خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - عاشق العمل المنظم والمبادرات والإبداع، عُرف عنه، حبه للخير، وأنه أول من أصل العمل الخيري في المملكة، عندما كان أميرا على منطقة الرياض، في بدايات التنمية، وظهور بوادر الخير على المملكة، وتحسن الأوضاع الاقتصادية، حينذاك تزايدت الأعمال الخيرية؛ أمتداد للعمل الخيري المجبول عليه المسلم. في عام 1374ه، أي "منذ 62 عاماً" نشأت فكرة تأسيس جمعية البر الخيرية بالرياض على يد رائد العمل الخيري الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان - حفظه الله - أميراً على منطقة الرياض، بهدف توثيق وتنظيم وتأصيل العمل الخيري بين المواطنين. حرصاً منه - حفظه الله - على تأكيد مبدأ التكافل الاجتماعي والمحبة بين المواطنين، بالتواصل بين الغني والفقير من خلال جمعية تُنظم العمل، وتشجع على العمل الخيري، خاصة بعد اتساع المدينة وزيادة عدد السكان. وتنامت الجمعيات الخيرية في المملكة من منطلق ذلك التأصيل والتنظيم الذي سنه الملك سلمان، حتى وصل العدد اليوم إلى 650 جمعية خيرية، تعنى بالمحتاجين داخل المملكة، تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية: للبر، والتوعية، والبيئة، والزواج وتنمية الأسرة، والاسكان، والصحة، والمعوقين، والأيتام، والمسنين، وحماية الأسر، والأسرالمنتجة، والأمومة والطفولة. العمل الخيري السعودي.. تكافل اجتماعي في الداخل وتضامن في الخارج تخطى العمل الخيري في المملكة العربية السعودية، إلى الأشقاء العرب والمسلمين والشعوب المحتاجة في العالم. وهي لاتفرق بين محتاج وآخر، فالعمل الخيري في الثقافة السعودية المستمدة من تعاليم الاسلام، هي مساعدة البشر، كما هي رسالة الاسلام إلى البشرية جمعاء. ومن حسن طالع المجتمعات الانسانية والدول، وجود دولة، أنموذج في العمل الخيري، هي المملكة العربية السعودية، تقدم العمل الإنساني على أي عمل آخر، حتى عندما تحرك قوتها "سياسية أو اقتصادية أو عسكرية" فهو من أجل الخيّر، والهدف هو إعادة الأمل بفرض الأمن والسلام وتعزيز قيمة البشر، وحمايتهم من الظلم، بخاصة، عندما يتم الاستنجاد بها لرفع الضرر وسد الجوع. صفحة بارزة في السجل الخيري السعودي في قصر اليمامة يوم أمس، سجل التاريخ للملك سلمان صفحة ناصعة عريضة من العمل الانساني غير المسبوق. الأربعاء 24 رجب 1436ه الموافق 13 مايو 2015م، رعى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، ملك مملكة الخير والانسانية حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ودشن المقر المؤقت، وكذلك وضع حجر أساس المقر الدائم للمركز. يوم عالمي من تاريخ السعودية في حفل يوم أمس ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - كلمة حدد فيها معالم وأهداف المركز، فقال: "انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال.. فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة". وفي ذات الحفل قال المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة: "هانحن اليوم نحتفل بمشروع يعكس ما تتحلى به هذه البلاد الطاهرة من سبق في الدعم والعطاء وخدمة البشرية". وكما قال الدكتور الربيعة: "هذه رسالة واضحة للعالم مفادها أن هذا الوطن عنوان للسلم والسلام والحرص على حياة الإنسان وكرامته". وذكر الربيعة تعريفا مختصرا للعالم عندما أكد على الهدف من المركز بأنه توحيد للأعمال الإنسانية والإغاثية.. وهو نموذج فريد لخدمة الإنسانية. الملك سلمان في المقدمة إعلان الملك سلمان بتخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز إضافة إلى ما سبق أن وجّه به - حفظه الله - من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق؛ هو تأكيد منه – حفظه الله، ليس في تدشين مراكز، بل رائدا وقائداً في تقديم العمل الخيري. ويمكننا أن نختم هذا التقرير، بعبارة للملك سلمان، يجب أن تكون نبراسا يُقتدى به، يوضح أمام العالم كعنوان واضح، عندما قال: "سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدةِ".
مشاركة :