استزراع سمك السلمون يزدهر في صحراء دبي

  • 11/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في صحراء دبي، تسبح آلاف أسماك السلمون التي يتم استزراعها في أحواض مياه مستقدمة من بحر الشمال على الرغم من درجات الحرارة العالية في الإمارة الخليجية.ومن غرفة تحكم صغيرة داخل منشأة مغلقة على سطح اليابسة، يستنسخ موظف في مزرعة «فيش فارم» الظروف الطبيعية نفسها في النرويج التي تسمح بإنتاج أفضل أنواع السلمون. فتشرق الشمس تارة داخل المنشأة، وتارة أخرى تغيب، فيما درجات الحرارة في الأحواض تتبدّل بحسب الحاجة لتبقى مماثلة لما هي عليه في النرويج.وبحسب المدير التنفيذي المسؤول عن المزرعة بدر بن مبارك، فإن زراعة السلمون في الصحراء «أمر لا يتخيّله أحد، وهذا ما نقوم به في دبي».ويقول لوكالة فرانس برس «نحاكي الشروق والغروب، المد والجزر، وتيارا مائيا قويا وآخر نهريا بسيطا، ونحاكي أيضا المياه العميقة والمياه الضحلة».وتقول «فيش فارم» إنّها أول شركة عالمية قامت باستزراع أسماك السلمون للاستهلاك التجاري على البرّ تماما في مزرعة واقعة عند الحدود الجنوبية للإمارة الثرية.وتعيش أسماك السلمون في العادة بالمياه الباردة في دول مثل آيسلندا والنرويج وولاية ألاسكا الأمريكية وأسكتلندا.ويبدو إنتاج سمك السلمون الأطلنطي في بلد معروف بطقسه الحار أمراً غريباً.ويوضح بن مبارك أن «توفير هذه البيئة كان أصعب ما قمنا بمواجهته»، ولكنّه يشير إلى أن شركته تمكّنت من محاكاة «المياه العميقة والتيار القوي كما في المحيط، ودرجة الملوحة نفسها (...) ودرجة حرارة مياه مشابهة».وجلبت «فيش فارم» 40 ألفا من صغار أسماك السلمون من مزرعة تفقيس طبيعية في اسكتلندا وآلاف البيوض الأخرى من آيسلندا، لتربيتها في أحواضها في المنشأة في جبل علي.وتبدأ أسماك السلمون بالسباحة عكس التيار في مياه عذبة، قبل أن تنمو لتسبح مع التيار، وعندها تنقلها المزرعة إلى أحواض أخرى تمت تعبئتها بمياه البحر.تأسّست الشركة في 2013 بدعم من ولي عهد دبي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لتنتج إلى جانب السلمون أسماكاً مختلفة من بينها «هاماتشي» اليابانية التي تستخدم في تحضير السوشي.لكن بن مبارك يشدّد على أن السلمون هو «أعظم إنتاج» للمزرعة.ويقول بن مبارك «دولة الإمارات تستورد نحو 92% من أسماكها من خارج البلاد. الهدف اليوم أن نقوم بتغطية ما نستورده من الخارج من أجل الأمن الغذائي».وأضاف «في حال تم انقطاع أو وقع إعصار أو فيضان في دولة (تورد للإمارات)، ستكون الإمارات قادرة على تموين نفسها بنفسها وهذا هو الهدف الرئيسي للمشروع».وبحسب تقرير صادر عن غرفة تجارة وصناعة دبي أواخر عام 2018، بلغ حجم تجارة الأسماك في الإمارات نحو 2,58 مليار درهم (نحو 680 مليون دولار) في 2017، واستوردت الإمارات ما قيمته 2,3 مليار درهم من الأسماك والرخويات.وتطمح المزرعة إلى أن تكون قادرة على تغطية «50% من الأقل مما يتم استيراده من الخارج» في غضون عامين أو أكثر، بحسب بن مبارك.ومنذ نيسان/ إبريل الماضي، بدأت «فيش فارم» ببيع منتجها في المتاجر الكبرى في دبي، مؤكّدة أنّها «عضوية 100%».وتباع الأسماك العضوية بسعر أعلى من أسعار الأسماك المستوردة، ولكن بالنسبة للكثيرين فإن الجودة أهم.

مشاركة :