الكوميديا فنّ راقٍ يخاطب العقول

  • 5/14/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - مصطفى عبد المنعم: في حياة كل منا مواقف كوميدية طريفة لا يمكن أن تُنسى أو تمحوها الذاكرة، تقفز إلى أذهاننا من حين لآخر مع مُشاهدة موقف أو شخص أو مشهد مُعيّن يُعيد البسمة إلى أفواهنا. ولاشكّ أن الفنان دائمًا ما تكون الأعين عليه وتُقبل الجماهير المحبّة له على سماع ومعرفة أخباره وجديده في المشهد الفنيّ، خلال هذه الزاوية نتعرّف معًا على مواقف كوميدية لا تنسى في حياة الفنانين سواء على المُستوى الفنيّ أو الإنسانيّ. باب "كوميديا واقعية" استضاف في هذا العدد الفنان محمد السني دفع الله ليحدّثنا عن أبرز المواقف الكوميديّة في حياته. > كيف يصنف محمد السني الكوميديا؟ - إن الكوميديا هي الفنّ الراقي الجميل الذي يخاطب العقول، وهذا ما يجعلها فن من أصعب الفنون، لو لم تكن كتابة الأعمال الكوميدية متقنة ولها فكرة جيدة ورسالة فلن يصل العمل للناس، وهناك وجه آخر لنجاح الكوميديان وهو أنه يجب أن يكون لديه قناعة بما يقدّمه وألا يكون الهدف فقط هو إضحاك الجمهور دون تقديم رسالة أو هدف، لافتًا إلى أن فن الكوميديا هو الأقرب لنفوس البشر، خصوصًا في ظلّ ما يمر العالم الآن من مآسٍ وكوارث تجعل بحث الإنسان عن الكوميديا أمرًا طبيعيًا. > ما أهم صفات الفنان الكوميدي؟ - أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الكوميديان الروح المرحة، يجب أن تكون عالية جدًا، وكذلك سرعة البديهة وبالضرورة أن يكون على طبيعته وألا يكون متكلفًا، وأن من الضروري على من يعمل في الكوميديا أن يقدمها بشكل هادف بعيدًا عن الإسفاف لأن الكوميديا المسفّة لا يكون لها عمر، ربما يضحك عليها الجمهور في ساعتها ولكنها لا تبقى أو تدوم، في السابق كانت الكوميديا تعتمد على الشكل والهيئة وربما المكياج، ولكن منذ أن ظهر رواد الكوميديا من أمثال عبد المنعم مدبولي ونجيب الريحاني الذين قدموا كوميديا من شكل جديد لا تعتمد على الشكل وإنما على الإلقاء و"الإفيهات" وكوميديا الموقف، ونجحوا في إخراج جيل من الموهوبين في مجال الكوميديا من بعدهم وكانوا سببًا في حدوث طفرة ونقلة نوعية في مجال الكوميديا الفنية. إنّ هؤلاء الروّاد نجحوا في أن يطوروا مثار الكوميديا الفنية لتأخذ أشكالاً جديدة متطورة وكان لهم تأثير كبير، ولذلك يجب أيضًا أن يكون لكل فنان كوميدي شخصية تميزه. > ما أطرف المواقف الكوميدية التي قابلتها ؟ - أثناء تصوير فيلم الإرهاب والكباب كنا في رمضان، وكما هو معلوم للجميع، فإن الأعمال السينمائية التي يكون فيها النجم عادل إمام عادة ما تكون ممتلئة بالمجاميع والأعداد الغفيرة، وكان وقت التصوير يبدأ من التاسعة صباحًا للرابعة صباحًا، وكنا نفطر ونتسحر في مكان التصوير وهو مجمع التحرير في وسط البلد، وفي المشهد الذي من المفترض أن عادل إمام يقوم فيه بدور خاطف الرهائن كي يملي على الحكومة طلباته، فإذا به يطلب كبابًا، وكان من المفترض أن يكون المشهد واقعيًا، وأن يتمّ شراء كباب لجميع العاملين في المشهد، الأمر الذي اضطر إدارة الإنتاج إلى أن تشتري كميات كبيرة من الكباب من جميع محال وسط القاهرة حتى يلبوا احتياجات الأعداد الغفيرة التي شاركت في هذا المشهد. كما أتذكر أننا كنا نتسامر ونتسلى في البلاتوه - مكان التصوير- وكنا نلعب لعبة مثل الفوازير وتدور حول أسماء البلدان والعواصم والأماكن، وسألوني سؤالاً عن مكان تنطبق صفاته على مدينة "جوبا" وهي حاليًا عاصمة جنوب السودان وأنا أجبت الإجابة الصحيحة وقلت لهم "جوبا" واعتبروا إجابتي خطأ لأنهم لا يريدونني أن أقول جنوب السودان وكان هذا أيضًا من المواقف الطريفة مع الزملاء في كواليس تصوير فيلم الإرهاب والكباب، مؤكدًا أن الجو في البلاتوه مع عادل إمام كان جميلاً جدًا، خصوصًا أن الزعيم يمتاز بأنه يحب أن يعرف كل العاملين معه في العمل، وأتذكر أنه تحدث إليّ وتعرف عليّ قبل بدء التصوير، وهو لا يترك شخصًا عمل معه واقتنع بأدائه، وقد عرض علي العمل في مسلسل فرقة ناجي عطا الله ومسلسل العراف ولكن لظروف العمل لم أستطع أن أشارك، ولكن إن شاء الله أعتزم توفيق أموري؛ لأشارك مرة أخرى في أحد الأعمال خلال المواسم المقبلة إن شاء الله. > ماذا عن جملتك الشهيرة "في أوروبا والدول المتقدمة " بالفيلم ؟ - لم يكن هذا الإفيه مكتوبًا، وكنت في نهاية حواري قد قلت هذه الجملة والتي خرجت بعفوية وتلقائية فأحبّها عادل إمام وطلب مني أن أعيدها مرة أخرى، وبالفعل أوجد لها مساحة في الفيلم وتكررت أكثر من مرة دون ملل لتصبح واحدة من أشهر الإفيهات في تاريخ السينما العربية. > كيف ترى مستوى الأعمال الكوميدية بالخليج ؟ - للأسف بدأت تقل ولم يعد هناك كثير من الرواد في مجال الكوميديا، وأعتقد أن السبب هو قلة الأعمال واكتفاء الوسط المسرحي بالمهرجان وعدم وجود أعمال طوال العام أو غياب الموسم المسرحي يسهم في قلة الأعمال بشكل عام وبالتالي في الكوميديا. > ماذا عن تجربتك مع جاسم الأنصاري ؟ - الفنان والمخرج جاسم الأنصاري صاحب تجربة مميزة في مجال الكوميديا، ولديه قاعدة جماهيرية كبيرة، واختار الكوميديا لتكون عنوان رسالة الماجستير الخاصة به، وليقينه واعتقاده أن الكوميديا لديها القدرة على جذب الجمهور ولها قدرة على مناقشة مشكلات المواطن والمجتمع بشكل كوميدي وساخر، وجاسم لديه قدرة على أن يلتقط الأعمال التي تناقش مشكلات الناس، وفي الفترة الأخيرة نجح أيضًا في أن يتعاون مع كاتب مميز لديه أيضًا حسّ ووعي وقدما العديد من الأعمال المميزة، وجاسم دائمًا يحرص على تقديم شباب جدد ويسعى لتقديم مبدعين في تجاربه، ودائمًا من يعمل معه يستفيد، وأنا سعيد جدًا بأنني عملت مع جاسم الأنصاري، والتجربة الأخيرة بينت لي براعة الأنصاري أيضًا كدراماتورج؛ لأن النصّ كان أكبر من ذلك بكثير ونجح هو في تكثيفه مستفيدًا من دراسته وفهمه العميق للمسرح ليقدّم عرضًا جيدًا.

مشاركة :