لجان الصداقة البرلمانية مكمل فاعل للدبلوماسية الرسمية

  • 11/20/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إذا ما أردنا توضيح الصورة الحقيقية عن دور مجلس الشورى ولجان الصداقة البرلمانية في الجهود الدبلوماسية للمملكة فإنَّ ذلك يقتضي الإشارة إلى أن من مهام المجلس الرئيسة، إبداء الرأي في السياسات العامة للدولة حيث تُمثِّل الدبلوماسية البرلمانية جزءًا من هذه السياسات التي يُبدي فيها المجلس رأيه، وتقوم هذه الدبلوماسية البرلمانية بدور مكمل فاعل وموازٍ وداعم للدبلوماسية الرسمية، الذي تقوم به وزارة الخارجية والجهات المعنية برسم السياسة الخارجية للمملكة، ويؤكد عبدالله بن حمود الحربي رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الثالثة أن هذا الدور يتركز في تنمية التعاون الدولي وشرح موقف المملكة من القضايا الدولية الراهنة والمساهمة في تقريب وجهات النظر بين الشعوب وتعزيز العلاقات البرلمانية وتبادل الخبرات والمعارف وتنسيق الرؤى والمواقف في المحافل البرلمانية الدولية والتأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به البرلمانات في تعزيز الحوارات الثقافية والحضارية بين شعوب العالم والتقريب بينهم ومد جسور التواصل الحضاري. ويتابع الحربي حديثه حول لجان الصداقة ويقول: إنَّ دورها في مجلس الشورى، يتبلور في ما تقوم به من جهود في مجال العمل الدبلوماسي، وخاصة ما يتعلق منه بالسياسة الخارجية للمملكة، وهذا يتضح من خلال اللقاءات والاتصالات والاجتماعات التي تعقدها تلك اللجان بشكل مستمر مع سفراء وقيادات الدول ومسؤوليها وقيادات البرلمانات والمجالس العالمية والإقليمية والوفود الزائرة للمجلس، بهدف تنسيق المواقف والتطلعات بما يقوي العلاقات بين المملكة وتلك الدول، والسعي إلى توطيد أواصر الصداقة والتعاون المشترك بما يخدم مصالح المملكة في كافة الأصعدة والمجالات، ويضيف الحربي: كما تُمثِّل هذه اللقاءات والاتصالات والاجتماعات فرصة لمناقشة القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك وبخاصة ما يتعلق منها بالتحديات التي تُواجه جميع الأطراف، إضافةً إلى ذلك فإنَّ المملكة عضوٌ فاعلٌ في الاتحاد البرلماني الدولي الذي تأسس العام 1889م كما أنَّها عضوٌ فاعلٌ كذلك في الاتحاد البرلماني العربي ويُسهم مجلس الشورى بفعالية في هذين الاتحادين من خلال مشاركته المستمرة وإبداء رأيه من خلال مناقشة الموضوعات التي يتم طرحها في هذين الاتحادين والقرارات التي يتوصل إليها، ويشير الحربي إلى هذه النقاشات تتم في جوٍّ من الصداقة والوضوح والشفافية وبعيدا عن الحساسية السياسية الأمر الذي يُساعد على حلحلة قضايا الخلاف بين المملكة والدول الأخرى في جوٍّ من الحوار والثقة المتبادلة. وتشمل لجنة الصداقة البرلمانية الثالثة دول إيطاليا وسويسرا ومالطا والبوسنة والهرسك وكرواتيا وسلوفينيا وباكستان وبنغلاديش والهند وسري لانكا ونيبال وأفغانستان وكوسوفا والمالديف، وقد استطاعت أن تقوم بدور كبير في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين المملكة من جهة والدول الصديقة من جهةٍ أخرى بما يعكس توجهات المملكة واستراتيجيات الشورى في مجال العمل الدبلوماسي والصداقة البرلمانية، ويؤكد د. الحربي أن هذه اللجان مثَّلتْ حلقة اتصال مباشرة بين المجلس وبين الدول الصديقة من خلال علاقاتها بسفارات هذه الدول وزيارتها لها واستقبالها للوفود الزائرة منها، و لقد ساهمت هذه اللجان في توضيح رؤية ومواقف المملكة من القضايا المشتركة أثناء زيارات هذه اللجان للدول الصديقة أو لسفاراتها أو استقبالها لوفودها. وقال رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الثالثة: إنَّ ما تقدمه هذه اللجان من تقارير عن لقاءاتها وزياراتها في إطار الصداقة البرلمانية يُمثِّل في واقع الأمر نماذج داعمة للدبلوماسية السعودية لأنَّها تكشف عن جانب من المعلومات والمواقف التي قد لا تكشف عنها أجهزة السياسة الخارجية بشكلٍ مباشر، وأضاف بأنَّ جميع لجان الصداقة بالمجلس تُمثِّل نماذج حيةً وعملية على ما يُمكن أنْ تقوم به البرلمانات ومجالس الشورى في عملية الاتصال الرسمي وغير الرسمي مع الدول حيث إنَّها تُوفِّر قنوات لتبادل الخبرات مع الأطراف الأخرى كما أنَّها تهيئ في نفس الوقت المناخ الذي يساعد على تقوية الثقة الدبلوماسية بين المملكة والدول الصديقة.

مشاركة :