لعبت دولة الإمارات خلال مسيرتها الوطنية والقومية العديد من الأدوار الملهمة، في توحيد الكلمة وحشد الصف العربي والخليجي، ولم يتوقف سعيها الدؤوب عن التطلع إلى تحقيق الإنجازات على كافة الأصعدة، وتبني اهم القضايا العربية الملحة في مجالات متعددة منها المعرفية والثقافية، مدفوعة بعمق تأثيرها المستمد من جذورها وفضاءات تقاليدها العريقة وإرثها الذي لم يفقد يوماً ظله، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة التي رسمت ملامحها التي تستشرف المستقبل وعضدها هويتها الوطنية التي يصممها اليوم 49 ملهماً، إذ يؤكد قادة الفرق الــ 7 في مشروع الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات العربية المتحدة لـ «البيان» أن الأفكار التي تم مناقشتها في ورش العمل تجسد كافة المقومات التاريخية والثقافية والإنسانية والاقتصادية للدولة، مشيرين إلى تضمنها أطروحات استثنائية شعارها عراقة التقاليد وإشراقة المستقبل. مفردات التراث يؤكد الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس فريق الغاف أن التراث بكل تأكيد من أهم الأطروحات التي يستند عليها الفريق في تقديم مقترحاته لتصميم الهوية الإعلامية لدولة الإمارات، التي لم تنفصل يوماً عن قيم الموروث والعادات والتقاليد، بل على العكس تماماً كانت أحد أهم أولوياتها الحضارية لتعريف الشخصية الإماراتية وجيناتها المغموسة بالقيم الإنسانية. فقيم الإخلاص، والولاء، والصبر، والتحمل، والتماسك الاجتماعي، والتعاون، والمساندة الاجتماعية، والتي هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الوطنية الشاملة، ومن هذا المنطلق يحرص فريق العمل من وحي الكلمة والصورة على تضمين كافة تلك المعطيات الملهمة كعنصر جمالي تكويني للتصميم يحمل بين طياته ذلك التنوع الفريد المستمدة أصوله وفصوله من تنوع البيئة الجغرافية، ما بين الساحل والصحراء بكل ما يتفرع عنها من مفرداته التي تتصف بالثراء في محتواه الفلسفي والفكري، والتعبيري. مخزون حضاري وتعتقد المؤلفة والروائية والكاتبة لقصص الخيال العلمي للأطفال نورة النومان قائدة فريق البارجيل أن الخيال سوف يلعب دوراً كبيراً في طرح الأفكار والمقترحات لتصميم الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات خاصة أن فريق العمل يضم نخبة من المصممين والفنانين في قطاعات متعددة منها التشكيل والجرافيك إلى جانب الأدب وتاريخه المعاصر بصبغة محلية، تضيف الكثير من الألق على الخطوط العريضة لكافة الإضاءات المبتكرة التي تثري الطاولات بالنقاش وورش العمل والتي تدور في فلك المخزون الحضاري والى جانب الموروث المحلي، وربطه بمنظومة الفنون المعاصرة التي استفادت بشكل كبير من التقدم التكنولوجي والتنوع الهائل في الأساليب والأنماط بما يساهم في ترسيخ التواجد الإعلامي العالمي للدولة، ويساعد كافة القطاعات على استخدامها لنقل قصة الإمارات للعالم في كافة المجالات، باعتبارها أرض الفرص والأحلام ومنارة الآمال والتطلعات، ودولة المستقبل الذي يتم بناؤه بشغف وبعقول وقلوب منفتحة لمشاركة تجربة الدولة الناجحة مع شعوب العالم. التجربة الإماراتية ويوضح مطر بن لاحج الفنان والخطاط وأحد الموهوبين البارزين في مجال الرسم والنحت بدولة الإمارات، قائد فريق النخلة، أن ابتكار وتصميم هوية مرئية لدولة الإمارات بالشكل الذي يعبر عما تمثله من تجربة نجاح مبدعة، ورحلة انتقال حضاري ملهمة، تتجاوز حدودها الجغرافية إلى العالمية، هي من أكثر التجارب إلهاماً وإثراء لجميع المشاركين، خاصة أن العمل يجمع نخبة من المصممين والفنانين الإماراتيين والتي تشكل أطروحاتهم وأفكارهم امتداداً للهوية الخليجية والعربية، والتي تشكل جزءاً من الهوية العالمية، بما تملك من قواسم مشتركة، وبما لا يتعارض مع خصوصيتها المتفردة؛ بالإضافة إلى الاحتفاء بالتجربة الإماراتية المتميزة القائمة على التعلم والنمو والتطور والارتقاء المتواصل، وتقديم هذه التجربة للعالم للتعلم منها والاستفادة من معطياتها، وإثارة اهتمام الدول والأفراد بالتقدم المتسارع الذي حققته الإمارات كدولة حاضنة للابتكار والإمكانات اللامحدودة، وصانعة للريادة، ومصدرة لها. ضمير الأمة ويعتقد قائد فريق البوم خالد علي الجلاف الفنان التشكيلي والخطاط والباحث أن الفنون بكافة قطاعاتها تلعب دوراً كبيراً في مقترحات التصميم الخاص بالهوية الإعلامية للدولة من وحي المعاصرة والتجديد فالفن هو ضمير الأمة، وهو القيمة الكامنة، والمثمن الحقيقي لوجودها والمعبر الأساسي عن فكرها وطريقة رؤيتها للأشياء وتعاطيها مع أمور الحياة، بل إن الفن هو بطريقة ما مؤشر على التناغم الاجتماعي، فالإبداعات الفردية لا يمكن أن تشكل ظاهرة فنية، ولا تستطيع أن تؤثر على الهوية، فنشوء فن أي فن أو تطوره أو حتى مجرد الحفاظ عليه، هو أمر مرهون تماماً بثقافة الأمة وبالقيم الكامنة التي تتغلغل في ضميرها. روافد الفنون ويوضح الفنان والخطاط عبد القادر الريس قائد فريق الدانة:مشروع الهوية يعكس صورة الإمارات ومقوماتها، كقصة نجاح ورحلة بناء متواصلة، تستحق الاحتفاء بها ومشاركتها مع العالم، ويمكن التعبير عنها عبر ما نملك من روافد للفنون المحلية والمبلورة لهوية المجتمع وأصالته، والتي تعد بكل تأكيد مرآة جمالية للتعرف عليه وعلى ذاكرته وتراثه وتاريخه، واستكشاف دأب الأسلاف في تعقب الجمال وممارسة فنون استعراضه واستحداثه فكلما أمسى الفن خالصاً وأصيلًا، شكل درعاً واقية يستميت دون تبدّد وتبديد الهوية الجمعية، وبالأحرى الفردية هوية الفنان ذاته. مشروع ويقول عبيد سرور الماس قائد فريق الصقر وهو فنان تشكيلي إننا نركز في مشروع الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات وأن الفريق يعمل على تبادل الأفكار والرؤى للوصول إلى أفكار وتصاميم تتميز بالبساطة وقوة التأثير والندرة وعدم المبالغة وسرعة الوصول إلى العالم بصورة مبهرة. ويضيف: سنقوم باختيار أفضل فكرتين يقدمهما الفريق وسيستعرضهما أمام الفرق الأخرى بحيث تترجم مسيرة إنجازات الدولة وقصة نجاحها بما يعكس توجهات قيادتنا الرشيدة في أن نكون الأفضل دائماً. وتابع: تم استنباط أفكارنا من البيئة الإماراتية وتراثها الحافل بالقيم المجتمعية ومن عاداتنا وتقاليدنا وكل عضو في الفريق يقوم بدوره حسب تخصصه، ونقوم بمناقشة هذه الأفكار فيما بيننا لاختيار الأبرز منها. بيئة محلية من جانبها قالت عزة القبيسي قائدة فريق السدرة وهي مصممة مجوهرات تداولنا الأفكار والخطوط العريضة بيننا في ورشة العمل وتم التركيز على الاستلهام من البيئة المحلية والتراث الإماراتي ومن أهم الأفكار التي نعمل عليها فكرة السفينة والشراع كونها ترتبط ارتباطاً وثيقاً في البحر وبعمل آبائنا في هذا المجال، حيث تحمل السفينة معاني رمزية عميقة لأبناء الإمارات، من بينها القوة والقيادة وهي جزء من موروثنا الإنساني والاجتماعي ونريد توصيله للعالم. وأشارت إلى أن التنوع الموجود بين الملهمين سيضيف الكثير للمشروع كونه يجمع 49 مبدعاً من مختلف أرجاء الدولة لتصميم هوية إعلامية مرئية للدولة تحت سقف واحد، ويشكل تجربة حقيقية في فترة قياسية لبناء روابط ترسخ التلاحم وبناء جسور المحبة من خلال تبادل الأفكار للوصول إلى هوية رمزية تعكس قوة ونجاح الدولة في جميع الميادين.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :