«القاهرة التاريخية» تحت الأضواء في محاضرة بالمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي

  • 11/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استضاف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مساء يوم الأحد محاضرة بعنوان «التراث والمجتمع في القاهرة التاريخية»، قدّمها سيف الدين الرشيدي المؤرّخ المعماري والاختصاصي في مجال إحياء التراث الحضري، بحضور السفير المصري الجديد لدى مملكة البحرين السيد ياسر شعبان، إضافة إلى تواجد دبلوماسي وحضور عدد من المهتمين. وفي بداية المحاضرة رحّبت الدكتورة شادية طوقان مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالحضور من السفير ياسر شعبان وسيف الدين الرشيدي والحضور، قائلة إن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة محاضرات المركز التي تلقي الضوء على المدن العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. وتوجّه سيف الدين الرشيدي في بداية حديثه بالشكر إلى المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي لجهوده في تعزيز الوعي بالمدن التاريخية العربية، مشيداً بالعمل للحفاظ على بيوت المحرّق القديمة والذي يعتبر مثلا يحتذي به في عالمنا العربي. وقال إن مدينة القاهرة التاريخية تعد من أهم المدن العربية، حيث يعود تاريخها إلى حوالي 1000 سنة وتضم الكثير من المباني التاريخية العريقة. وتناول في حديثه مشروع إعادة إحياء حي الدرب الأحمر، وهو أحد الأحياء المهمة في القاهرة التاريخية، والذي تم تنفيذه بدعم من مؤسسة الأغا خان وغيرها من المؤسسات الدولية والرسمية المصرية، حيث يعد هذا المشروع واحدا من أضخم مشاريع الترميم والحفاظ العمراني في المنطقة العربية، موضحاً أن المشروع أخذ في عين الاعتبار الحفاظ على النسيج العمراني التاريخي والارتقاء بالمجتمع المحلي. وأضاف أن مدينة القاهرة التاريخية لا تحتوي على تراث عمراني جاذب للسياحة فقط، بل تشهد أحداثاً ثقافية واجتماعية تستقطب الكثير من افراد المجتمع المحلي، مؤكداً أن ذلك يتم أخذه بعين الاعتبار في خطط إعادة الترميم والحفاظ. وقال رشيدي إن مدينة القاهرة التاريخية لم تشهد توثيقاً جيداً على مدى السنوات الماضية، مستدركاً أن مشروع إعادة إحياء حي الدرب الأحمر أخذ التوثيق بعين الاعتبار، حيث شهد عملية مسح شاملة وتم إيجاد عناصر عمرانية وجمالية فريدة وتم الحفاظ عليها ووضعها ضمن خطط التنمية والترميم. وأشار إلى أن مشروع ترميم حي الدرب الأحمر شهد إقامة ورش عمل تدريب للحرفيين في المنطقة، حيث تم توظيف مهارات هؤلاء الحرفيين في مشاريع الحفاظ لاحقاً وهو ما أدى إلى انتعاش اقتصادي لدى المجتمع المحلي. وقال إن ترميم المناطق التاريخية في المدن القديمة لا تشمل فقط عمليات ترميم المباني التراثية، بل تشمل مشاريع البنية التحتية الأساسية التي تعد مهمة ورئيسية في أي مشروع حفاظي، منوّها الى أن مشروع الدرب الأحمر أعطى أملاً للمجتمع المحلي في إمكانية الارتقاء بالمناطق التاريخية القديمة واسهم في إعادة السكان الأصليين إلى المكان. وقال إن العاملين في المشروع لم يفكّروا في توفير الأنشطة الثقافية والتراثية للزوار فقط من خلال المتاحف والدور الفنية، بل قاموا بتوظيف بعض المباني التاريخية المرممة لخدمة أبناء الحي. يذكر أن المؤرخ المعماري والاختصاصي سيف الدين الرشيدي يعمل حاليا مديرا لصندوق «البركات» ومديرا لمشروع «طبقات لندن» الذي أطلقته جامعة لندن. وكان رشيدي قد عمل في جامعة درهام وكاتدرائية درهام، حيث كان يدير موقع التراث العالمي لليونسكو هناك.

مشاركة :