توصل باحثون من الولايات المتحدة من خلال دراسة حديثة إلى أن الأمعاء، وليست المعدة هي التي ترسل إشارة الشعور بالشبع للمخ، للإيعاز للجسم بالتوقف عن تناول الطعام. وقال الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في العدد الحالي من مجلة "سيل" المعنية بأبحاث الخلايا: إن هناك في الأمعاء أعصاباً خاصة تسجل انبساط الأمعاء، وترسل إشارة بذلك إلى المخ. قال أصحاب الدراسة: إن نتائجها يمكن أن تبرر لهم النجاح المفاجئ لعمليات تصغير المعدة في خفض الوزن لدى البدناء. يقول الباحثون: إن جسم الإنسان يقيس كمية الطعام وجودته، وينظم في حالته الطبيعية بدقة حجم الطعام الذي نتناوله، والوقت الذي يجب فيه التوقف عن الطعام. من المعروف أن هذه القياسات تحدث بشكل خاص في العصارة الهضمية، ولكن لم يكن معروفاً ما الخلايا وطرق الإشارات التي تشارك في ذلك. وأوضح الباحثون أن العديد من الألياف العصبية تشارك في إعطاء الإنسان هذا الشعور، وهي الألياف التي تستقبل إشارات عصبية في المعدة والأمعاء، وتحول هذه الإشارات عبر عصب مخي مركزي، وهو العصب المعروف بالعصب المبهم، إلى المخ. لمعرفة ما الألياف العصبية التي تشارك في ضبط الشعور بالشبع، وفي أي منطقة توجد هذه الألياف، وضع الباحثون في البداية ما يمكن وصفه بأنه خريطة الأعصاب في المعدة والأمعاء، معتمدين في ذلك الصفات الحيوية والتشريحية للأعصاب. تبين للباحثين من خلال تجارب أجروها على الفئران أن - وبشكل خاص - الألياف العصبية التي تسجل نهاياتها تمددات الأمعاء، تضبط تناول الطعام، حيث أدى تحفيز هذه الأعصاب لدى فئران جائعة، إلى وقف هذه الفئران عملية تناول الطعام، في حين أن الأعصاب التي تقيس الهرمونات داخل الأمعاء، تلك الهرمونات ذات الصلة بالطعام، لا تكبح تناول الغذاء. ورغم أن الأعصاب التي تسجل انبساط المعدة كان لها تأثير كابح لتناول الطعام، إلا أن هذا التأثير لم يكن بنفس قوة الأعصاب التي تقيس انبساط الأمعاء.
مشاركة :