أكد مشاركون في جلسات اليوم الثاني من مؤتمر (الإعلام الجديد واللغة العربية) والذي تنظمه الجامعة الإسلامية ودشنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير المدينة المنورة تكوين مؤسَّسات لحماية اللُّغة العربيَّة والدِّفاع عنها في مواقع التَّواصل الاجتماعيّ، بجانب إنشاء قواميس عصريَّة لمعرفة المفردات والمصطلحات والتَّراكيب والتَّعابير الحديثة والتطوُّر الذي أصابها. وذكروا بأن اللغة العربية تعاني في مؤسّساتها العلمية الحاضنةِ لها قبل أن تنتقل المعاناة إلى منصات الإعلام. مشيرين إلى أن تسمية الإعلام المعاصر بـ»الجديد» هي تسمية جائرة تضيع جهود الإعلام السابقة واللاحقة للعصر الحاضر. وأكد د.أحمد بن محمد العضيب أستاذ النحو والصرف وفقه اللغة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على أن اللغة الإعلامية ضعيفة لمخالفتها الفصحى، وميلها إلى العاميات، وإلى الأخذ من اللغات الأجنبية دون أي ضوابط أو قواعد. موضحًا أن ذلك يشكل خطرًا على العربية. وقال د. أحمد بن مضيف السفياني أستاذ اللغويات المساعد بكلية الآداب في جامعة الجوف إن من خصائص مواقع التواصل الاجتماعي، عدم الاهتمام بالقواعد اللغوية، ومراعاتها لأن المرسل والمتلقي يهتمان بإيصال الفكرة، وإن ضاعت قواعد اللغة. ضعف الأداء في لغة الشباب في بداية الجلسة الثانية، أشارت د. زينب أحمد أبوالنجا الأستاذ المشارك بجامعة طيبة إلى قضية الازدواج اللغوي وضعف الأداء في لغة الشباب على صفحات «الفيس بوك» سواء في المستوى الصوتي، أو الصرفي، أو النحوي، أو الدلالي. وأبان د. طنف بن صقر العتيبي أستاذ الأدب والنقد المساعد بجامعة المجمعة أن خطاب الإعلام الجديد يتسم بالإيجاز والسرعة والتكثيف، بجانب انفتاحه على روابط شبكية تضمن له بقاءه واستمراريته، وترسم آفاقه النصية والدلالية. مضيفًا بأن تلك الفنون أصبحت تحمل الخاصية التفاعلية التي تجعل النصوص الأدبية في تفاعل مستمر يخضع لأنساق تقنية وبرامج متفرعة، وفق معايير النص والصوت والصورة. في حين أوضح د. عامر الحلواني الأستاذ بجامعة الملك فيصل أنّ اللغة العربية تعاني في مؤسّساتها العلمية الحاضنةِ لها: ابتدائيةٍ وإعداديةٍ وثانويةٍ، لأنّ أغلب طلبة الدراسات العليا معلمون ومدرسون بالمدارس الإعدادية والثانوية، وهي تعاني من مشكلات وصعوباتٍ تهدّد كيانها ووجودَها. مشيرًا إلى أن هذا يعد من أهم أسباب ما تعانيه وسائل إعلامِ الثقافة الإعلام الجديد. مؤكدًا على أن هذا يحتاج إلى وِقفة علميةٍ حازمةٍ، للحدّ من الأخطار التي تتهدّدها. الوقوف على خصائص الأدب الرقمي فوضى النشر الإلكتروني ذكر الإعلامي د.حسن محمد مشهور إن وزارة الإعلام نجحت في الحد من فوضى النشر الإلكتروني وتقنين وجوديتها عبر إصدارها اللائحة التنفيذية لنشاط النشر الإلكتروني؛ إلا أن ذلك الشق المتعلق باللغة التعبيرية الموظفة في هذه الصحف أو جودة كتابتها لم يتم التطرق إليه البتة في هذه اللائحة التي حوت 17 مادة. كما نبه د. خالد محمد صابر الأستاذ المساعد بكلية الآداب بينبع وكلية دار العلوم جامعة القاهرة إلى توظيف كثير من الجماعات السياسية المصطلحات الدينية في تسميتها. وأكدت د. خديجة عنيشل عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة الجوف على أن التكنولوجيا الإعلامية أضحت من أهم المؤثرات بشكلٍ مباشر على الميزان اللغوي العربي الذي يستمدُّ حُمولتَهُ المعرفية من المعجم العربي الفصيح، مما يشكَّلَ تحديًا كبيرًا للغة المتخصصة.
مشاركة :