استمرارا لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القمعية بحق المعارضين، قامت قوات الرئيس بحملة تصفية مهنية لعدد من جنود الجيش بذريعة موالتهم لخصمه اللدود فتح الله جولن، وفق ما ذكرت صحيفة أحوال التركية المعارضة. وقام رجال أردوغان بعد تلقيهم أوامره باعتقال 133 فردا من الجيش التركي بشبهة صلاتهم بشبكة فتح الله جولن التي تتهمها أنقرة بتدبير محاولة انقلاب في عام 2016، وتعتبرها متواطئة وإرهابية، لينضم الـ133 فردًا إلى آلاف غيرهم تم فصلهم من الخدمة والعمل في صفوف الجيش والشرطة والقضاء والتعليم والمرافق العامة والجامعات والمستشفيات. ولفتت الصحيفة إلى أن الحملة لم تتوقف وقد تسفر عن اعتقال آخرين يجري البحث عنهم في إطار عملية تركزت في إقليم أزمير الساحلي في غرب البلاد.ولا يعترف أردوغان بأن توجهاته المعادية للدولة التركية وتآمره الخارجي على دول المنطقة، كانت أسباب دعت إلى الخروج عليه في حركة تصحيحية من ضباط الجيش، إلا أنه استطاع وأد المحاولة، ومن لحظتها وهو يواصل قمعه بشكل غير مسبوق، ويعلن يوميًا في تركيا عن حالات طرد من العمل أو فصل بتهم الإنتماء لجماعة جولن، رجل الدين المقيم في بنسلفانيا بالولايات المتحدة منذ عام 1999، والذي ينفي صلته بأي محاولات انقلاب.وسجنت تركيا أكثر من 77 ألف شخص إلى حين محاكمتهم وأقالت أو أوقفت عن العمل نحو 150 ألفا من موظفي الحكومة وغيرهم في إطار حملة تطهير مستمرة منذ محاولة الانقلاب، ولا تزال الاعتقالات جارية على نطاق واسع.وانتقدت دول العالم خاصة في أوروبا تركيا ومنظمات حقوقية الحملة الموسعة قائلين إن أردوغان استغل محاولة الانقلاب كذريعة لسحق معارضيه، وتهميش حقوق الإنسان، وهددت تركيا أوروبا حتى تتوقف عن هذا الطرح بمسألة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين وإعادة الدواعش إلى بلدانهم التي جاءوا منها.
مشاركة :