أعادت بلدية إسطنبول تأهيل عدد من حافلات النقل الشعبي التي خرج بعضها من الخدمة قبل أكثر من سبعين عاماً، وذلك ضمن مشروع أطلق عليه اسم حافلات الحنين إلى الماضي. وتجوب شوارع إسطنبول حاليا 14حافلة, في نطاق ما يعرف بـشبه الجزيرة التاريخية في المدينة, وتَعتبر البلدية هذه الحافلات جزءا من ذاكرة إسطنبول وثقافتها. يقول تاج الدين أرسلان -وهو أحد أقدم سائقي الحافلات وأوكلت إليه مسؤولية العناية بها- إنهم يعتمدون على خبرتهم الطويلة وعلى ذكرياتهم في معرفة مشكلات الحافلة, وأضاف أن المهمة صعبة لكنهم سعداء بها. ويرى أحمد باغيش -الموظف في مديرية النقل الجماعي ببلدية إسطنبول- أن الحياة المادية التي يعيشها الفرد في الوقت الحالي جعلته لا يشعر بقيمة الأشياء, وأضاف أن هذه الحافلات تعتبر ذاكرة شعب ومدينة, وتسعى بلدية إسطنبول إلى الحفاظ على هذه الذاكرة. وبعد أن أخرجت الحافلة من الخدمة مرهقة من تعب السنين, فإنها تعود اليوم إلى شوارع إسطنبول لتعرض للناس رحلة عبر ماض طالما وصفوا أيامه بالصعبة ولكنهم يحنون إليه.
مشاركة :