وصل المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية، أمس الأول، إلى محطته الأخيرة بـ«حديقة أم الإمارات» حيث اختتمت فعالياته بالعديد من الفنون والاستعراضات المبهجة، وتكريم كل من ساهم في إنجاح الحدث، إلا أن التسامح، كقيمة وفعل، يستمر في مجتمع متلاحم قائم على التناغم والتراحم، بالعديد من مبادرات التسامح التي تستمر طوال العام. شهد اليوم الأخير من المهرجان الوطني للتسامح، من تنظيم وزارة التسامح، الذي أقيم تحت شعار «على نهج زايد» تدفقاً جماهيرياً من مختلف الجنسيات، حيث استفادوا من العديد من الورشات التعليمية والفنية والتراثية، كما نهلوا من فيض الفعاليات التي أضفت بهجة على ربوع «حديقة أم الإمارات» على مدار 9 أيام، من خلال حراك وتفاعل جسد رسالة الإمارات المبنية على مبادئ التسامح والتعايش، حيث تعيش مختلف الجنسيات بسلام وأمان في بيئة خالية من أي تشدد، أو تعصب، أو تطرف، أو كراهية، وهذا ما عكسه المهرجان الذي قدم لزواره باقة من الفعاليات الهادفة إلى ترسيخ قيم التسامح وفضيلة التعايش، وعبّر عن ما تزخر به الإمارات من تجارب رائدة في مجال التسامح، تخللتها عروض واستعراضات بمختلف الألوان الخليجية والأجنبية، بما يتناسب مع مبادئ المهرجان. إبداعات إبداعات وبرامج توعوية أثرت تجربة الجمهور بجناح وزارة تنمية المجتمع في المهرجان بـ«دورته الثانية»، احتفاءً بتراث التسامح الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد شهد المهرجان مجموعة واسعة من الأفكار والمشاريع الإبداعية التي يشتمل عليها جناح وزارة تنمية المجتمع، منها مشاريع صغيرة للأسر المنتجة تحت شعار «بأيدٍ إماراتية» إلى جانب عرض مجموعة من المؤسسات لبرامجها التوعوية، منها مؤسسة التنمية الأسرية التي جسدتها إدارتا التنمية الأسرية وبرامج منح الزواج، والتي تعكس جهود الوزارة في تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي، وتترجم أسمى قيم العطاء والتسامح من خلال الأسرة التي تعد نواة التسامح وأساس التعاون والتعاضد والتكافل في المجتمع، إلى جانب مشاركة مؤسسة الرعاية الاجتماعية وشؤون القصر. برامج توعوية من المشاركات المميزة بجناح وزارة تنمية المجتمع مشاركة مؤسسة التنمية الأسرية، والتي تعمل يومياً على توزيع مجموعة من الكتيبات والبطاقات المصممة بعناية فائقة للترويج لبرامج المؤسسة، وعن ذلك قالت موزة عتيق الهاملي، منسق برامج وفعاليات بمركز «بوابة أبوظبي»، إن جناح المؤسسة يسعى إلى نشر برامجها بطريقة مبهجة، حيث تتطاير بالونات حاملة كتيبات لإثارة الفضول عند الناس والاطلاع على كل جديد، كما تعمل على التعريف ببرامجها التي تقدم للمواطنين والمقيمين، مستغلة تواجد الكثير من الجاليات لتخدم المجتمع بكافة شرائحه. «دهن العود» باقة مميزة من المشاريع بمهرجان التسامح قدمتها إدارة برامج الأسر المنتجة بوزارة تنمية المجتمع، تتلخص في معرض للأسر الإماراتية المنتجة الذي يجمع 15 أسرة، إضافة إلى توفير 10 أكشاك متنقلة على مستوى «حديقة أم الإمارات»، لعرض منتجات إماراتية مختلفة تعبر عن دعم المجتمع للأسر المشاركة، وتشجيع الوزارة للمشاريع المنزلية الصغيرة، إلى ذلك قالت غريسة عبد الرحمان، صاحبة مشروع «هوس للعطور»، إنها سعيدة بمشاركتها بمهرجان التسامح الذي يعكس قيم التعايش والمحبة من خلال الجمهور المتنوع الذي يستقطبه يومياً، وتعمل غريسة وابنها على بيع «العود الكمبودي» و«دهن العود»، لافتة إلى أنها تعمل على استيراد العود الكمبودي من بلد المنشأ وتحرص على استيراده من المزارع، مشيرة إلى أنها تعمل في هذا المجال منذ 4 سنوات، ومن منتجاتها خلطات تحمل أسماء مميزة، منها «أبو خالد وعطر الريم ورحوم». أشغال يدوية من جانبها، قالت عدوية حسن، إن مهرجان التسامح يوفر مساحة للتعريف بمنتجاتها المتنوعة والمتكونة من أشغال يدوية، ومنها أطقم الضيافة وأوانٍ زجاجية مرسوم عليها وأكواب تحمل «روح الاتحاد وعام زايد»، ومداخن عصرية، وكراسي تحمل رسومات عبر تقنية الديكوباج، موضحة أنها تحرص على التعريف بمنتجاتها والترويج لها بأسعار مناسبة. وأشارت إلهام (أم عمر)، التي تشارك في نفس الكشك مع صديقتها «أم محمد» إلى مجموعة من الإبداعات تتلخص في الرسم بطريقة مختلفة، متخذة من التراث تيمة أساسية، مثل رسم المرتعشة والمرية لتشكل لوحات فنية، إلى جانب صنع العديد من الميداليات من أقمشة مختلفة، وأشارت إلى أن مشاركتها في المعارض ساعدتها على تطوير نفسها إلى حد كبير، من خلال أساليب جديدة تواكب الموضة لترضي جميع الأذواق. وديمة سعيد العامري، التي تشارك بالعديد من الجلابيات والكنادير والأثواب الإماراتية، أكدت أن مهرجان التسامح يعكس قيمة المحبة كونه يجمع العديد من الجنسيات، موضحة أنه حقق لها انتشاراً واسعاً من خلال جمهور المهرجان، وأشارت إلى أن ابنتها حمدة سعيد (12 عاماً) حققت بعض الخبرات المهنية، من خلال مساعدتها في رواقها، كما تستقبل البضاعة والطلبات وسط أجواء جميلة. «بريشتي أتسامح» تنفيذًا لفعالية «بريشتي أتسامح» شارك فريق التسامح بمؤسسة الرعاية الاجتماعية وشؤون القصّر، بالمهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية بمجموعة من إبداعات الشباب، وعن هذه المساهمة قالت خولة طارش رئيس فريق التسامح بمؤسسة الرعاية الاجتماعية وشؤون القصر «من منطلق أن الفن لغة تسامح عالمية تم اختيار عدد من القصّر الحاصلين على أوسمة ومراكز متقدمة في هواية الرسم والتصميم للمشاركة بعرض منتجاتهم ولوحاتهم المميزة، التي حازت إعجاب الزوار، كما قام كل مشارك من القصّر بشرح فكرة وتفاصيل لوحته الفنية، والتي تعبر معظمها عن الاعتزاز بنموذج الإمارات المتفرد في التسامح والتعايش وقبول الآخر.
مشاركة :