قال المهندس بيدر شقدار -رئيس مبادرة صنع المدينة في نماء المنورة-: إن هناك خطة اقتصادية تستهدف تمور المدينة المنورة وصناعتها وتسويقها لمصاف الدول العالمية، وذلك بطرق احترافية إبداعية تمثل الهوية الإسلامية ذات الطابع المديني، بحيث تكون ذات قيمة اقتصادية تضاف إلى اقتصاد المدينة. وأكّد المهندس شقدار، خلال حواره مع «اليوم»، ضمن ملفها الشهري التاسع (قطاع التمور.. رافد اقتصادي مهمّش)، تسجيل 120 منتجا اقتصاديا بصناعة وطنية سعودية، مصدره المدينة المنورة، 60 منتجا منها تمثل التمور بكافة أصنافها والتي تحظى بطابع مديني مغاير لتمور مزارع مناطق المملكة، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في أن تعمل نماء المنورة على دراسة صناعة التمور والعمل على حصر المزارع وتقديم خدمات من قبل نماء المنورة غير الربحية للنواحي التصنيعية والتسويقية. أوضح المهندس شقدار أن الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، يتابع أدق تفاصيل الخارطة الزمنية لمبادرة صنع المدينة، كونه حريصا عليها، بحيث يحرص على استفادة سكان المدينة من تلك المبادرات التي انطلقت من نماء المنورة، وذلك لأهمتيها لاقتصاد المدينة، بحيث تعمل مبادرة «صنع في المدينة»، وفق أسس وتنظيمات نابعة من الخطة الاقتصادية لرفع الوعي الاقتصادي ونشر ثقافة العلامة التجارية «صنع المدينة»، ودعم الصناعة المحلية المدينية، حتى تبرز للجميع بحيث يخرج الزوار والمعتمرون من المدينة، وهم يحملون هوية تجارية إسلامية مدينية. حدّثنا عن مبادرة صنع المدينة، إحدى مبادرات نماء المنورة الاقتصادية والتي تمثل دعماً إستراتيجيا لاقتصاد المدينة المنورة. نماء المنورة، تتشرف بكونها مؤسسة وقفية هدفها النمو الاقتصادي والاجتماعي في المدينة المنورة، والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، والذي يتابع أدق تفاصيلها وخارطتها الزمنية، حيث تحتوي نماء المنورة على 3 مبادرات؛ أهمها مبادرة «صنع في المدينة». وصنع المدينة؛ عبارة عن علامة تجارية مسجلة ومحمية من قبل إمارة منطقة المدينة المنورة، تحصل عليه كل المنتجات التي تنتج وتم صنعها في المدينة المنورة، وقد دشنها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة في الأول من مارس الماضي من العام الجاري، وذلك في إطار عملية تنفيذ المبادرات التي أطلقتها «نماء المنورة»، بتوجيهات من سموه لدعم منظومة المنشآت المتوسطة والصغيرة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة في منطقة المدينة المنورة، وقام خلالها سموه بزيارة لموقع عرض صنع المدينة بجوار مسجد قباء بوضع ختم «صنع في المدينة» على ثلاث عينات من المنتجات المدينة التي استكملت مواصفات علامة «صنع في المدينة» معلناً بذلك انطلاقة البرنامج. وتتضمن المبادرة، موقعا إلكترونيا لتسويق «صنع في المدينة»، وتنفيذ برنامج تسويقي لمنتجات المدينة، من خلال تنظيم حملات ترويجية ومنصات تسويق عالمية، تهدف لتعريف المستهلك بهذه المنتجات وتعزيز قدرتها التنافسية في منافذ البيع محلياً ودولياً. كيف تتم عمليات التصنيع والتسويق لمنتجات تمور المدينة المنورة؟ المبادرة تقدم مميزات للمنتجات المستفيدة من المبادرة، من خلال الحصول على علامة «صنع في المدينة» التي سوف تساعد المستخدم النهائي على التعرف على المنتجات الأصلية جيدة الجودة التي تنتجها المدينة المنورة، وستستفيد المنتجات المدينية من هذه العلامة، بعد عملية اختبار لتحديد ما إذا كانت المنتجات تتفق مع معايير ختم «صنع في المدينة» أم لا، من خلال أربع فئات «الفئة الاقتصادية، الفئة الاجتماعية، فئة الجودة، الفئة البيئية»، وقد سجلنا حتى الآن 120 منتجا مدينيا، 60 منتجا منها تمور المدينة المنورة والتي تم حصرها بشكل مبدئي بعد تسجيلها لدى المختصين في المبادرة، وسوف يرى الزوار والمعتمرون هذه التمور في الاسواق المحلية، حيث تتيح نماء المنورة لجميع المنتجين سواء كانوا أفراداً أو كياناً زراعياً أو منشأة صغيرة أو متوسطة أو مصنعاً، التقدم للحصول على ختم «صنع في المدينة» شريطة أن يكون منتمياً إلى إحدى الفئات الصناعية أو المنشآت الصغيرة والمتوسطة أو فئة غراس المدينة، وهي الشركات والمزارع التي تنتج منتجات زراعية، أو المنتجات اليدوية للأسر المنتجة التي تكون مسجلة تحت إحدى المؤسسات الرسمية. ولا شك أن مبادرة «صنع في المدينة» تمثل حلما كبيرا ليس لتجار المدينة فحسب، بل للمملكة كافة حيث إن المدينة المنورة وما شرفها الله سبحانه وتعالى، بأن تكون مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وتمثل أهمية كبيرة في قلوب جميع المسلمين كافة دون استثناء، وإذا ارتأينا أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة ليس بمقدورها الكافي، التصدير في الوقت الحالي بشكل كبير، فإن زوار المدينة من جميع المسلمين كفيلة بأن يكون هناك طلب عال لكافة المنتجات التي تحمل اسم المدينة المنورة، ولنا في تمور المدينة أسوة حسنة وخير سفير في هذا المجال. حدثنا عن انبثاق فكرة «صنع في المدينة» وكيف بدأت في نماء المنورة لتكون مبادرة اقتصادية تسهم في دعم اقتصاد المدينة وأيضا الاقتصاد المحلي؟ انبثقت فكرة «صنع في المدينة» منذ عام 2001، بعد أن واجه السوق المحلي في المدينة المنورة، إغراقا من قبل المنتجات التركية والصينية، ولم تكن هناك منتجات حقيقية تمثل المدينة المنورة، ومن هنا جاءت فكرة دعم الصناعة المحلية المدينية، حتى تبرز للجميع، فملايين الزوار والمعتمرين يزوروننا سنويا. ففي السابق، يخرج الزائر والمعتمر من المدينة، دون أن يأخذ منتجا أو هدية لأقربائه تمثل هوية المدينة المنورة أو هوية إسلامية مدينية، حتى قامت نماء المنورة بدراستها وإطلاقها من قبل الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة المدينة المنورة، فتعثرت لسبب ما إلى أن أوكلها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة إلى نماء المنورة وأعطاها الدعم الكامل وسيراها المجتمع الاقتصادي بشكل سلس ورائع ومرن ومفيدة للجميع، بحيث أي منتج يحصل على ختم «صنع في المدينة» يكون حقيقي الصناعة في المدينة المنورة، ومدعما من قبل إمارة منطقة المدينة المنورة لمبادرة المدينة، بعد أن تم الموافقة على تسجيل علامة تجارية «صنع في المدينة» على المنتجات المصنوعة في المدينة محمية ومتابعة من الامارة وتتصدى للبضائع التجارية المقلدة والمزورة في السوق المحلي في المدينة المنورة، كون الركيزة الاساسية للمبادرة تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة في المدينة المنورة اقتصادياً. أما اجتماعيا، فقد تم توظيف الأيدي العاملة الوطنية المدينية لإبراز هذه الصناعة وتقديمها للمجتمع الاستهلاكي. ما هي آليات الفئة الزراعية في مبادرة «صنع في المدينة» وكيفية دعم المزارعين بهذه المبادرة خصوصا في مجال التمور؟ تمور المدينة، تشغل الحيز الاكبر من المنتجات الزراعية، فعدد المشاتل الزراعية والمزارع بالمئات إن لم يكن بالآلاف، ويهمنا تقديمها بطريقة احترافية وإبداعية أمام الحجاج والزوار كونها ركيزة أساسية، وعن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من تصبَّح سبع تمراتٍ عَجْوَة لم يضره ذاك اليوم سمٌّ ولا سِحْر»، والعجوة نوع من تمور المدينة، ويحرص الزوار والمعتمرون على شرائها والسفر بها إلى ذويهم في بلدانهم وتقديمها كهدايا تذكارية، فالكثير من الزوار يعملون على شراء عجوة المدينة بكميات كبيرة، فهناك مزارع وتمور بشكل كبير، ولكن تفتقد الجهة التي تعمل على توعيتهم وترفع من مستوى الثقافة الاقتصادية وتسويق المنتجات بطريقة لائقة واحترافية أمام منافسيهم في السوق، وهنا يأتي الدور الذي تلعبه نماء المنورة والتي هدفها اجتماعي بحت غير ربحي، ولا يسعى لتطوير المنطقة اقتصادياً فالقطاع الزراعي به عدة جوانب ومعوقات زراعية كالحشرات وأساليب الري، ومكافحة الأمراض، والتخزين، والتعليب، وقد تم تخصيص إرشادي لفئة المزارعين، وركزنا من خلاله على قسم الجودة، وهناك أشخاص إخصائيون يعملون على مراقبة جودة هذه الصناعات من تخزين التمور وتعليبها وتغليفها، لضمان جودة الخدمة وبعدها يمنح الختم بعد تأهيل ملاك المزارع غير المؤهلة بحيث يصبح منتج التمور الخاص بمزرعته مؤهلا لـ «صنع في المدينة». ودورنا هنا اجتماعي في توعية المزارعين للنهوض بصناعة المدينة، والآن نحن بطور إيصال توعية جميع سكان منطقة المدينة المنورة، وحاليا بصدد البدء بخطة لإعداد مختصين، ومعتمدة هذه الخطة من نماء المنورة، ونهاية يونيو القادم سوف تعمل فرق ميدانية على زيارة كافة مزارع منطقة المدينة المنورة وحصرها للبدء في عمليات التصنيع والتسويق، وعرض منتجاتهم في الاسواق، حيث إنه حالياً بدأت بعض المزارع في الاخذ بالمبادرة والتعاون مع نماء المنورة في اتباع توجيهات المختصين في المبادرة لوضع آلية وخطة اقتصادية لمنتجات التمور وتقديمها بطرق احترافية، حيث بدأت بعض المنتجات تتدفق حالياً بالسوق المحلي في اقتصاد المدينة، حيث لدينا قسم التسويق والمبيعات، وبإمكان ملاك المزارع التواصل عن طريقهم مباشرة، فلكل أقسامنا الثلاثة سواء الزراعي أو الصناعي أو المنتجات اليدوية، لدينا قسم تسويق خاص بها، وتندرج تحته فرق عمل، فيتم تسويق المنتج إما عن طريق التسويق أو الموقع الالكتروني في قسم خاص بكل من يريد الدخول في «صنع في المدينة»، ويتم تحميل الدليل الارشادي ويتم ايضاً تعبئة استمارة التسجيل إلكترونيا. كيف ستعمل المبادرة على التسويق بطرق احترافية إبداعية خارج المملكة، للوصول لمصاف الدول العالمية عبر علامة تجارية محمية؟ العمل على تسويق التمور خارج السوق المحلي، سوف يكون على خطة مرحلية، وذلك لكل أسواق العالم الاسلامي والدول العالمية، وحالياً نحن بصدد تدشين التجارة الالكترونية لمنتجات «صنع في المدينة» وسوف يتم اكتماله وعند اكتمال منظومته، سوف يكون المنتج وفق صنفه وبأسماء المستفيدين، وعند دخولك للموقع تجد جميع منتجات المدينة وباسم الشركات، بصورته، وبتغليفه وبسعره، وسيتم شراء المنتجات من الموقع عبر الفيزا كارد أو البطاقة الائتمانية، وعند شرائك ستحصل على المنتج في أي مكان، ونوصله إلى منزل المشتري، وسيتم تفعيل بداية أكتوبر المقبل من العام الجاري. هل طورت مبادرة «صنع في المدينة» برنامجا خاصا بدعم منتجات الأسر المنتجة المسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة المدينة المنورة؟ نعم طورت، وأخذت المبادرة بكافة الفئات في المنطقة، وسوف يتم منح الأسر المنتجة جميعاً فور اكتمال معايير العلامة التجارية «صنع في المدينة» كون المعايير مهمة للختم مع ضرورة إثبات جودة المنتج. فئة الصناع في اقتصاد المدينة، كيف يعملون على الاستفادة المثلى من مبادرة «صنع في المدينة»؟ بالنسبة لفئة الصناع، فالشركات تصنف إلى الشركات الصغيرة والشركات المتوسطة والشركات الكبيرة، فالبعض لديهم سجل صناعي وآخر تجاري، والفرصة عادلة أمام الجميع، ولا يوجد تمييز بين أحد منهم، ونحن نعد الصناع ببلوغ منتجاتهم ليس في المدينة فقط وإنما لجميع محافظات المملكة، ومن ثم جميع الدول الاسلامية، فختم «صنع في المدينة» مدعوم ومحمي من إمارة المدينة، بحيث يضمن جودة وأصالة المنتج، ومن ضمن الشروط الأساسية في المنتج ألا تقل نسبة تصنيع المنتج عن 33 بالمائة حتى يحصل على علامة «صنع في المدينة». رئيس مبادرة «صنع في المدينة» يشرح عن المنتجات للزميل يحيى الحجيري منتجات «صنع في المدينة»
مشاركة :