واشنطن: نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأحد تقارير استخباراتية إيرانية مُسربة تكشف عن حجم النفوذ الإيراني الخطير في ثلاث دول عربية، حيث حرصت طهران على نشر جواسيسها في كل من العراق ولبنان وسوريا، لترسيخ مخطط هيمنتها إقليميا. وقالت الصحيفة في بداية التقرير الذي اعتمدت فيه على وثائق كتبها ضباط في وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية التابعة للحرس الثوري خلال عامي 2014 و2015، إن قاسم سلماني يعتبر مهندس النفوذ الإيراني في العراق، الذي بدأ بعد الانسحاب الأمريكي عام 2011 حين تحركت طهران بسرعة لإرسال جواسيس ومخبرين سابقين بوكالة الاستخبارات المركزية إلى بغداد بدؤوا عملهم من داخل وزارة الخارجية. وكشفت الوثائق المسربة أن الحرس الثوري وخاصة قوة فيلق القدس النخبوية بقيادة سليماني هي من تحدد سياسات إيران في العراق ولبنان وسوريا التي تعتبرها طهران دولا مهمة لأمنها القومي ولبسط نفوذها الإقليمي في المنطقة. وأضافت أن اختيار سفراء إيران في هذه الدول الثلاث يتم من بين ضباط رفعي المستوى في الحرس الثوري، وليس من وزارة الخارجية، مشيرة إلى أن إيران أقامت منذ 2011 علاقات سرية مع مسؤولين وسياسيين وأمنيين وعسكريين عراقيين، وركّزت على تعيينهم في مناصب رفيعة المستوى، من بينهم وزير الداخلية العراقي السابق، بيان جبر، الذي يُعد من أبرز المسؤولين المقربين من إيران. وأوضحت الوثائق المسربة التي اتفقت نيويورك تايمز على نشر محتواها مع موقع «ذي انترسبت» الأمريكي، كيف استطاعت إيران التفوق على الولايات المتحدة في العراق، حيث جندت عملاء سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» عقب الانسحاب الأمريكي من العراق، كما جندت إيران مسؤولا بالخارجية الأمريكية لمدها بخطط واشنطن في بغداد. وأضافت أن نجاح إيران في تثبيت خطط نفوذها في العراق كان نتيجة مباشرة لافتقار واشنطن إلى أي خطة بعد نهاية الغزو، حيث اتسمت الفترة التي تلت سقوط نظام صدام حسين بالفوضى، سواء من حيث الأمن أو في نقص الخدمات الأساسية، ما عزز قدرة طهران على استغلال الفرصة وتقديم خدماتها في فترة ما بعد الحرب. وجنت إيران خلال تلك الفترة معلومات استخباراتية كبيرة عن القوات الأمريكية وأسرار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وخصوصا بعد طرد الأخيرة العديد من عملائها السريين في العراق، تاركة إياهم عاطلين عن العمل ومعوزين في بلد لا يزال يعاني من مخلفات الغزو. وكشفت الوثائق أن خشية هؤلاء العملاء من افتضاح أمرهم وقتلهم دفعت عددا كبيرا منهم إلى تقديم خدماتهم إلى إيران. وفي مثال على هؤلاء الجواسيس نقلت الصحيفة عن معلومات وردت في الوثائق عن انضمام أحدهم للتجسس لصالح إيران في نوفمبر 2014، بعد أن خشي على حياته إذا افتضحت علاقاته بالأمريكيين، وقد عرفته وكالة الاستخبارات الإيرانية باسم «دوني براسكو»، وهو عراقي كان يتجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه). وبحسب الوثائق المسربة انتقل العميل «دوني براسكو» للعيش في إيران وحمايته، وأدلى بجميع المعلومات الاستخباراتية الأمريكية في العراق التي كان يعرفها، بعد أن أقسم على القرآن ووعد بانتهاء تجسسه لصالح الولايات المتحدة.وتسرد الصحيفة تفاصيل أخرى عن أشكال النفوذ الإيراني في العراق، حيث أشارت إلى أن وجود إيران لم يغب عن مطار بغداد، وأن جواسيس لها في المطار، كان من أحد مهامهم مراقبة الجنود الأمريكيين والتقاط صور لهم، بالإضافة إلى مراقبة رحلات التحالف الدولي لمحاربة داعش. وكشفت الوثائق كيف كان المخبرون والعملاء يتلقون المقابل عن عملهم لصالح إيران، سواء أكان بهدايا من الفستق والعطر والزعفران، أو بتقديم الرشاوى لمسؤولين عراقيين، وحتى نفقات مصاريف لضباط في الاستخبارات العراقية. وقالت الصحيفة الأمريكية إن سليماني استغل نفوذه بشكل جيد في العراق، حيث طلب من المسؤولين العراقيين فتح المجال الجوي لبلدهم أمام الطائرات الإيرانية التي تحمل أسلحة لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، مشيرة إلى أن وزير النقل العراقي لم يبدِ اعتراضًا على طلب سليماني وهو ما أشعر الأخير بالسعادة. ورفض وزير النقل العراقي طلبًا تقدم به الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لوقف استخدام إيران للمجال الجوي للعراق. وأسهم ظهور تنظيم داعش في تأزم العلاقة بين إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما والطبقة السياسية في العراق وصل إلى الدفع باتجاه الإطاحة برئيس الوزراء نوري المالكي كشرط لتجديد الدعم العسكري الأمريكي. وبعد الانسحاب العسكري الأمريكي خسرت واشنطن أي سبيل لمراقبة الفساد أو تخفيفه في القيادة العسكرية العراقية، والذي تسارعت وتيرته فور مغادرة القوات الأمريكية المناصب القيادية ما شرع الأبواب أمام إيران للإمساك بزمام الأمور والسيطرة كليا على الملف الأمني في العراق. ونقلت الصحيفة عن حسن دانييفار سفير إيران في العراق من 2010 إلى 2017 ونائب قائد القوات البحرية للحرس الثوري سابقًا، تأكيده أن «إيران لديها نفوذ كبير لجمع المعلومات في العراق». ومن بين الوثائق المسربة وثيقة تتحدث عن لقاءات سليم الجبوري الذي كان رئيسًا للبرلمان العراقي حتى العام الماضي، مع السفير الأمريكي ستيوارت جونز بين عامي 2014 و2015 عندما استقرت الحكومة العراقية الجديدة. وكشفت الصحيفة عن علاقة الجبوري الوثيقة بإيران بالرغم من أنه من الطائفة السنية، إلا أن أحد كبار مستشاريه السياسيين المعرف برقم «134832» في الوثائق، كان من المخابرات الإيرانية. وورد في تلك الوثائق عن مستشار الجبوري «أنا حاضر في مكتبه يوميًا وأتابع اتصالاته بعناية مع الأمريكيين». وكشفت الوثائق أيضًا جانبًا من العلاقة بين إيران ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، الذي قالت إنه كان على استعداد للتعاون مع الاستخبارات الإيرانية رغم شكوك طهران به، كما أن قياديًا بالاستخبارات العراقية أبلغ إيران استعداده للتعامل معه. وأشارت إلى أن إيران عولت دائمًا على وزراء في الحكومات العراقية المتعاقبة وكانت لا توافق على تعيينهم إلا إذا ضمنت ولاءهم. وقالت الصحيفة إن إحدى البرقيات تكشف كيف كانت علاقة عادل عبدالمهدي الذي كان يعمل مع إيران من منفاه عن كثب في حقبة الرئيس الراحل صدام حسين، الخاصة مع طهران خصوصًا عندما كان وزيرًا للنفط في العراق في 2014. وأوضحت أنه «لا يمكن لأي سياسي عراقي أن يصبح رئيسًا للوزراء من دون مباركة إيران، حيث كان ينظر إلى عبدالمهدي الذي ترأس الحكومة في عام 2018، كمرشح توافقي مقبول لإيران والولايات المتحدة أيضا». وتحدثت وثائق الاستخبارات الإيرانية عن تحول العراق إلى بوابة لتنفيذ المخطط الإيراني في المنطقة منذ الغزو الأمريكي في عام 2003، حيث مثل تغلغل طهران في المدن العراقية بداية فتح المجال أمام تنفيذ مشروع «الهلال الشيعي» من شواطئ الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط. الوثائق المسربة تكشف عن اجتماع «سري» بين الحرس الثوري والإخوان في تركيا لضرب مصالح السعودية كشفت وثائق سرية مسربة للاستخبارات الإيرانية، حصل عليها موقع «إنترسيبت» الأمريكي ونشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن اجتماع سري بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الإخوان من أجل ضرب المصالح السعودية، ووضع إطار عمل للتعاون فيما بينهما بالمنطقة. وذكرت الوثائق أن مسؤولين بارزين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اجتمعوا مع قادة في تنظيم الإخوان بتركيا، في أبريل عام 2014. ونظرًا إلى أن تنظيم الإخوان كان قد تعرض للتو لضربة قوية في مصر لدى خسارته السلطة، فقد نظر إلى التحالف مع الإيرانيين على أنه «فرصة» لاستعادة شيء من المكانة الإقليمية.وعملت تركيا على استضافة الاجتماع السري، كونها واحدة من الدول القليلة التي لها علاقات وثيقة مع الإخوان وإيران في الوقت نفسه. ولأن الحكومة التركية تهتم بالمظاهر الإجرائية تجنبا للحرج الداخلي ولفت الأنظار الخارجية، فقد رفضت منح تأشيرة دخول لقائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي كان مقررا أن يحضر الاجتماع مع وفد الإخوان. وبسبب ذلك حضر وفد من كبار مسؤولي الفيلق برئاسة أحد نواب سليماني، وهو رجل عرف في البرقية باسم «أبو حسين». ومثّل الإخوان 3 من أبرز قادتها المصريين في المنفى، هم إبراهيم منير مصطفى ومحمود العبيري ويوسف مصطفى ندا، وفقا للوثائق. يشار إلى أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 تم إدراج ندا على لائحة العقوبات الأمريكية وأيضا لائحة الأمم المتحدة للعقوبات، حيث جرى تجميد أمواله وتقييد حركته. وقالت الإدارة الأمريكية حينها إن ندا ساعد في تمويل تنظيم القاعدة، وفي عام 2009 رفعت عنه عقوبات الأمم المتحدة. ماذا جرى في الاجتماع؟ افتتح وفد الإخوان الاجتماع بالتفاخر بأن الجماعة «لديها أفرع بـ85 دولة في العالم»، ويقول موقع «إنترسيبت» إن هذا التفاخر كان مدفوعا على الأرجح بمحاولة لإظهار القوة أمام الإيرانيين الذين يمتلكون فيلق القدس الأكثر نفوذا وقوة. وقال أحد ممثلي الإخوان إن أحد أهم الأشياء التي يتشارك فيها الإخوان مع إيران هو «كراهية المملكة العربية السعودية»، ووصفها بـ«العدو المشترك» للإخوان وإيران. وبحسب التسريبات قال وفد الإخوان إن أفضل مكان لتوحيد الصفوف ضد السعوديين هو اليمن، حيث كان الحوثيون على وشك الانقلاب على الشرعية وإشعال البلد في حرب واسعة النطاق. وقال وفد الإخوان: «في اليمن، مع تأثير إيران على الحوثيين ونفوذ الإخوان على بعض الفصائل القبلية المسلحة، يجب أن يكون هناك جهد مشترك للحد من الصراع بين الحوثيين والقبائل لتكون قادرة على استخدام قوتها ضد المملكة العربية السعودية». كما بحث تنظيم الإخوان مع الإيرانيين رؤية بشأن العراق، وهي محاولة سد الفجوة بين السنة والشيعة هناك. والاجتماع السري الذي عقد بعد عام من إسقاط الرئيس المصري الإخواني محمد مرسي، وضع إطارا للتعاون الإقليمي بين التنظيم المصنف إرهابيا في دول عربية عدة من جهة، وبين إيران من جهة أخرى. وكذلك، اتفق الطرفان على أن تكون سوريا خارج حسابات التعاون فيما بينهما، لوجود توجهات متناقضة ذات طابع طائفي بين الطرفين. ولم توضح الوثائق الاستخبارية الإيرانية لموقع «إنترسبت» ما إذا كانت هناك اجتماعات أخرى عقدت بين الإخوان والإيرانيين لاحقا. الصمت المريب لواشنطن حيال الاحتجاجات ضد النظام الذي أرسته في العراق يثير الكثير من علامات الاستفهام! بغداد - (أ ف ب): تلتزم الإدارة الأمريكية الصمت حيال الاحتجاجات المطلبية الدامية في العراق ضد نظام ساهمت في إرسائه بعد الإطاحة بحكم صدام حسين في 2003, حيث نشرت عشرات آلاف الجنود في البلاد وواكبت المرحلة الانتقالية. يوضح هذا الغياب الكبير، خلال نقطة تحول رئيسية في العراق، مدى تلاشي مصالحها ونفوذها منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي فتح الباب أمام إيران المجاورة ذات الغالبية الشيعية. وقال مسؤول عراقي بارز طلب عدم الكشف عن هويته إن «الفجوة بين العراق وأمريكا لم تكن كبيرة على الإطلاق مثلما وصلت إليه الآن، ولا تزال تزداد حجما». قامت الولايات المتحدة بعد الغزو بحل الدولة العراقية وإعادة بنائها بشكل فعال، حيث وصلت إلى الحكم طبقة جديدة من النخب السياسية التي أقامت معها صلات شخصية وثيقة. وشرعت ببناء جيش جديد ونشر أكثر من 170 ألف جندي في العراق في ذروة تواجدها العسكري قبل الانسحاب في عام 2011. ومنذ ذلك الحين لعبت القوات الأمريكية دورا حاسما في هزيمة الجهاديين وتشاور المسؤولون الأمريكيون عن كثب مع نظرائهم بشأن الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق عام 2017, والانتخابات البرلمانية لعام 2018 وتشكيل الحكومة بعد ذلك. وحاليا يطالب المتظاهرون في جميع أنحاء بغداد والجنوب ذي الأغلبية الشيعية بإصلاح النظام الذي أرسته الولايات المتحدة، لكن واشنطن بقيت صامتة نسبيا. فقد أصدرت مجموعة من البيانات التي تدين العنف لكنها لم تصل إلى حد استخدام القوة الدبلوماسية لحل الأزمة. وقال المسؤول العراقي البارز لوكالة فرانس برس «في الماضي كانت مواقف واشنطن علنية أكثر» في لعب دور في السياسة العراقية. وأوضح «كانت الولايات المتحدة قد دعمت في عام 2003 هيكلية الحكومة العراقية الحالية والتي أنتجت هذه الطبقة السياسية». وتابع «السؤال هل يريدون الانخراط في تصحيحه؟ أعتقد ليس هناك قرار بعد». - «تراجع النفوذ» - وقال كيرك سويل المحلل الذي يكتب في نشرة «داخل السياسة العراقية» إن «النتيجة النهائية هي أن المشروع الأمريكي لبناء الدولة في العراق قد فشل». ومنذ اندلاع الاحتجاجات في الأول من أكتوبر قتل أكثر من 330 شخصًا وفرضت السلطات قيودا على الإنترنت، وتعرض النشطاء للتهديد والخطف. في الأسبوع الماضي اتصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو برئيس الوزراء عادل عبدالمهدي و«استنكر عدد القتلى»، لكن في اليوم التالي قتل أربعة متظاهرين. ويبدو أن أكثر ما يقلق الولايات المتحدة هو دور اللواء قاسم سليماني، المسؤول الإيراني عن الملف العراقي في عقد الاتفاقات بين القوى السياسية في بغداد. وقال سويل إن «النفوذ الأمريكي ليس صفرًا لكنه لا يكاد يذكر خلال الأزمة الحالية». ويرجع ذلك بحسب روبرت فورد من معهد الشرق الأوسط جزئيًا إلى أن العراق قد ملأ مؤسساته في الوقت الذي انخفض عدد القوات الأمريكية بشكل كبير. وعمل فورد دبلوماسيا في السفارة الأمريكية المترامية الأطراف في العراق بين 2004-2006 و2008-2010, لكن السفارة الآن شبه خالية بعد الانسحاب الأمريكي في مايو اثر تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن التي تصاعدت نتيجة الملف النووي. وقال لوكالة فرانس برس «هذا بحد ذاته يظهر تضاؤل مصالح الولايات المتحدة». ولا تربط المسؤولين العراقيين الجدد أي علاقات قديمة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عكس المسؤولين السابقين. وقال فورد «لا أعتقد أن الرئيس ترامب يمكنه التقاط الهاتف والتحدث إلى عبدالمهدي مستندا إلى علاقات قديمة أو لقاءات مباشرة». في الواقع، يقول المسؤولون العراقيون والأمريكيون إن العلاقات بين البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء هي «الأكثر برودة» منذ عام 2003. كما أن البيت الأبيض أرجأ اجتماعًا ثنائيًا ثلاث مرات على الأقل لأنه كان «غاضبًا» من عبدالمهدي الذي يرفض النأي بنفسه بشكل إضافي عن إيران. لكن على الرغم من ذلك يرى مسؤول في الخارجية الأمريكية لفرانس برس أن «من بين كل الطبقة السياسية التي تربطها علاقات عميقة مع إيران منذ عقود، فإن عبدالمهدي ربما يكون أفضل ما يمكن أن نأمله». وتصور طهران وحلفاؤها العراقيون، بما في ذلك الفصائل المسلحة، أي حزب قريب من الولايات المتحدة على أنه «متآمر» يسعى إلى زعزعة الاستقرار، ما يجعل الأمر مكلفا سياسيًا. ويقول رمزي مارديني من معهد السلام بالولايات المتحدة «في السابق كان يرغب اللاعبون السياسيون العراقيون أن يعرف الآخرون بأن لديهم اتصال مباشر بالولايات المتحدة لكن اليوم أصبحت هذه العلاقة أشبه بـ«قبلة الموت». ينطبق هذا المنطق أيضًا على المتظاهرين المناهضين للحكومة الحاليين الذين سعت الأحزاب المدعومة من إيران إلى تصويرهم على انهم «عملاء» تدعمهم الولايات المتحدة. وقال مسؤولون غربيون في بغداد لوكالة فرانس برس إنهم كانوا حذرين من الإشارة إلى الدعم المفتوح للمتظاهرين بسبب هذه المزاعم. لقد صب المتظاهرون غضبهم على الطبقة السياسية الحاكمة، وفي ذات الوقت استنكروا النفوذ الإيراني المتصاعد وهو بُعد رحبت به واشنطن دون دعم واضح للمظاهرات. من المستغرب أن الانتقاد المباشر للولايات المتحدة كان نادرًا، رغم أنها كانت المهندس الرئيسي للنظام. لكن هذا الأمر قد يتغير إذا استمرت مواجهة المظاهرات بالعنف. وقال مارديني إن الإرث الذي ستخلفه الولايات المتحدة لدى الجيل الجديد هو «أنه سيرى الولايات المتحدة تطرح نقاط حوار، لكنها لن تتخذ أي إجراء». وختم قائلا إن «ذلك يجعل من الصعب على صناع القرار في الولايات المتحدة استعادة ثقة الطبقة السياسية المستقبلية».
مشاركة :