كثيرا ما تخطر على بالنا أفكار عظيمة، بيد أنها تبقى مجرد أفكار عابرة ما لم يتم الإيمان بها وتحويلها إلى واقع حقيقي، لكن المشكلة دوما تحدث بعد الخطوة الأولى؛ وهي بقاء الفرد أسيرا لهذه الفكرة وقيود تطبيقاتها. المشكلة هنا، أن توقفنا عن تطوير الفكرة والبناء عليها؛ سيجعل الآخرين يتلقفونها ومن ثم يقومون بتطويرها أو على الأقل بتسويقها بشكل أفضل؛ مما يجعلهم يستحوذون –دون أن نشعر- على الفكرة ونتائجها في نهاية الأمر! وبالطبع، فإن هذه القصة كثيرا ما تحدث في عالم الأعمال، فلك أن تتصور أن الشركة التي قدمت للعالم أول جهاز للتصوير الضوئي للوثائق ليست –اليوم- هي الأولى، بل إنها لا تستحوذ إلا على حصة سوقية ضئيلة! ليس هذا وحسب، بل إن تلك الشركة وهي "زيروكس" تعد –كذلك- أول من ابتكر "فارة" التحكم بشاشة الحاسب الآلي، وأكثر من ذلك فهي من قدم أول جهاز حاسب آلي منزلي! وأول من ابتكر واجهة الرسومات بدلا من أسطر الأوامر، لكنها اليوم بلغة الأرقام خارج حسابات جميع تلكم الأسواق! والسبب ببساطة أن "الأفكار العظيمة لا تكفي"، ذلك أن تطوير الفكرة والعمل على توسيع مجالها وتطويرها يعد في عالم الأعمال أهم من الفكرة الثورية نفسها! والأسوأ من ذلك، أن كثيرا من خبراء الإدارة باتوا يستخدمون قصة "زيروكس" للتأكيد على أن النجاح يحتاج إلى أكثر من مجرد فكرة مبهرة، فـ"زيروكس" ورغم عمرها الطويل الذي تجاوز المئة عام، ورصيدها من الابتكارات المتتالية، لا يزال مركزها التنافسي دون مستوى الأفكار العظيمة التي ينتجها خبراؤها، والسبب ببساطة أن الأمر يحتاج إلى كثير من العمل والجهد والإدارة والتطوير حتى تستمر في ركب المقدمة. فقط تذكر أنك حينما تلتقط تلك الفكرة العظيمة، لا تنس أنك في حاجة إلى جهد مضاعف ومتواصل حتى تحقق الهدف، ثم تنتقل من خلالها إلى الفكرة التالية.
مشاركة :