كشفت الوثائق المسربة للمخابرات الإيرانية التي نشرها موقع "انترسبت" وصحيفة "نيويورك تايمز" أنه بعد مرور نحو شهر على الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، جلس طارق عزيز، أحد أكثر رفقاء صدام حسين الموثوق بهم، والذي عمل لعقود كوجه للدبلوماسية العراقية، في كتبه في بغداد ممسكا بـ"سيجار" ومرتديا زيا زيتونيا و"شبشب" مقدما تحليله السياسي للأوضاع للأمريكان.وقال: "يمكن للولايات المتحدة الإطاحة بصدام حسين، يمكنكم تدمير حزب البعث والقومية العربية العلمانية، لكن أمريكا ستفتح صندوق باندورا، الذي لن يمكنها إغلاقه أبدا".وأضاف: أن حكم صدام حسين الحديدي المغطى بقشرة القومية العربية هو الطريقة الوحيدة الفعالة لمنع توسع النفوذ الإيراني في المنطقة.وتابع "إنترسبت" أنه عندما غزت الولايات المتحدة العراق، كان عزيز، وهو مسيحي عراقي وأحد الشخصيات البارزة في حكومة صدام، واحد من 8 شخصيات رئيسية جندتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للترويج لأفكارها العليا.تم القبض عليه في نهاية المطاف، واحتُجز في سجن مؤقت في مطار بغداد ، وأجبر على حفر حفرة في الأرض لاستخدامه في مرحاض. توفي في الحجز بنوبة قلبية في يونيو 2015. لكن عزيز عاش فترة طويلة بما يكفي لمراقبة ما حذر من مجيئه، متهمًا الرئيس الأمريكي باراك أوباما "بترك العراق إلى الذئاب".وأوضحت: أن غزو واحتلال العراق عام 2003، كان بمثابة اللحظة التي فقدت فيها الولايات المتحدة السيطرة على لعبة الشطرنج الدموية. حيث سمحت الفوضى التي أطلقها الغزو الأمريكي لإيران بالحصول على مستوى من النفوذ في العراق، كان مستحيلا خلال عهد صدام.وكشفت الوثائق التي حصل عن صورة غير مسبوقة لمدى عمق النفوذ الإيراني في العراق في الوقت الحاضر.
مشاركة :