واصلت الأسهم السعودية ارتفاعها للجلسة الثانية على التوالي، محافظة على وتيرة الارتفاع نفسها بالغة نحو نصف في المائة تقريبا لتغلق عند 9671 نقطة. لكنها لا تزال تتداول في نطاق الحيرة، يبرر ذلك انخفاض السيولة التي لا تزال تقل عن ستة مليارات ريال. وتتداول السوق بين مستويات 9500 نقطة وحتى مستويات 9700 نقطة. اختراق 9745 نقطة وتجاوز القمة السابقة 9897 نقطة سيؤدي إلى استمرارية الارتفاع، مدعومة بنشاط السيولة التي ستكون لغرض المضاربة نتيجة ارتفاع مكرر ربحية السوق، وتراجع ربحية السوق. وتلك عوامل لا تحفز على الاستثمار. بينما كسر الدعم 9570 نقطة سيؤدي إلى موجة تراجع تصحيحية مدفوعة بتخارج المتعاملين من السوق للحفاظ على الأرباح الرأسمالية. جاء ارتفاع السوق مدعوما بالقطاعات القيادية "البتروكيماويات" و"المصارف"، حيث الأولى بقيادة "سابك" الذي ينشط مع تحسن أسعار النفط التي تنعكس على ارتفاع قيمة المدخلات في صناعة البتروكيماويات في الأسواق العالمية، ما يحسن من أسعار المنتجات النهائية، إلا أن "سابك" تعتمد على الغاز في التصنيع، ما يجعلها تستفيد أكبر من ارتفاع النفط الذي يحسن من هوامش ربحيتها بشكل غير مباشر. وارتفع "الراجحي" لأعلى مستوى في 11 شهرا مع تضاعف عدد الأسهم المتداولة، رغم عدم ظهور أخبار رسمية، عدا ما أعلن مطلع الأسبوع الجاري عن استقالة سليمان الزبن الرئيس التنفيذي لمصرف الراجحي وتعيين ستيف بيرتاميني خلفا له، ويأتي ذلك بعد استمرار تراجع ربحية المصرف في الربع الأول من العام الحالي، حيث انخفضت أرباحه إلى 1.5 مليار ريال بنسبة 11 في المائة ليكون الوحيد في القطاع المتراجع، ربما أجرى الرئيس التنفيذي تغيرات داخلية من شأنها تحسين أداء وربحية المصرف لم تعلن، أو فضل مستثمرون اقتناص تراجع سعر سهم المصرف بالشراء توقعا بأداء أفضل في الربع الثاني بعد تغيير الإدارة العليا. وكان قطاع الاتصالات من بين القطاعات الضاغطة على السوق مع احتلال سهم "اتحاد اتصالات" المركز الثاني في قائمة الأكثر تراجعا بعد تناقل أنباء عن اتجاه الشركة لبيع بنيتها التحتية من أبراج الاتصالات البالغة نحو عشرة آلاف برج، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال" بقيمة تصل إلى 7.5 مليار ريال، ما دعا ملاك السهم للتخوف من أن الشركة تواجه مشكلة في التدفقات النقدية لمواجهة الديون التي لم تتوصل إلى حل حتى الآن لجدولتها، البالغة 16.9 مليار ريال مستحقة السداد خلال العام. وبيع الأبراج لا يعني بالضرورة أن الشركة ليست قادرة على العودة للربحية، فبعد تخفيض أسعار خدمات المكالمات الصوتية المحلية بالجملة على شبكات الاتصالات المتنقلة، أصبح بالإمكان الاعتماد على أبراج شركات أخرى وتحقيق هوامش ربحية معقولة، ولكن إعلان الهيئة بعد التداول عن إحالة اشتباه شركة موبايلي لنظام الهيئة المالية ولوائحها التنفيذية، التي تتعلق بالاحتيال والتداول بناء على معلومات داخلية، سيعمق المخاوف، لكن الأمر يبقى ادعاء لم يتم الحكم فيه حتى الآن. الأداء العام للسوق افتتح المؤشر العام عند 9627 نقطة، حقق تراجعا في أثناء الجلسة بنسبة 0.14 في المائة، واستطاع العودة للربحية محققا أعلى نقطة عند 9672 نقطة بنسبة 0.47 في المائة، في نهاية الجلسة أغلق عند 9671 نقطة رابحا أربع نقاط بنسبة 0.46 في المائة. وبلغ مدى التذبذب 0.61 في المائة، وارتفعت قيم التداول 7 في المائة إلى 5.7 مليار ريال. بلغ معدل قيمة الصفقة الواحدة 56.4 ألف ريال. فيما تراجعت الأسهم المتداولة إلى 185 مليون سهم بنسبة 4 في المائة. بلغ معدل التدوير للأسهم الحرة 0.98 في المائة. أما الصفقات تراجعت 3 في المائة إلى 101 ألف صفقة. أداء القطاعات تراجعت سبعة قطاعات مقابل ارتفاع ثمانية قطاعات، تصدرها "الاستثمار المتعدد" بنسبة 1.33 في المائة، يليه قطاع البتروكيماويات بنسبة 1.14 في المائة، وحل ثالثا قطاع المصارف بنسبة 1 في المائة. الأعلى تراجعا "الاتصالات" بنسبة 0.96 في المائة، يليه قطاع التأمين بنسبة 0.70 في المائة، وحل ثالثا قطاع التطوير العقاري بنسبة 0.60 في المائة. الأعلى تداولا "البتروكيماويات" بقيمة مليار ريال بنسبة 18 في المائة، يليه قطاع المصارف بنسبة 14 في المائة بقيمة 801 مليون ريال، وحل "التشييد والبناء" ثالثا بقيمة 662 مليون ريال بنسبة 11 في المائة. أداء الأسهم تداولت السوق 164 سهما، ارتفع 38 في المائة منها مقابل تراجع 45 في المائة، واستقرت البقية. تصدر المرتفعة "الشرقية للتنمية" بنسبة 4.47 في المائة ليغلق عند 86.50 ريال، يليه سهم "الراجحي" بنسبة 3.24 في المائة ليغلق عند 65.25 ريال، وحل ثالثا سهم "العربي للتأمين" بنسبة 3.13 في المائة ليغلق عند 57.75 ريال. وتصدر المتراجعة "تكوين" بنسبة 3.85 في المائة ليغلق عند 73.75 ريال، يليه سهم "اتحاد اتصالات" بنسبة 3.43 في المائة ليغلق عند 35.50 ريال، وحل ثالثا سهم "التموين" بنسبة 2.71 في المائة ليغلق عند 166 ريالا. الأعلى استحواذا على السيولة "سابك" بقيمة 462 مليون ريال بنسبة 8 في المائة، يليه سهم "الإنماء" بنسبة 7 في المائة بقيمة 389 مليون ريال، وحل ثالثا سهم "اتحاد اتصالات" بنسبة 6 في المائة بقيمة 337 مليون ريال.
مشاركة :