحاخامات في المجمع العبري بواشنطن، والمونسنيور يؤانس لحظي جيد، السكرتير الشخصي لقداسة البابا؛ الأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، والدكتور سلطان فيصل الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين؛ وياسر حارب، كاتب ومقدّم برامج تليفزيونية إماراتي. وتسعى اللجنة العليا لترسيخ قيم التعايش السلمي بين جميع الناس من مختلف الأديان والجنسيات، من خلال رعاية وتنفيذ تطلعّات وثيقة الأخوة الإنسانية، وعقد الاجتماعات مع القيادات الدينية ورؤساء المنظمات الدولية وغيرهم من القيادات الأخرى، لتبني المبادرات التي من شأنها نشر السلام بين جميع الشعوب وسوف يزيد عدد أعضاء اللجنة العليا مستقبلاً لتشمل قادة من مختلف الأديان والمناطق والمجتمعات من جميع أنحاء العالم.
مشاركة :