سيطر انطلاق الاكتتاب العام الأولى لشركة أرامكو للأفراد على اهتمام الصحف والمواقع الإلكترونية الأوروبية؛ حيث تتابعت تغطيتها على مدار الساعة اليوم الأحد. وقالت صحيفة «ستاندأرد» النمساوية، إن هناك تقارير بنكية محلية تُشير إلى أن هناك قرابة الخمسة ملايين شخص يرغبون في شراء أسهم أرامكو. وأشارت إلى أنه سيتم بيع نصف بالمائة من الشركة المملوكة للدولة والتي تبلغ قيمتها نحو 8.5 مليار دولار إلى مستثمرين من القطاع الخاص « أفراد»، موضحة أن استمرار الحملة الدعائية الواسعة داخل المملكة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لحث المواطنين على شراء الأسهم. مواطنو المملكة متحمسون وأكدت الصحيفة أن مواطني المملكة متحمسون للأمر ومقبلون على طرح أرامكو، ونقلت عن بعضهم أن الأمر « فرصة لا تعوض». ونوه الموقع الإلكتروني الرسمي لصحيفة « دي تسايت» الألمانية العريقة، إلى أن الطرح الأولى الخاص بعملاق النفط السعودي، ربما يكون الأكبر في التاريخ؛ حيث حددت الشركة النطاق السعري لأسهمها ما بين 30 و 32 ريالًا، أي ما يعادل 8.00 دولارات إلى 8.53 دولار، فيما أنها تستهدف بيع 1.5 % أو نحو ثلاثة مليارات من أسهمها، وهو ما قد يساعد أرامكو على جني 25.6 مليار دولار، ومن ثم تسجيل الرقم القياسي لأكبر فترة استحواذ قصيرة، والتي تمتلكه حاليًا منصة علي بابا الصينية؛ حيث تم التداول عليها بعائدات تبلغ 25 مليار دولار قبل سنوات. هبوط أرباح أرامكو وقالت الصحيفة إن انخفاض أسعار النفط هبط بأرباح أرامكو بنسبة 18% في الأشهر التسعة الأولى من العام، فبحلول نهاية سبتمبر الماضي، حققت أرامكو أرباحًا بلغت 68.2 مليار دولار، مقارنة بـ 83.1 مليار دولار في العام السابق. ومع ذلك لا تزال الشركة في مقدمة المؤسسات الأكثر ربحية في العالم، متقدمة على شركة أبل، التي حققت ما يقرب من 60 مليار دولار في عام 2018 بأكمله. وقالت صحيفة « زود فيست برسه» اليومية الألمانية، إنه من المنتظر طرح العرض الدولي للأسهم في 2020 أو 2021. وذلك بعدما كان قد تم تأجيله الأعوام الماضية أكثر من مرة، لافتة إلى أن المملكة العربية السعودية ابتعدت عن التقييمات التي كانت مأمولة في السابق لأرامكو بأكثر من 2 تريليون دولار، وذلك في ضوء مخاوف المستثمرين بشأن أسعار النفط المتقلبة وبسبب الهجمات على منصات وناقلات النفط في الأشهر الأخيرة. وعلى هذا النحو وبناءً على النطاق السعري أصبح تقييم الشركة ما بين 1.6 و 1.71 تريليون دولار. السعوديون يُعيدون بناء اقتصادهم وفي السياق ذاته قالت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج» الألمانية، إن السعوديين يعيدون بناء اقتصادهم؛ حيث يتوقع أن يكون « الاكتتاب العام بمثابة مدخل إلى تحول أساسي في الاقتصاد السعودي، والذي تم بناؤه حتى الآن بشكل حصري تقريبًا على عائدات النفط. فيما سيتم توجيه عائدات الأسهم إلى مشروعات جديدة واسعة النطاق يتم إنشاؤها إلى جانب قطاع الطاقة». ولم يفت الصحيفة الإشارة إلى أن التثبيت النهائي لسعر السهم سيقر في 5 ديسمبر المقبل، وهو «تاريخ حرج لتجارة النفط العالمية. ففي اليوم نفسه، هناك اجتماع دوري لممثلي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)/ (لمدة يومين) في فيينا؛ لمناقشة سياسة التمويل الخاصة بهم. في ظل تكهنات أثيرت في الأسابيع الأخيرة حول ما إذا كان بوسع هذا التكتل النفطي أن يقرر خفض إنتاج النفط في ضوء الطلب الضعيف وارتفاع الإنتاج الأمريكي». كما لفتت بوابة الأخبار الألمانية « تي أون لاين» إلى أن المستثمرين الصينيين متحمسين لطرح أرامكو، وأن « الشركات الصينية المملوكة للدولة يمكن أن تستثمر بشكل مشترك ما بين خمسة إلى عشرة مليارات دولار في أسهم الشركة».
مشاركة :