عدّ المفكر السعودي عضو مجلس الشورى السابق نجيب الزامل "الصحوة" أنجح عملية فكرية في التاريخ الحديث بلا نزاع، مرجعا ذلك إلى أنها وصلت من شمال أفريقيا إلى أقاصي الشرق الأوسط، بغض النظر عما إذا كانت صوابا أم خطأ. وأشار الزامل الذي كان يتحدث في لقاء للغرفة التجارية بالمركز الحضاري بمحافظة المذنب مساء أول من أمس، إلى أن الصحوة هي "عملية فكرية جغرافية حدثت وتحدث في كل مكان لمعالجة مفهوم الدين من جديد". وأكد عضو مجلس الشورى السابق أن الصحوة الدينية أثرت وغيّرت بالمجتمع تماما، وبعضها تحول وزاد إلى التعصب، وقال "لا يمكن أن نقيس الأفكار الإنسانية سواء كانت صحيحة أم خاطئة، إنما تقيس بالخطأ والصحيح بالأثر، إذا أثروا في مجموعة أكبر فهم ناجحون، ويجب أن نعترف أنهم ناجحون حتى لو كانت لدينا آراء تجاههم". وعلق الزامل على سؤال حول الازدواجية في الشخصية، بأن ذلك نتاج نشأة المجتمع على الخوف الذي يصنع كل شيء من قلق وترقب، وقال "عندما تكون في مجتمع خائف لا بد أن تكون بأكثر من قناع"، مضيفا أن "الأمر لا يقتصر على السعوديين فقط، وإنما العالم أجمع"، مبينا "سينتهي الخوف ويتغير إذا كانت هناك شجاعة، وكثير من الشجعان يدفعون الثمن غاليا، وأول ثمن يدفعونه كراهية العموم لهم". وأشار إلى أن مبعث الخوف يؤدي بكثيرين إلى إظهار ما لا يبطنون، ويضيف "إذا تحررت من الخوف والمساءلة تكون الشخصية أبرز وتخرج على حقيقتها". وبين الزامل أن السعوديين هم الأكثر تطوعا في العالم العربي، خصوصا الشباب، مستشهدا بحادثة السيول التي حدثت في سنوات ماضية، بعد خروج 7 آلاف شاب للعمل التطوعي وقدموا عملا مذهلا وأداروا المدينة كالساعة، وكتبت عنهم الصحافة الغربية ما نصه "يثبت الشباب السعوديون أنهم أكثر الشباب تنظيما وإقداما وتسجيلا وإدارة للكوارث في قارة آسيا".