في مؤشر على الاهتمام الروسي المتزايد بتسويق أسلحة ومنظومات عسكرية في بلدان الخليج العربي، كشفت موسكو الأحد عن مباحثات مع الرياض بشأن شروط إتمام صفقة توريد منظومة أس 400 للدفاع الجوي مع المملكة العربية السعودية، إضافة إلى مفاوضات مع الإمارات لتوريد مقاتلات سو 35 الحديثة. وتلتقي الرغبة الروسية في توسيع مجال التعاون العسكري مع السعودية، مع رغبة لدى الرياض في إحكام منظوماتها الدفاعية مسايرة لتصاعد التهديدات، وأيضا في تنويع مصادر تسلّحها، من أجل الحصول على أحدث التقنيات وأكثرها نجاعة وفاعلية. وترأس وزير الصناعة والتجارة الروسي دينيس مانتوروف وفدا روسيا ضخما، يضم مسؤولين من 10 شركات روسية، إلى معرض دبي الدولي للطيران وعقد جولة مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الأحد قبيل افتتاح معرض دبي الدولي للطيران. ولا يخفي المسؤولون الروس أهمية بلدان الخليج العربي بالنسبة إليهم، إذ أكد سيرجي تشيميزوف، المدير العام لمؤسسة “روستيخ” التي تضم معظم شركات الإنتاج العسكري الروسية، أن “الشرق الأوسط هو إحدى المناطق الرئيسية المهمة لشركتنا”، مشيرا إلى تزايد اهتمام بلدان المنطقة في الفترة الأخيرة بالمنتجات الحديثة عالية الدقة وذات التقنية العالية والاستخدام المزدوج العسكري والسلمي. وأشار تشيميزوف في تصريحات سبقت الافتتاح الرسمي لمعرض دبي للطيران 2019، إلى أنّ المعرض فعالية تمنح الشركات الروسية فرصة لـ”عرض تقنيات الحرب الإلكترونية على العديد من الوسائط المتحركة”، موضحا أن هذه الابتكارات يمكن “استخدامها بنجاح لحماية المنشآت العسكرية والصناعية ومرافق البنية التحتية المدنية من الطائرات المسيرة”. ومن جانبه، كشف رئيس الخدمة الفيدرالية للتعاون التقني العسكري دميتري شوغاييف على هامش المعرض أن “المفاوضات جارية حول تزويد الإمارات بالمقاتلات الروسية من طراز سو 35 وتطوير الجيل الخامس من طائرات القتال الخفيفة”. موسكو والرياض تناقشان شروط إتمام صفقة أس 400، وتطلع روسي إلى بيع مقاتلات سو 35 الحديثة للإمارات ومن أبرز المنتجات العسكرية التي يعرضها الجانب الروسي في معرض دبي، منظومة الدفاع الجوي أس400، التي تم في وقت سابق توقيع اتفاق مبدئي على توريدها للمملكة العربية السعودية ويجري الآن على هامش المعرض بحث شروط توريدها وفق ما أعلنته الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني. وجاء في تصريح الهيئة الروسية أنه “تم توقيع عقد مع المملكة العربية السعودية لتوريد أنظمة الدفاع الجوي أس 400 تريومف في العام 2017 ونسعى الآن للاتفاق على شروط مقبولة للطرفين لبدء تنفيذ هذا العقد”. كما لم تستبعد الهيئة الروسية إمكانية إعادة تجهيز نظام الدفاع الجوي الوطني في المملكة العربية السعودية، باستخدام أنظمة روسية أخرى. وبالإضافة إلى منظومة الدفاع الجوي تبدي السعودية اهتماما بإنتاج بندقية كلاشينكوف الروسية على أراضيها، وقد تم بالفعل توقيع اتفاقية مبدئية حول المشروع وفق ما أعلنته الهيئة الروسية. من جانبه قال ألكسندر ميخييف الرئيس التنفيذي لشركة روس أوبورون إكسبورت “نتوقع اهتماما كبيرا بالابتكارات الروسية المضادة للطائرات المسيرة”، مضيفا “لسوء الحظ كان الشرق الأوسط من المناطق التي عرفت حقيقة التهديد الذي تمثله الطائرات الصغيرة والصغيرة جدا المتواجدة في أيدي الإرهابيين”، موضحا أن الشركة الروسية “لديها مجموعة واسعة من الأدوات القادرة على حماية أي مواقع أو مناطق من هذا الخطر الجديد”. تزايد اهتمام بلدان الخليج في الفترة الأخيرة بالمنتجات الحديثة عالية الدقة وذات التقنية العالية والاستخدام المزدوج العسكري والسلمي وأكّد المسؤول الروسي “نحن نبذل قصارى جهدنا كي لا نخيب آمال شركائنا، ونبهرهم بالتصاميم الفريدة لمؤسسات الدفاع الروسية”. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قام قبل نحو شهر بزيارة إلى السعودية والإمارات تم خلالها توقيع العديد من الاتفاقات التجارية والاقتصادية بمليارات الدولارات. ولا يخفي الجانب الروسي سعيه الحثيث لفتح علاقات شراكة عسكرية مع بلدان الخليج العربي، وخاصة مع السعودية والإمارات، تضاف إلى التنسيق على أعلى المستويات في مجال الطاقة وأهمها الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو مع الرياض والمعروف باتفاق “أوبك بلس” الذي أسهم في وقف تراجع أسعار النفط. ومنظومة أس 400 تريومف عبارة عن نظام دفاع جوي طويل المدى، مصمم لتدمير الطائرات والصواريخ المجنحة والباليستية، بما في ذلك متوسطة المدى، كما يمكن استخدامه ضد الأهداف الأرضية. ويبلغ مدى المنظومة 400 كيلومتر وهي قادرة على تدمير الأهداف على ارتفاع يصل إلى 30 كيلومترا.
مشاركة :