«رجل واحد لا يكفي»، شعار خاطئ اتخذته « منال»، الزوجة اللعوب في منطقة الحوامدية بالجيزة، من أجل إشباع رغباتها، فبرغم انفصالها عن طليقها منذ عدة سنوات وزواجها «عرفيًا»، من شخص آخر، إلا أنها سقطت في براثن الخيانة مع طليقها، عقب تركها منزل الزوج، بعد نشوب خلافات بينهما، متناسية أنه لطالما ظل يكد ويعمل من أجل توفير متطلباتها، لكنه لم يفطن أنها كانت تبحث عن من يغمرها بالعطف والحنان، إلا أن عدالة السماء كانت تقف لها بالمرصاد، بعدما تم فضح علاقتها الآثمة مع العشيق، وفي سبيل ذلك وضع الزوج المخدوع خطة شيطانية من أجل الانتقام لشرفه، حيث استدرجها لمنطقة خالية من السكان بمنطقة الحوامدية، ليسدد لها عدد من الطعنات أودت بحياتها في الحال.منذ عامين إلا ثمانية أشهر تعرف «ناصر»، صاحب الـ 53 عامًا، على « منال»، السيدة التي سبق لها الزواج مرتين ولديها 3 أطفال، رويدا رويدا تطورت علاقتهما إلى أخرى عاطفية بعدما صارح كل منهما الآخر بما يسكن قلبه، وطلبها الأول للزواج فوافقت على طلبه إلا أنها كان لديها إصرار على أن يكون الزواج عرفيًا، حتى تتمكن من الحصول على المعاش الخاص بوالدها، ارتبط العشيقان «عرفيا» واستقر بهما الحال في شقة مستأجرة بمنطقة صفط اللبن بمحافظة الجيزة، وجرت الأمور بينهما طبيعية، فالزوج يخرج للعمل من أجل توفير متطلبات المنزل بينما هي تنتظر عودته من الخارج حتى يؤنس وحدتها.قبل نحو ثمانية أشهر، تسللت المشكلات تباعًا إلى عش الزوجية بين «منال» و«ناصر»، زوجها العرفي حتى تفاقمت الأمور سريعا رغم مرور شهور قليلة على زواجهما، حتى فشلت كل المحاولات في إخماد نيران الخلافات التي عصفت بأركان المنزل، مما دفع الزوجة لترك المنزل، اندمج الزوج في حياته بحثًا عن لقمة العيش من أجل تأمين مستقبل زوجته رغم الخلاف الذي دب بينهما، لكنه لم يدرِ أن زوجته اللعوب سقطت في بئر الرذيلة مع طليقها السابق، فغاصت فيه حتى أذنيها».«حاول الزوج إعادتها للمنزل لكن دون جدوى، لكن ثمة شكوك راودته بعودتها إلى طليقها الأول، فقرر مراقبتها وتتبع خطواتها بعدما تملك الشك منه، فرصد صعودها إلى منزل طليقها الأول في حي بولاق الدكرور، لتقع عيناه عليها مرتدية «قميص نوم» ففكر في الانتقام، وبعدها قام بالاتصال بها هاتفيًا وطالبها بمقابلته بمنطقة كوبري البدرشين لإنهاء خلافاتهما، وعقب حضورها توجها إلى مطعم كشري، ثم أقنعها بالذهاب معه إلى منطقة خالية من السكان بمنطقة الحوامدية حتى يتمكن من تنفيذ خطته».«أعد المتهم كوبا من النسكافيه لزوجته، ثم تبادلا طرف الحديث، ثم ظل يغازلها بكلام معسول حتى أطمأنت له، فتوجه إلى «تروسيكل»، قيادته وأحضر سكينا وسدد لها طعنة نافذة في البطن، لم تستسلم «منال»، وحاولت الهرب منه لكنه شل حركتها وطرحها أرضا وانهال عليها بـ 15 طعنة في مناطق متفرقة من الجسد ما بين الظهر والصدر والرقبة والفخذ، جلس الجاني بجوار الجثة يفكر في كيفية الخروج من المأزق، الذي يحاصره حتى اختمرت في ذهنه فكرة شيطانية، فبدل ملابسه وقام بوضعها داخل جوال وألقاها داخل رشاح مياه قريب من مسرح الجريمة».«28 يومًا قضاها رجال البحث الجنائي في جمع المعلومات والتحريات للوصول لهوية القتيلة، حتى تم كشف غموضها والقبض على المتهم ليدلي باعترافات تفصيلية عن جريمته التي تعود إلى مطلع شهر أكتوبر الماضي قائلًا: «مقدرتش أشوفها قاعدة بملابس النوم عند طليقها وكنت عاوز أنتقم لشرفي»، ليسدل الستار على أبشع جريمة شهدتها المحافظة خلال الفترة الأخيرة».وكان قاضى المعارضات بمحكمة جنح جنوب الجيزة، قد قرر استمرار حبس بائع مياه، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل زوجته، وإلقاء جثتها برشاح الحوامدية، لشكه في خيانتها له مع طليقها، واصطحبت جهات التحقيق المتهم لمحل الواقعة، لإجراء معاينة تصويرية، وتمثيل الجريمة.البداية كانت بتلقي المقدم محمد أبو القاسم، رئيس مباحث قسم شرطة الحوامدية، إشارة من غرفة عمليات النجدة، تفيد العثور على جثة سيدة، داخل جوال تفوح منه رائحة كريهة، برشاح مياه، بقرية أم خنان، بدائرة القسم.فانتقلت قوة أمنية، برئاسة النقيب عبدالعزيز فرحات، معاون أول مباحث القسم، وتبين العثور على سيدة في العقد الرابع من عمرها، ترتدي ملابسها كاملة، وبها آثار 15 طعنة، في أماكن متفرقة بالجسم، وبيدها مصوغاتها الذهبية.وبإبلاغ اللواء محمود السبيلي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، كلف بسرعة تشكيل فريق بحث، والذي نجح في تحديد هوية وضبط المتهم، وتبين أنه زوج المجني عليها عرفيًا، وأنه قام بقتلها والتخلص من جثتها، لشكه في سلوكها.وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة، تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
مشاركة :