كشف مستشار الهيئة السعودية للفضاء، د. هيثم التويجري، أن الاستراتيجية الوطنية للفضاء، وإنشاء نظام الفضاء السعودي والقانوني، ودراسة إنشاء شركة الفضاء السعودية، سترفع للمقام السامي قريباً. وتناول التويجري، خلال ورقة عمل بعنوان "مستقبل الفضاء في السعودية" ضمن لقاء (الفلك والفضاء الرقمي الثاني)، في مركز سلطان بن عبدالعزيز "سايتك" التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وأنطلق مساء أمس الأول (الاثنين) ويستمر لمدة يومين، رحلة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة السعودية للفضاء، وأبحاث مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مبينًا أن المملكة لها جهود في الفضاء منذ 40 سنة مع تأسيس منظومة عرب سات، كما تم إنشاء المركز السعودي للاستشعار عن بعد في عام 1986 وهو الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وكذلك إنشاء معهد بحوث الفضاء والطيران في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في عام 1997، لافتًا في ذات السياق بأن المملكة أطلقت 16 قمراً سعودياً حتى الآن للأغراض السلمية والاتصالات، لاسيما وأن المملكة هي المالكة لهذه الأقمار والموجودات الفضائية وليست شركات تجارية وهذا يعطي درجة آمان أعلى، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن المملكة تستخدم الأقمار الصناعية الرادارية التجارية الدولية وتستخدم البيانات لمراقبة التغييرات على سطح الأرض. وقال، نتطلع كما ذكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، أن يكون هناك رواد فضاء سعوديين من الجنسين ووقعنا مذكرة إعلان نوايا مع روسيا إبان زيارة الرئيس الروسي "بوتين" للمملكة تعنى بريادة الفضاء ودراسات علمية ومهمات واضحة للذهاب للفضاء. ونوه التويجري، بأن برنامج الفضاء السعودي برنامج طموح للتطلع للمستقبل وتعزيز الابتكار، وشمولي على مستوى التقنيات ذات الصلة في القطاعين المدني والتجاري، ومتوائم مع رؤية المملكة 2030، وبرنامج سلمي يحقق مصلحة المواطن ومصلحة البشرية، ويعتمد على الالتزام بالقوانين الدولية والأنظمة والمعاهدات التي أبرمتها المملكة، وأن يشرك المجتمع ويلهم الجيل الشاب ليكون مبادراً في الأعمال ومبدعاً ومتطلعاً الى المستقبل، ويهدف البرنامج إلى تطوير القدرات البشرية السعودية مع ضرورة التعاون الدولي في الفضاء للحفاظ على أمن المملكة. وتحدث عن برنامج "أجيال" وقال نتطلع إلى تغطية جميع القطاعات عبر مسابقات، واستخدام وسائط الفضاء المتعددة، والألعاب الإلكترونية، وهناك تعاون مع وزارة التعليم ووقعنا مذكرة تعاون مع "موهبة" في هذا المجال وننتظر رفع الاستراتيجية الوطنية للفضاء لإقرارها من المقام السامي. وتناول د. علي الشكري، دكتوراه في الفيزياء الفلكية والمشرف على مرصد سايتك الفلكي، في ورقة عمل "رصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية"، وقال هناك 200 مليار نجمة حول مجموعتنا الشمسية، مبينًا أن تطور أحجام المناظير الفلكية وأجهزة القياس خاصة الإلكترونية ساعد في اكتشاف كواكب خارج مجموعتنا الشمسية. وعدد الشكري، الطرق الشائعة لاكتشاف ورصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية ومنها: الرصد المباشر (التصوير)، تغير موقع النجم، عبور الكوكب أمام نجمة، السرعة الشعاعية، التعديس التثاقلي "التجاذبي" المصغر، مبينًا أن عمر الأرض 4.5 مليار سنة ونصف قطرها 700 ألف كم. وأكد الشكري، بأن إحصائية رصد الكواكب تشير إلى وجود 4093 كوكبًا، ووجود 3039 نظمًا كوكبية، واستخدام 3131 طريقة للعبور، واستخدام 779 طريقة للسرعة الإشعاعية، و86 طريقة للتعديس التجاذبي، و 47 طريقة للتصوير المباشر، و50 طريقة أخرى. فيما أبان د. ياسين المليكي، المشرف على مركز خادم الحرمين الشريفين للأهلة وعلوم الفلك، خلال ورقة عمل بعنوان "قصة بناء أكبر ساعة في العالم ... بداية من الكون والمجرات وانتهاءً بإنشاء ساعة مكة المكرمة"، أن متحف ساعة مكة استقبل أكثر من 70 ألف زائر بعد تدشينه في رمضان الماضي، ويحتوي على 200 معروضة، موضحًا، أن برج الساعة يحتوي على 98 مليون قطعة ذهبية مقاومة للتغيير المناخي، واثنين مليون لدلايت، وخمسة محركات للساعة، وهناك سبعة أدوار جديدة سيتم بناؤها، منوهًا أن ساعة مكة أكبر من ساعة بق بن بــ 34 مرة يحركها 11 ساعة ذرية تقوم بإرسال إشارة لمحركات الساعة، والإسهام بتوقيت مكة مع منظومة التوقيت العالمي. وأشار المليكي، إلى أن المملكة لها إسهامات واهتمامات بعلوم الفضاء منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- من حوالي 85 سنة وهو مهتم بالفلك والفضاء بدءًا من رصد الأهلة والشهور الهجرية بحكم موقع المملكة، وكان من المزمع وضع بعض الأدوات في جبل "أبو قبيس" في مكة المكرمة، وهناك تطلع لإقامة مرصد عالمي بقطر 4.5 متر في جبل "اللوز" بتبوك، لافتًا إلى وجود تعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وآيزو "المرصد الأوروبي الجنوبي"، وإيساو" وكالة الفضاء الأوروبية"، كاشفًا عن إنشاء 13 مرصد على مستوى العالم انتهينا من ستة مراصد حول العالم (المغرب، تشيلي، السعودية في الفقرة وبني مالك ومرصدين في مكة المكرمة) تابعة لمركز خادم الحرمين الشريفين للأهلة وعلوم الفلك. وتضمنت أجندة لقاء (الفلك والفضاء الرقمي الثاني) لليوم الأول، ورقة عمل لملهم هندي، الباحث الفلكي وعضو سديم الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء بعنوان "كم يوم في اليوم؟"، ثم ورقة عمل عن "ظاهرة كسوف 26 ديسمبر" للمهندس عبدالله العياضي، عضو الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وورقة للدكتور عبدالرحمن مغربي، دكتوراه في الأشعة الفيزيائية بمعهد علم المواد بعنوان "قصة نجاح الكواشف الإشعاعية". وكان اللقاء قد انطلق، بكلمة للدكتور حسن الأحمدي، مدير عم مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية "سايتك"، وأكد خلالها أن هذا اللقاء جاء بهدف ترسيخ حب العلوم ونشر الثقافة الفلكية في المجتمع ومستقبل الفضاء بالمملكة، بمشاركة الهيئة السعودية للفضاء، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومتحف برج الساعة، والوكالة العربية لأخبار الفلك والفضاء، وفريق سديم الفلكي، ومرصد العمري الفلكي، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
مشاركة :