الحب حالة من العطاء المتواصل من دون مقابل، إذ يسعى طرف جاهدًا لكي يبعث إليك الشعور بالاطمئنان، بينما تنتاب الآخر حالة من الاكتفاء، حالة يسكنها الأمان ويكتنفها الود والوصال، يعتريها التغافل والغفران، مفعمة بالصفح والنسيان، الجهد المبذول بها على قدر من التساوي والانصاف، لا أحد يعطي أكثر من الآخر ، إنما يشتركان سويًا في كل ما من شأنه أن ينجح علاقتهما ويوطدها، علاقة تمتاز بالأريحية والشغف، ولقاؤهما يغلفه الاهتمام والاحترام. الحب علاقة صحية يزداد الطرفان بها جمالًا وتوهجًا، تلمح السعادة على صفحة وجههما، أفعالهما تعكس ما تكن صدورهما من هدوء وسكينة، يتركان انطباعًا ينمّ على الاستقرار والسلام النفسي، بينما يبقى التعلق علاقة مرضية متذبذبة، تشعّ طاقة سلبية يغلب عليها الكآبة والإحباط، و تميل إلى العزلة والكتمان، وتظل خطوة الانسحاب خطوة لا يقوى عليها الطرف الأكثر ضعفا، رغم أنه يعلم في قرارة نفسه أنها الخلاص من كل هذا العذاب، وأنها أولى خطوات الشفاء .أما التعلق فهو أن تحب الطريقة وليست الشخص، أن تحب مثلًا المكالمة الهاتفية التي يجريها كل ليلة رغم أنها مليئة بالمشاحنات، أن تتلهف للقاء رغم أنه دائما ينتهي بالخلاف، أن تميل إلى كلامه المعسول وتتغافل عن الجانب الذى يحمل السباب والشجار، فما إن يطرأ على هذه الطريقة خلل ما حتى تصاب العلاقة بالهلع ، علاقة مهددة طوال الوقت بالانهيار، ينتابها القلق والتوتر، تفتقد إلى الاستقرار، ويتخللها الخوف والإهمال، علاقة مقرونة بالهجر والخصام، أحد أطرافها يعطي ببذخ، بينما يتسم الاخر بالجحود والنكران، تقوم على التنازلات لا التضحيات، علاقة تعتمد على الكلام أكثر من الأفعال، يغلب عليها الهروب في المواقف، والغياب في الشدائد، علاقة ابتزاز عاطفي يلوح أحدهما بالوداع بين الحين والآخر ليستلذ بغيمة الحزن وهطول الدموع لتستجديه بها حتى يبقى، علاقة مختلة في ميزان قواها، أحدهما ضعيف إلى حد العبودية والآخر قوي إلى حد الجبروت.
مشاركة :