سحب وزير المال اللبناني السابق محمد الصفدي اسمه كأحد المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية قائلا إن "من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين". وكانت تسريبات حول احتمال تكليف الصفدي تشكيل حكومة أثارت غضب وسخرية المتظاهرين اللبنانيين الذين يطالبون في حراكهم المستمر منذ نحو شهر بإسقاط الطبقة السياسية بالكامل متهمين إياها بالفساد وبالعجز عن حل الأزمات المعيشية. وأدى قراره بالانسحاب إلى إعادة مساعي لبنان لتشكيل حكومة تحتاجها البلاد لتطبيق إصلاحات عاجلة إلى المربع الأول في مواجهة احتجاجات غير مسبوقة دفعت رئيس الوزراء سعد الحريري للاستقالة الشهر الماضي. وقال الصفدي في بيان أصدره مكتبه "وعليه، أطلب سحب اسمي من التداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة وآمل أن يتم تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد". وأضاف أن بيانه جاء ردا على الرغبة التي أبدتها مختلف الأطراف بطرح اسمه للتكليف، وعلى رأسهم الرئيس الحريري. وبرر اعتذاره عن تشكيل الحكومة بالقول إن "الوضع لم يعد يحتمل الانتظار ولا المراوغة ولا المشاورات الإضافية". وتابع "ارتأيت أنه من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الأفرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ إجراءات إنقاذية فورية تضع حدا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع". وندد محتجون تظاهروا في الشوارع السبت بترشيح الصفدي المحتمل قائلين إن ذلك يتعارض مع المطالب برحيل النخبة السياسية التي يرون أنه جزء منها. وذكرت وسائل إعلام لبنانية ومصادر سياسية أن حزب الله وحركة أمل الشيعيين وافقا على دعم الصفدي بعد اجتماع مع الحريري في ساعة متأخرة من مساء الخميس ولكن لم يقر أي حزب سياسي بعد ذلك رسميا ترشحه. وسعت الجماعتان بالإضافة إلى الرئيس ميشال عون وهو مسيحي ماروني لعودة الحريري لرئاسة الحكومة ولكنهم طالبوا بأن تضم الحكومة الجديدة تكنوقراطا وسياسيين، بينما أصر الحريري على أن تكون الحكومة كلها من التكنوقراط. ويستلزم تكليف رئيس وزراء جديد أن يجري عون مشاورات رسمية مع أعضاء البرلمان حول من يختارونه لشغل المنصب وعليه أن يكلف من يحصل على أصوات أكثر. ولا بد أن يكون رئيس وزراء لبنان سنيا طبقا لنظام المحاصصة الطائفية المعمول به. وأعلنت السفارة الأميركيّة في بيروت السبت دعمها التظاهرات الاحتجاجيّة التي يشهدها لبنان. وقالت في تغريدة "ندعم الشعب اللبناني في تظاهراته السلميّة وتعبيره عن الوحدة الوطنيّة". ودفع هذا الحراك الذي يشهده لبنان رئيس الوزراء سعد الحريري الى الاستقالة في 29 أكتوبر، ولم تؤدّ المشاورات السياسيّة حتّى الآن إلى تأليف حكومة جديدة. ويُتوقّع أن يشهد الأحد تظاهرات كبيرة في مدن لبنانية عدّة، لممارسة مزيد من الضغط على السياسيين. والسبت، جالت حافلة سمّيت "بوسطة الثورة" مناطق لبنانية من الشمال الى الجنوب. وانطلقت من عكار شمالا ووصلت مساءً الى مدينة صيدا جنوبًا. وأكّد المتظاهرون الذين شاركوا في هذه المبادرة أنّها تهدف الى كسر الحواجز الجغرافيّة والطائفيّة بين اللبنانيين وتَجاوز آثار الحرب الأهليّة (1975-1990). وأكّد المتظاهرون الذين شاركوا في هذه المبادرة أنّها تهدف إلى كسر الحواجز الجغرافيّة والطائفيّة بين اللبنانيين وتَجاوز آثار الحرب الأهليّة (1975-1990). ومن أهم مطالب المحتجين الضرورية تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط، وإجراء انتخابات مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين داخل السلطة، إضافة إلى رحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يرون أنها فاسدة وتفتقر للكفاءة.
مشاركة :