د.العيسى يقوم بزيارة لولاية يوتا الأميركية ويلتقي قيادات حكومية ودينية وفكرية

  • 11/17/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تلبية لدعوة رسمية، قام معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى بزيارة لولاية يوتا الأميركية، حيث كان في استقباله حاكم الولاية السيد غاري هربرت، الذي أقام لمعاليه حفل استقبال رسمي. وعقد حاكم الولاية ومعالي أمين عام الرابطة اجتماعاً ناقش آفاق التعاون وجملة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين الرغبة في التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة. وقد قام معالي الأمين العام للرابطة بزيارة لمقر رئاسة طائفة «المورمن» في ولاية يوتا الأميركية، حيث التقى رئيس الطائفة ومساعديه، وجرى خلال اللقاء استعراض سبل دعم جهود تجسير العلاقة بين أتباع الأديان والثقافات من أجل تعزيز السلام والوئام الإيجابي بين الجميع. وفي ختام اللقاء استضاف رئيس ومساعدو طائفة «المورمن»، معالي الشيخ العيسى في عشاء تكريمي حضره أعضاء حكومة الولاية وممثلو وزارة الخارجية والجالية الإسلامية، فيما قدم منظم الحفل ديفيد بيندار شكره الجزيل لمعاليه قائلاً: «أتقدم لكم باسمنا وباسم ولاية يوتا بالشكر الجزيل على كلماتكم المُلهمة التي تعمل بشكل واضح على التقريب بين الأديان والثقافات، وتحارب خطاب الكراهية والتطرف العنيف». وفي سياق الزيارة عقد معالي الشيخ العيسى حواراً موسعاً مع أعضاء إدارة تحرير صحيفة (ديزيرت) الرسمية بولاية يوتا الأمريكية، أعاد معاليه خلاله التذكير بالمشتركات الإنسانية ذات الأهمية الملحة والتي من شأنها دعم بناء الجسور بين الأمم والشعوب وإزالة الأسوار والحواجز التي صنعها البعد وعدم الحوار وعدم التفاهم، وكذلك تلقي المعلومات من مصادر آحادية لا تنقل الحقيقة، مناقشاً معاليه بالتفصيل عدداً من الموضوعات في هذا الصدد التي وجدت اهتمام مجلس إدارة الصحيفة والنشر في مطبوعتهم، مؤكداً معاليه أهمية تعزيز القيم الأخلاقية المشتركة مثل قيم العدالة والسماحة والأعمال الإنسانية المجردة عن أي هدف سوى الهدف الإنساني، ودعم جهود السلام والوئام وخاصة الاندماج الوطنى الإيجابي ولاسيما في دول التنوع الديني والثقافي والإثني مع تعزيز الوعي بتفهم سنة الخالق في الاختلاف والتنوع. واستعرض الدكتور العيسى مع إدارة التحرير مضامين وثيقة مكة المكرمة التي أنجزت وللمرة الأولى في التاريخ الإسلامي توافقاً بين 27 طائفة ومذهباً مثّلها أكثر من 1200 مفتٍ وعالم من كبار علماء العالم الإسلامي، وأشاد مجلس التحرير بمحتوى الوثيقة وأهميته. وأكد معاليه أن الأديان جميعها جاءت بالرحمة وليس الكراهية والصدام والحروب، وأن الإسلام يمثل الاعتدال والرحمة بالناس جميعاً حاملاً قيم العدل والمحبة والسماحة واحترام التنوع. كما شدد على أهمية دور الإعلام في صناعة المحتوى والتأثير على الرأي العام، مؤكداً أن عليه الالتزام بالحقيقة والمهنية والحيادية حتى لا يفقد مصداقيته ويخل برسالته. وقد نوَّه أعضاء التحرير بحسب ما نشرته الصحيفة في تغطيتها للحوار بتميز الحوار وعُمقه، والسعادة باستضافة الشيخ العيسى في أول حوار يرافق زيارته الأولى إلى ولاية يوتا. وواصل معالي الشيخ العيسى برنامج جولته الرسمية في ولاية يوتا، بزيارة إلى مقر «ميدان الخير» في مدينة سالت ليك، حيث وقف على تجربة طائفة المورمن في العمل الإنساني، إذ أنشأت مصانع ومرافق تتولى تصنيع الأغذية والملابس والأثاث ليتم توزيعها على المحتاجين في الولايات المتحدة الأميركية. كما أجاب الشيخ العيسى دعوة لزيارة جامعة ولاية يوتا الأمريكية، حيث التقى بالسيد كيفن وورثن مدير الجامعة، ثم ألقى معاليه محاضرة شهدها مئات الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس، أعقبها حفل تكريم بدرع الجامعة باسم معاليه مع إقامة مأدبة غداء تكريماً لوفد رابطة العالم الإسلامي. وقال السيد وورثن خلال حفل التكريم: «إنه لشرفٌ عظيم وجودكم اليوم في جامعتنا، خاصةً أنكم الآن شخصية عالمية وجهودكم واضحة في بناء الجسور بين أتباع الديانات والثقافات، ونحن ممتنون جداً لذلك، وندرك أن هناك الكثير من المشتركات الإيجابية التي تجمعنا بالمسلمين الذين تُمثلونهم». من جانبه أكد معالي الأمين العام في محاضرته، أن رابطة العالم الإسلامي حملت رسالة بناء الجسور وإزالة الحواجز والأسوار التي نشأت عن غياب الحوار وعن تلقي المعلومات من مصادر آحادية، مؤكداً في هذا السياق أن كل أتباع الأديان والثقافات والحضارات تجمعها قيم أخلاقية عالية، وأن التركيز على هذه القيم المشتركة يضمن تحقيق السلام والوئام بين الإنسانية جمعاء، وأضاف: «علينا التركيز على المعارف الإنسانية بدرجة تركيزنا نفسها على العلوم». وشدد الدكتور العيسى على ضرورة التركيز على صياغة العقل صياغة سوية من الطفولة، موضحاً مسؤولية الأسرة والتعليم والتشريعات التي لابد من تعليم الأطفال والشباب الباعث عليها والقيم التي تحملها، منوهاً إلى أن الدين الإلهي جاء بالرحمة والسلام للعالمين. كما شهدت زيارة معاليه للجامعة حواراً مفتوحاً جمعه بطلاب وطالبات قسم الدراسات الشرق أوسطية، حيث دار النقاش حول جملة من القضايا المعاصرة في مجالات التواصل الحضاري بين الأمم والشعوب. وفي ختام الزيارة الرسمية لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى ولاية يوتا الأميركية، أقامت حكومة الولاية حفل عشاء تكريمي لرابطة العالم الإسلامي بحضور ممثلين عن الحكومة والكنيسة المورمنية وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.

مشاركة :