محتجون يسدون مدخل ميناء «أم القصر» مع اتساع نطاق الإضرابات في العراق

  • 11/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

البصرة – بغداد - (وكالات الأنباء): أغلق المحتجون مجددا مدخل ميناء السلع الرئيسي في العراق أمس الإثنين بينما أغلقت المدارس والمقرات الحكومية أبوابها في كثير من مدن جنوب البلاد استجابة لدعوات الإضراب العام. وقال مصدران بميناء أم قصر العراقي أمس الإثنين إن المئات سدوا مدخل الميناء القريب من البصرة ومنعوا الموظفين والشاحنات من دخوله ما أدي إلى تراجع العمليات بنسبة 50 بالمئة. وأضاف المصدران أنه في حالة استمرار الحصار حتى بعد عصر أمس فإن العمليات ستتوقف كليا. وسبق إغلاق مداخل الميناء من 29 أكتوبر إلى التاسع من نوفمبر مع استئناف وجيز للعمليات بين السابع والتاسع من نوفمبر. وقال أحد المحتجين ويدعى كريم جواد «احتجاجاتنا في أم قصر تأتي تضامنا مع أشقائنا في ميدان التحرير (في بغداد) والمحافظات الأخرى». ويستقبل ميناء «أم قصر» وهو الميناء الرئيسي للعراق على الخليج شحنات الحبوب والزيوت النباتية والسكر لبلد يعتمد بدرجة كبيرة على واردات الغذاء. وقال متحدث حكومي في ذلك الحين إن الحصار كبد البلاد أكثر من ستة مليارات دولار في الأسبوع الأول لإغلاق الميناء فقط. وتجددت المظاهرات الاحتجاجية، التي اندلعت في العراق مطلع أكتوبر الماضي، في بغداد وتسع محافظات عراقية؛ للمطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان وتعديل فقرات في الدستور، وتشهد ساحات التظاهر في التحرير والخلاني وحافظ القاضي في بغداد ومحافظات البصرة والناصرية وميسان والمثنى وواسط والديوانية والنجف وكربلاء وبابل تدفق مجاميع من المتظاهرين للتعبير عن مساندتهم لمطالب المتظاهرين حاملين أعلام العراق. وأغلقت السلطات العراقية بالكتل الإسمنتية جسر الأحرار ليكون ثالث جسر يغلق في بغداد بعد تمركز المتظاهرين في ساحة حافظ القاضي المقابلة للجسر عند منتصف شارع الرشيد، كما أغلق متظاهرون في محافظة البصرة من جديد الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر التجاري والطرق المؤدية إلى حقل نهران عمر النفطي. وفي كربلاء، أفاد شهود عيان عراقيون بأن متظاهرين أغلقوا أمس الإثنين الطريق الرئيسي المؤدية إلى مدخل مصفاة تكرير النفط الخام، قيد الإنشاء في محافظة كربلاء (118 كم جنوبي بغداد). وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن نحو 400 متظاهر قاموا أمس بإغلاق الطريق المؤدية إلى مصفاة التكرير في محافظة كربلاء التي تتواصل عمليات بنائها منذ سنوات، وتم منع العاملين من الدخول إليها على خلفية عدم تعيين أبناء المحافظة للعمل في المصفاة. وأوضح الشهود أن إغلاق الطريق أدى إلى تكدس عشرات الشاحنات والسيارات، التي تحمل مواد بناء ومعدات كانت في طريقها إلى داخل مجمع المصفاة. وكانت وزارة النفط العراقية، قد أعلنت في وقت سابق أن عمليات إنجاز بناء المصفاة وصلت إلى نحو 80 بالمائة بطاقة إجمالية تبلغ 140 ألف برميل في أمس، وسيوفر للعراق في حال استكمال بناء المصفاة تسعة ملايين لتر يوميا من البنزين. وقتل ما لا يقل عن 315 شخصا منذ بدء الاحتجاجات الحاشدة في بغداد وجنوب العراق في أوائل أكتوبر وهي التظاهرات الأضخم منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في 2003. وفي مدن الحلة والديوانية وكربلاء بجنوب العراق أغلقت كل المدارس والمكاتب الحكومية أبوابها بعدما أعلنت نقابة المعلمين إضرابا وحذا آخرون حذو المعلمين. وشهدت بعض المقرات في مدينة النجف إغلاقا جزئيا بينما أغلقت بعض المدارس في بغداد أبوابها. واستجابة لدعوة غرفة تجارة كربلاء أغلقت غالبية المتاجر والأسواق في المدينة. كما انضم عمال مضربون إلى مخيمات احتجاج رئيسية في وسط مدينتي الحلة والديوانية. وأغلقت جميع المدارس والمقرات الحكومية أبوابها في حين استمرت المستشفيات في العمل بمدينة الناصرية بجنوب البلاد حيث لقي أحد المحتجين حتفه متأثرا بجراحه بعد إصابته يوم الجمعة. ويطالب المحتجون بالإطاحة بالطبقة السياسية التي يعتبرونها فاسدة وأسيرة لمصالح خارجية. ولجأ كثيرون إلى أساليب العصيان المدني بسبب عدم الرضا عن تعهدات الحكومة بالإصلاح والتي يرونها ضئيلة. واستعاد المحتجون يوم الأحد الماضي السيطرة على جسر ثالث مؤد للمنطقة الخضراء بالعاصمة ضمن محاولة مستمرة منذ أسابيع لتعطيل حركة المرور والوصول إلى المجمع الحصين الذي يضم مباني الحكومة والبعثات الأجنبية. وأنهى الاضطراب الهدوء النسبي الذي نعم به العراق منذ إعلانه النصر على تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017.

مشاركة :