شهدت قاعة ثروت عكاشة، بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، اليوم الأحد، فعاليات اليوم الثاني على التوالي، من ملتقى شباب أكاديمية الفنون الثاني الذي يستمر حتى 21 نوفمبر الجاري.في بداية اليوم، افتتحت الدكتورة غادة جبارة نائب رئيس أكاديمية الفنون، بحضور الدكتور وليد شوشة وكيل المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، معرضا فنيا على هامش فعاليات الملتقى، يضم ١٨ لوحة متنوعة بين بورتريه وأعمال تصوير وأعمال تعبيرية تحمل لمسات سريالية وشعبية، بمشاركة كل من الفنانين الدكتورة ماجدة سعد الدين أستاذ النقد الفني، والدكتور مصطفى يحيى أستاذ النقد الفني بالمعهد العالي للنقد الفني، والفنان الدكتور محمد تاج أستاذ النقد الفني بالأكاديمية.ثم أقيمت جلسة ضمت عددا من شباب الباحثين بالمعهد العالي للنقد الفني، وأدارها الدكتور حمدي النورج، أستاذ النقد الأدبي، وقالت الدكتورة سمية رمضان، أستاذ النقد: إن فكرة الملتقى جاءت من زملاء أعزاء من الشباب الذين انضموا إلى هيئة التدريس بالمعهد وهم الدكتور حمدي النورج والدكتور حسام نايل والدكتور شوكت المصري، فهم أول من بدأ الحديث عن الملتقى وفكرته، وكانوا يطمحون أن يكون مثل ملتقى دار علوم ولنا أن نسعد ونحتفي بالروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد لأن الملتقى أصبح واقعا يرى النور بالفعل وها نحن الآن في خضم فعالياته، ولنا أن نسعد ونفخر به.ومن جانبه أشاد الشاعر عيد عبدالحليم، رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، بالدور الذي يقوم به المعهد العالي للنقد الفني، مؤكدا أنه يقوم بصقل موهبة الكثير من المبدعين في الوسط الفني والأدبي، بشكل أكاديمي.وأضاف عبدالحليم، أن هناك الكثير من الأساتذة والمثقفين الذين حاولت الاقتراب منهم عن طريق الدراسة في هذا المعهد مثل الدكتور شاكر عبدالحميد، والدكتور سامح مهران وغيرهم.أعقب ذلك ندوة للروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد، بحضور الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور زين نصار أستاذ النقد الموسيقي، والدكتور مصطفى يحيي أستاذ النقد الفني، والدكتور أحمد بدوي أستاذ النقد الأبي، والدكتورة ماجدة سعد الدين، والدكتور محمد تاج، والدكتور حمدي النورج، والدكتور حسام نايل، والدكتور أشرف عبدالرحمن، والدكتور إيهاب أسكندر، والدكتور نادر رفاعي، الدكتورة رانيا يحيى وعدد من الصحفيين والإعلاميينورحب الدكتور شاكر عبدالحميد، أستاذ علم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون، ووزير الثقافة الأسبق، بالكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد قائلا: إنه من أهم الروائيين في الوطن العربي، وله منجز أدبي هام جدا يصل إلى 18 رواية، 7 مجموعات قصصية قصيرة، بالإضافة إلى 10 كتب أدبية متنوعة بعضها مترجم، والآخر عن السينما، التي تستقل جزءا كبيرا في حياته كالمشاهد، وأحداث، والصور، موضحا أن مدينة الإسكندرية أيقونة في حياته التي تأثر بها ودونت في أعماله، مؤكدا انه صاحب مشروع إبداعي متطور، ومتميز، وحكائي، وسارد عظيم، بل يشتبك في معظم أعماله بين الواقع والخيال.وتابع عبدالحميد: أن مدينة الإسكندرية تحتل مكانة كبيرة في حياة الكاتب والروائي إبراهيم عبدالمجيد، وتمثل أيقونة إبداعية في عالمه، وهو من الذين كتبوا عنها، ولكن تجد أيضا في أعماله بخلاف الإسكندرية، القاهرة، منطقة حدائق القبة، إمبابة، وغيرها من الأماكن التي عاش وتأثر بها، وانعكست أيضا في أعماله الأدبية.وأضاف عبدالحميد، أن إبراهيم عبدالمجيد اهتم في كتاباته بمفهوم العتبة في الإبداع والحياة مثلما نجد في رواية "عتبات البهجة" وهي من الأعمال المهمة التي تسودها البهجة، إلى جانب عتبات الألم، والحزن، والموسيقى، والإنسان هو عتبات الشجن، وفي عالمه أيضا يحتفي بفكرة القيم في الحب، والصداقة، والتسامح، مهما نختلف في الدين أو النوع، لكن تجمعنا الإنسانية في هذا الحس الإنساني العادي والتعاطف معه من خلال أزماته وآلامه بما ينبغي أن يكون عليه الإنسان، ومن بين الأشياء المهمة في عالم إبراهيم عبدالمجيد خاصة وهو يشهد انهيارات للعوالم مثل الحلم الاشتراكي، والقومي، والعدالة الاجتماعية، وفيما ظهر بديلا عن هذه العوالم من بينها الرأسمالية المتوحشة، والقيم شديدة الشراسة، التكالب على المصالح الذاتية، إقصاء لشعب بشكل واضح، هيمنة التطرف، التشدد، الفوضى، والعشوائية، لكنه عاش بين أجناس وأعراق متعددة ومشاهد تميل للأحلام.وأكد عبدالحميد، أنه يمتلك تقنيات متميزة في الكتابة، حيث ارتبط اسم ماركيز بالواقعية السحرية داخل أعماله منذ المسافات، وليلة العشق والدم، وأعمال كثيرة أخرى بها هذا الاستلهام والاقتراب من أفكار وعوالم ووحدة الوجود، الحيائية، الغرائبية، وغيرها وصولا إلى روايته الأخيرة، والتحولات التي طرأت على الإنسان، والمكان، والزمان، والانفعالات، والأحلام، والعوالم والكائنات الطبيعية وغير الطبيعية، كما نجد في رواياته الاهتمام بتفاصيل الحياة في أعماله بصيد العصافير، والطيور، والسمان، وغيرها ويستمر في الأعمال المختلفة في ظهور البشر واختفائها، وكذلك اختفاء ذاكرة المكان مثل الإسكندرية التي عرفها.وأوضح عبدالحميد، أن أعمال عبد المجيد بها تجسيد بتاريخ مصر في الأربعينات، عبدالناصر والحلم القومي، بناء ترسانة الإسكندرية، هزيمة 67، والحرب العالمية الثانية، مرورا بمرحلة الانفتاح في عهد الرئيس أنور السادات وحسنى مبارك، وصولا بثورة 25 يناير، وهو يكتب جزءا من محفزات الكتابة لكي يواجه الشجن، والحزن، والفقدان، والاضطراب، ولديه ملكة الإبداع بداخله، والإبداع موجود عند المبدعين الحقيقيين أيضا، كما يتميز أسلوبه بالمواجهة، والوجود، وتحقيق الذات.وقال الروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد، إن هناك مراحل يمر بها الكاتب يسعى خلالها بالطول وهناك سعي بالعرض إذا جاز التعبير، والطول هو أن يشعر الكاتب في الرغبة بالكتابة، وحظي أني عشت طفولتي في الخمسينات وكانت هذه الفترة بقايا الملكية وكان الفصل 16 تلميذا وكان هناك حصص موسيقى وحصص للمكتبة وكان كل تلميذ يحكي لزملائه تجربته القرائية، ولم يكن هناك باب مغلق للمدرسة فمن يريد الذهاب فليذهب، ولكن لماذا فكل شيء يحتاج له التلميذ موجود في المكتبة. وأضاف عبدالمجيد، في طفولتي قرأت قصة في المكتبة وبكيت كثيرًا لوفاة بطل القصة وهنا بدأت في البكاء المرير ولكن أمين المكتبة سألني ماذا بك فأجبته أن بطل الرواية قد مات فأجابني أن الحكاية ليست حقيقية وأنها مجرد حكاية ومن هنا استهواني الأمر وبدأت انجذب للكتابة والإبداع. وواصل عبدالمجيد، الإبداع ليس مجرد كتابة وحسب وإنما هناك مدارس وتجارب مختلفة وتاريخ طويل يجب أن يمر به المبدع، والإبداع لا يقتصر على الموهبة ولكن لا بد من الدراسة الأكاديمية حتى يعرف المبدع معنى الكتابة، والمدارس المختلفة التي يمكنه من خلالها أن يعبر عن إبداعاته.وواصل عبدالمجيد، دراسة الفلسفة علمتني معنى المكان والزمان، وقرأت العديد من الفلاسفة ولكني تأثرت بفيلسوف أسمه زينون ولأنه لديه ثلاثة براهين، برهان عن عدم وجود الحركة، وبرهان عدم وجود الزمان، وبرهان وجود المكان، وما توقفت أمامه هو برهان الحركة، وأسعدني هذا البرهان وأراحني نسبيًا وتعاملت معه في ١٩٦٧ وفي ١٩٧٣ وفي ٢٠١١، وكنت في كل مرة أقول العودة إلى زينون العودة إلى اللاحركة. وفي معرض حديثه عن مسقط رأسه، تحدث عبدالمجيد عن أسطورة بناء الإسكندرية على يد الإسكندر وكيف تنبأ له رجاله أن هذه المدينة سيأتي إليها العالم ومؤكد أن هذه الأسطورة تحققت بالفعل وشعوب العالم أجمع جاءوا إلى الإسكندرية. وأشار عبدالمجيد إلى أن الإسكندرية التي ولّت عادت مرة أخرى مع محمد على الذي أنشأ ترعة الإسماعيلية، وحدثت هجرات عديدة من الريف الإسكندرية ولا أزمة في عادات وتقاليد الريف ولكن الأزمة أن بعضهم سافر ورجع بالفكر السلفي فأصبحت الإسكندرية مع الوقت مدينة سلفية. بينما ألقى الزميل ياسر الغبيري، نائب رئيس القسم الثقافي في موقع وجريدة البوابة نيوز، والباحث بالمعهد العالي للنقد الفني، قصيدة بعنوان "انتماء" ضمن جلسة شباب الباحثين بالمعهد العالي للنقد الفني.جاءت مشاركة "الغبيري" ضمن عدد من المشاركات لشباب الباحثين بالمعهد في الجلسة التي أدارها الدكتور حمدي النورج، أستاذ النقد الأدبي، ضمن فعاليات ملتقى شباب أكاديمية الفنون.
مشاركة :