أكد مسؤولون بالعمل الإنساني والخيري، أن دولة الإمارات تطبق مبادئ التسامح في العمل الإنساني، وأبرزها 8 مبادئ، يأتي على رأسها حب الخير للآخرين وقبول الاختلاف، والعطاء للإنسان بصرف النظر عن دينه وعرقه وطائفته ولونه والحُكم بموضوعيّة، بالإضافة إلى العقلانية والقناعة بالتسامح كمنهج حياة. وأشاروا في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن دولة الإمارات تقدم عطاءها للمجتمعات والأفراد دون النظر لأي أهداف غير إنسانية أو السعي لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية، لافتين إلى أن تطبيق دولة الإمارات لهذه المبادئ هو الذي أكسبها سمعة عالمية متميزة وطيبة في العمل الإغاثي والإنساني في كل دول العالم. وشددوا على أن الجهات الخيرية بالدولة، سواء العاملة داخل الدولة أو خارجها، تلتزم وتطبق مبادئ العمل الإنساني، وهي: الإنسانية، والاستقلال، وعدم التحيز، والحياد، والمسؤولية الإنسانية، منوهين بالفعاليات والأنشطة المتعددة والكثيرة التي نظمتها دولة الإمارات على مدار الأيام الماضية، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي يصادف 16 من نوفمبر من كل عام. وقالوا: إن التسامح والعمل الإنساني الإغاثي الصحيح وجهان لعملة واحدة، حيث يحققان الأهداف نفسها، ابتداءً من حفظ حقوق الإنسان، وتحقيق السلام، وانتهاء بالحدّ من العنف، والكراهية والنزاعات، والحروب. رؤية مؤسسية وقال سعيد مبارك المزروعي، نائب مدير عام جمعية بيت الخير: يأتي اليوم الدولي للتسامح، بالتزامن مع صدارة دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل الخيري والإنساني عالمياً؛ وذلك بفضل الرؤية التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، وتنطلق رؤية الوالد المؤسس من اعتبار عمل الخير، وترسيخ قيم التسامح والتكافل مع المحتاجين من الشعوب أساساً لمسيرة الدولة الحضارية. وأكد أن الدولة ترجمت تلك الرؤية، وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى ثقافة وقيم عمل الخير والتسامح إلى ممارسات، استطاعت الدولة من خلالها تحقيق إنجازات خيرية وإنسانية استثنائية على مستوى العالم. وقال: أوصانا ديننا الإسلامي الحنيف بذلك، وقد كفل قانون الدولة بصفة عامة حقوق المقيم، ونجد إخواننا المقيمين من مختلف الجنسيات يعملون جنباً إلى جنب مع المواطنين في كل مؤسسات ودوائر الدولة، وينطبق ذلك على جمعية بيت الخير التي تضم نخبة من المواطنين والمقيمين الذين يعملون جميعاً بروح واحدة، لتحقيق مصلحة العمل، وخدمة العمل الخيري، وقد خصصت مشاريع ومبادرات لتعزيز روح التسامح في مجتمع الإمارات، لتشمل كل الجنسيات والأديان والأعراق الموجودة على أرض الإمارات. وأشار المزروعي إلى أن من أبرز مبادرة الجمعية في مجال التسامح، مبادرة «فزعة للدعم الطارئ»، ومشروع «علاج» للمرضى المعسرين، ومشروع إطعام الطعام، ومبادرة «درهم التسامح» للتوسع في صدقات التطوع. أسس العطاء من جهته، قال أحمد مسمار، أمين سر جمعية دبي الخيرية: الجوانب الإنسانية والمساعدات الإغاثية تقدمها الجهات الخيرية داخل وخارج الدولة، وفق المبادئ وقيم التسامح والمبادئ الدولية المرعية في هذا الجانب، وهذه المبادئ والقيم غرسها الوالد المؤسس «طيب الله ثراه» فجُبل شعب الإمارات ومؤسساتها الإنسانية على حب عمل الخير، والإيمان بأن الناس أخوة، أياً كان موقعهم. وأشار إلى أن المؤسسات الإنسانية بدولة الإمارات تعمل على تقديم العون والمساعدة لمن يحتاج إلى المساعدة، فمدت يد العون إلى كل محتاج، لا لشيء إلا أنه إنسان، ولم تقصد من وراء ذلك تحقيق مصلحة أو الوصول إلى مقصد غير إنساني. مياه زايد بدوره، تحدث عمر خلفان، المدير التنفيذي لمؤسسة «بي كايند» التي تنفذ «مياه زايد» لحفر الآبار في الدول الفقيرة، عن عدم تمييز المؤسسات الخيرية في الدولة بين محتاج وآخر، فالكل سواسية، فنهجنا يقوم على مساعدة المحتاج ونجدة الملهوف وإغاثة المكروب دون اعتبارات لجنسه أو دينه أو عرقه. وأكد أن ما أنجزته الدولة مرشح لنجاحات أخرى وإنجازات أعظم لأنه في الأساس يقوم على قاعدة الاستثمار في الإنسان والاعتماد على الذات وتطوير القدرات المختلفة للإنسان الإماراتي، مشيراً إلى أن المساعدات الإماراتية تتسم بالصبغة الإنسانية، ليس فيها مطمح آني ولا مصلحة ذاتية، وهذا التوجه الإنساني لدولة الإمارات ليس جديداً، فهو نهج أصيل وثابت في سياستها الخارجية، وقد تعزز وتطور في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله. حاضنة التسامح من جهتها، قالت الدكتور حصة محمد بن حيدر المدير التنفيذي لمؤسسة محمد عمر بن حيدر الخيرية: تعد دولة الإمارات حاضنة لقيم ومبادئ التسامح والسلام والأمان والتعددية الثقافية، حيث تضم أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام والمساواة، وجرمت الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، وانطلاقاً من هذا بادرت المؤسسة بالعمل الإنساني «على نهج زايد»، فقد قامت بمساعدة المحتاجين دون النظر أو التفريق بين جنس أو دين أو عرق أو طائفة، بالإضافة إلى أننا قمنا بالبحث عن المحتاجين وميادين العمل الخيري والإنساني عملاً بمبادئ التسامح التي تعتبر ركيزة لذلك، ودون الانتظار لأي مقابل مادي أو معنوي.
مشاركة :