احتشد آلاف اللبنانيين، أمس الأحد، في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط العاصمة بيروت، بمناسبة مرور شهر على الاحتجاجات التي تشهدها مختلف أنحاء البلاد، فيما توحد اللبنانيون في العاصمة، ومختلف ساحات التظاهر في «أحد الشهداء» تكريماً لضحايا الحراك الشعبي، وتأكيداً لمطالب المتظاهرين ب«إسقاط النظام» ورحيل كل الطبقة السياسية الفاسدة، في حين علق موظفو المصارف إضرابهم بعدما تعهدت قوات الأمن بحمايتهم. وخرج آلاف اللبنانيين إلى الشوارع، بعد ظهر أمس، في وسط بيروت وفي طرابلس والمنية شمالاً، وفي صيدا والنبطية جنوباً، وفي تعلبايا شرقاً تحت عنوان «أحد الشهداء»، تكريماً لمتظاهرين قتلا منذ بدء الاحتجاجات، آخرهما الثلاثاء برصاص عسكري خلال مشاركته في قطع طريق حيوي جنوب بيروت، وهو ما أثار غضباً شعبياً واسعاً. وكان البارز في الساحتين الهتافات التي أطلقها المتظاهرون حول فوز المحامي المستقل ملحم خلف بمركز نقيب المحامين، مؤكدين أن «الإصلاح وبناء الدولة يبدأ من قضاء حرّ وعادل ونزيه، وقد بدأت بوادر انتصارات الثورة من نقابة المحامين». وفي وسط بيروت، أكد قاسم قاسم إصراره مواصلة التظاهر حتى رحيل الطبقة السياسية. وقال «تحقيق المطالب يحتاج إلى وقت طويل، يعيش الناس منذ سنوات في مرارة، واليوم نزلوا إلى الشارع لتحقيق مطالبهم». وفي مدينة طرابلس التي شكلت مركزاً رئيسياً للتظاهر منذ شهر، قال خالد صباغ (26 عاماً)، «بعد مرور شهر كامل على الانتفاضة الشعبية وفشل كل مساعي السلطة للالتفاف على مطالب المتظاهرين، نحن اليوم أمام مرحلة جديدة من التحديات، والوضع بحاجة إلى حنكة وحذر شديدين من الثوار». وأضاف «علينا قطع الطريق أمام مشاريع السلطة لتفريق صفوفنا وتأكيد إصرارنا على مطالبنا وعدم التراجع عنها مهما ارتفع منسوب الضغط، إلى حين تحقيق الشعب لانتصاره كاملاً على هذه السلطة». وفي حاصبيا، تجمع حشد كبير من المعتصمين عند نقطة سوق الخان بمناسبة مرور شهر على انطلاق الحراك الشعبي تحت عنوان «لا ملل لا كلل لأجل لبنان العظيم». ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية، مطلقين أناشيد وطنية، ومنددين بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وذلك من دون قطع الطريق. أما في صيدا، فقد واصل المعتصمون حراكهم عند دوار «إيليا»، رافعين الشعارات المطلبية على وقع الأغاني الوطنية. وفي تعلبايا، يستمر المتظاهرون في تحركهم بمشاركة المئات من أبناء المنطقة. وكانت مجموعة «لحقي» المشاركة في الحراك الشعبي دعت إلى الانتقال إلى مرحلة «تسكير الطرقات الهادف»، من الساعة ال 6 صباحاً حتى ال 11 قبل الظهر. كما دعت إلى ملء الساحات، أمس، في تظاهرات حاشدة وسط بيروت وفي طرابلس (شمالاً) وغيرهما من المدن، بمناسبة مرور شهر على «ثورة» ال 17 من أكتوبر، في ما سمّته #أحد_الشهداء. يأتي ذلك في وقت تحدثت مصادر لبنانية أخرى عن تعليق إضراب موظفي المصارف، بعدما أعلنت قوات الأمن أنها ستعزز تمركزها قرب مصارف البلاد التي أُغلقت لأكثرَ من أسبوع. وقالت الشرطة: إنها ستعكِف على تسيير دورياتٍ قرب المصارف والبنوك.(وكالات)
مشاركة :