الشاعر خالد الظنحاني، رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، يقول: رحل الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رجل المعرفة والتراث.. رحل ابن زايد الخير، الذي واكب مسيرة بناء الاتحاد مع والده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان نعم العضيد والسند، عمل بإخلاص وتفان من أجل الوطن. أسس، رحمه الله، لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات في مختلف المجالات، خصوصاً المعرفية والتراثية، وكان يمتلك رؤية متقدمة لتوظيف التراث لتعليم الأجيال، ويرى أن التعليم أساس تطور الأمة ونموها وحضارتها.لقد أولى قطاعي الثقافة والمعرفة اهتماماً كبيراً وذلك من خلال تأسيسه مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام حتى أضحى في فترة وجيزة من أبرز منارات الثقافة والفكر والإعلام بالدولة والمنطقة. إضافة إلى ذلك كان قارئاً مثقفاً بامتياز يمتلك مكتبة خاصة عامرة بأمهات الكتب ونصوص التراث. نعم، برحيله فقدت الإمارات واحداً من أبرز مبدعيها، فهو شاعر مخضرم شكلت قصائده علامة فارقة في الإبداع الإماراتي، كما ساهم في دعم الحركة الشعرية بدولة الإمارات ودول الخليج والعالم العربي من خلال حرصه على تعزيز مكانة وقيمة الشعر كفن تراثي أصيل، فقد أطلق مسابقة سلطان بن زايد الشعرية، لتحفيز الشعراء على كتابة قصائد في وصف مكارم الأخلاق، كما أطلق مؤخراً «مسابقة سلطان بن زايد الشعرية لطلبة الجامعات» بغرض تنشئة الأجيال الجديدة على الإبداع الشعري والتميز الأدبي. عزاؤنا أنه باقٍ فينا بما تركه من إنجازات ومبادرات ومنصات في شتى مجالات التراث والثقافة. قيمة ثقافية وسياسية الروائي علي أبو الريش، يقول: سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، هو من المؤسسين لهذه الدولة، وبالتالي تبوأ مناصب مهمة جداً في حياته وفي مسيرة هذه الدولة، بالإضافة إلى ذلك رعايته لعدد من المنصات الثقافية، طبعاً هذه ليست غريبة على أبناء الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دائماً هم في مقدمة الصفوف بالاهتمام بالمجال الثقافي والتراثي، لذلك جهد المرحوم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ليكون جزءاً أساسياً من المشهد الثقافي في الدولة، وعموداً مهماً جداً في ثقافتنا، وبالذات في مجال التراث وتاريخ الثقافات الشفهية، ولا شك أن الإمارات وشعب الإمارات بل ومنطقة الخليج فقدت قامة كبيرة كما خسرت قيمة ثقافية وسياسية. ذكرى خالدة أسماء صديق المطوع، مؤسسة صالون «الملتقى» الأدبي، تقول: رحل المغفور له سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان وبقيت ذكراه خالدة في ذاكرة الإمارات لما قام به من دور فعال للمحافظة على التراث والتقاليد بكل مجالاته لتبقى إرثاً حياً لكل الأجيال، من أجل ترسيخ مبدأ الهوية واللغة والعادات والتقاليد، وذلك على خطى وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إضافة إلى أن دور نادي تراث الإمارات كان ولا يزال منذ إنشائه في تسعينيات القرن الماضي تحت رعاية المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وهو نافذة تراثية لاحتواء أبناء الوطن وربطهم بموروث الأجداد من خلال مسابقات تهدف إلى إحياء قيم الماضي، وترسخ في نفوس الشباب قيم الولاء والهوية والانتماء، إضافة إلى مبادراته الثقافية في مركز الشيخ سلطان الثقافي ومركز زايد للبحوث بهدف تعزيز الوعي الثقافي، وتجسيد قيم الانتماء والولاء للوطن، والترويج للثقافة والهوية الوطنية، وكذلك مركز زايد للدراسات والبحوث لتعميق المحافظة على التراث من خلال البحوث وتنظيم الأنشطة التراثية وتطويرها، ونشر الوعي الفكري بالتراث وأهميته، هذا إلى جانب إصدار عدة مجلات ثقافية متخصصة بالتراث والثقافة والشعر. منظور شامل للثقافة الشاعر محمد نور الدين، يقول: اهتم المغفور له سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان بالثقافة الإماراتية من منظور شامل، وكان امتداداً لنهج والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في جمع شمل جميع عناصر الثقافة وتوجيهها في سياق واحد مواكباً التطور السريع في العصر الحديث، فمن ناحية كان يهتم بالتراث وكنوزه ويوثق بهمة ومنهجية كل ما يتعلق بهذا الجانب، ويضع من ناحية أخرى أسس وآليات ممارستها واستمرارها في الأجيال المقبلة. وأولى سمو الشيخ سلطان بن زايد أيضاً اهتماماً خاصاً للإعلام والثقافة، فمركزه الإعلامي ونادي تراث الإمارات رقمان مهمان في جميع الفعاليات الكبرى حيث يصدّران تراثنا إلى الآخر على مختلف الصعد. والحديث عن تفاصيل ذلك يحتاج إلى مجلدات كبيرة، ولكني بصفتي مهتماً بالشعر أجد في هذا الجانب أن المغفور له الشيخ سلطان بن زايد قد أولى الشعر الحديث اهتماماً مميزاً في مطبوعته «بيت الشعر» إلى جانب اهتمامه المعروف بكبار الشعراء في الإمارات ودعم إصدار دواوينهم، وقد فقد الشعراء اليوم شخصية كانت تحتويهم بالمحبة والتوجيه، كما كان يشاركهم نبض مشاعرهم وروح مفرداتهم. تجديد الثقافة الشعبية الروائي حارب الظاهري، يقول: منذ زمن بعيد والمغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، يؤسس للثقافة الشعبية المحلية ومن منطلق أهمية التراث لديه والموروث وأهمية التجديد، وكان إيمانه بأن التحديات كبيرة ولا بد من مواصلة الحفاظ على الموروث في حياتنا المجتمعية. لذا، عمل على إحياء المؤسسات الثقافية وجعلها ضمن الحراك حتى أصبحت في فترة زمنية قصيرة تنفرد بمكانة خاصة ونجاح بارز. أسس مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، وقام بخطى حثيثة في ترجمة الواقع الثقافي ذي الصلة بالموروث بهذا الخطاب الثقافي من البحوث والدراسات والإصدارات وبث الدوريات الثقافية التي أثرت المكتبات على مختلف المستويات الفكرية والعمرية. وتناغم ذلك مع الفعاليات الثقافية التي أثرت الحياة، وبإشراف ومتابعة مباشرة من سموه، ولكي تنجح هذه التجربة جلب الراحل الكثير من المبدعين والأدباء لترجمة ما يصبو إليه وتجسيده على أرض الواقع. كثيرة هي الإنجازات والمؤسسات والمهرجانات التي أسسها ورعاها حتى وصلت أصداؤها إلى دول الخليج قاطبة، وبفضل جهوده وصل التراث الإماراتي لهذه المنزلة التي يفخر بها الداني والقاصي. خير خلف لخير سلف الباحث عادل عبدالله حميد، يقول: أولى الشيخ سلطان بن زايد الثقافة عناية كبيرة، وكان لا يألو جهداً في سعيه لإكمال مسيرة الأب المؤسس لتعزيز أهمية الثقافة، ولقد توج ذلك بإنشاء مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام ليكون بعداً ثقافياً رابعاً يضاف إلى بعد بصيرته ورؤيته التي كانت تهدف إلى استدامة رفعة الوطن، وفي ذلك دلالة كبيرة على أن أثر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه متجسد في سلوك ابنه الشيخ سلطان، فكان بذلك خير خلف لخير سلف، وترجمة عملية للعواطف والشعور بأنه قد اقتفى أثر والده، فكان بذلك الابن الوفي لسيرة وفكر والده. سعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، يقول: سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، جعل من الاهتمام بالتراث حجر زاوية في أي بنيان داخل الدولة عملاً بمقولة الأب المؤسس الشيخ زايد: «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر ولا مستقبل»، وهي المقولة التي استوعبها الشيخ سلطان واتخذها نهجاً يسير عليه، ومن ثمرة هذا الاهتمام بالتراث إنشاء نادي تراث الإمارات، بتوجيهات زايد رحمه الله، ليبدأ الاهتمام البالغ بالتراث في الدولة والعاملين عليه سواء حرف أهل البحر، أو حرف الأقدمين التي كان يمارسها الآباء والأجداد والجدات، أو الرياضات التراثية مثل الهجن والمحامل الشراعية والخيل والصقور، ليبلغ الاهتمام بمفردات التراث الإماراتي أعلى مستوى بالدولة. التراث الشعبي الباحث التراثي، الدكتور راشد أحمد المزروعي، والذي عمل سابقاً مديراً لمركز زايد للدراسات والبحوث، يقول: كان المغفور له سمو الشيخ سلطان بن زايد يعنى عناية خاصة، واستثنائية بالتراث، ويهتم بكل حيثيات وتفصيلات التراث الشعبي سواء بحرياً، بدوياً، وبيئياً، حتى في الشعر باعتباره جزءاً من الموروث الثقافي للشعب الإماراتي. وكان للشيخ سلطان إسهامات بارزة في كل ما يتعلق بالتراث فأنشأ مركز زايد للتراث والتاريخ في مدينة العين، ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، وكذا الأفرع المختلفة لنادي تراث الإمارات الممتدة في مناطق عديدة بإمارة أبوظبي، وله اليد الطولى في الحفاظ على تراث الإمارات. رجل لا يعوض فاطمة التميمي، رئيس قسم الأنشطة النسائية في نادي تراث الإمارات، تقول: خسر الوطن رجلاً لا يعوض، كان خير سند ومعين لكل العاملين في مجال التراث، عبر رعايته للمهرجانات والفعاليات المختلفة، التي لها دور كبير في تعزيز هويتنا، وكان نادي التراث قاسماً مشتركاً لكل الفعاليات التراثية المقامة في الدولة، بهدف توصيل رسائل التراث لكل أفراد وفئات المجتمع. وكان رحمه الله يتابع كل صغيرة وكبيرة ويطمئن بنفسه على نجاح الحدث وتقديم تراثنا وتاريخنا إلى العالم في أبهى صورة، حيث كان يشجعنا باستمرار ويعتبرنا رسلاً للتراث، كما أولى اهتماماً كبيراً بالحرفيات الإماراتيات عبر افتتاح المشغل النسائي في السمحة. دور مشهود الدكتورة أمينة الظاهري، مدير إدارة البحوث والدراسات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث سابقاً، تقول: سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان كان واسع الاهتمام بالتراث بكافة أشكاله، وترجم هذا الاهتمام لإنشاء عديد من المؤسسات المهمة الراعية للتراث والثقافة في الدولة منها نادي تراث الإمارات، ومركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، بما له من دور بارز في دعم أصحاب المشاريع التراثية، وإصدار عدد هائل من الكتب في التراث والشعر الإماراتي، وهو دور مشهود له في ظل قلة عدد المراكز المشابهة في الدولة، حيث يستضيف مفكرين ومثقفين وخبراء تراث، ولم يكن يقصر من الناحية المادية في تشجيع العاملين في التراث سواء كانوا خبراء تراثيين أو حرفيين ورثوا هذه المهن عن الآباء والأجداد واستطاعوا تقديمها إلى العالم بفضل مساندته ودعمه المستمر لهم، عبر الفعاليات والمهرجانات التراثية المختلفة التي يشاركون فيها على مدار العام على الصعيدين المحلي والعالمي. معارف تراثية الخبير التراثي، محمد صابر المزروعي، يقول: «من البدوة»، أي من البداية باللهجة الإماراتية، أولى المغفور له سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان اهتماماً بالغاً بالتراث سيراً على نهج والده الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان له دور كبير في جعل التراث حاضراً بقوة في الحياة اليومية داخل المجتمع الإماراتي من خلال المهرجانات التراثية المتعاقبة التي يشارك فيها أهل التراث من حرفيين وحرفيات وخبراء تراث يكشفون للعالم عن كنوز التراث الإماراتي، فضلاً عن إقامة ساحات دائمة للعناية بالتراث مثل القرية التراثية في منطقة كاسر الأمواج، إضافة إلى المراكز المختلفة التابعة لنادي تراث الإمارات، والتي سلطت الضوء على أنواع التراث الإماراتي سواء البدوي والبحري وغيرهما، والتي شكلت ملامح الحياة في الإمارات عبر أزمنة عديدة. ومن خلال ذلك استطعنا نقل معلومات ومعارف تراثية كثيرة إلى الأجيال الجديدة، ولولا هذه الجهود من قبل سمو الشيخ سلطان بن زايد، رحمه الله، لواجه تراثنا وتاريخنا خطر الانقراض، حيث ازداد ارتباط القدامي بماضيهم ومُنحت الفرصة للأجيال الجديدة للاطلاع على التراث بفضل رؤيته الثاقبة وجهوده المتواصلة على مدى سنوات عديدة. من رموز الدولة الوالد سيف راشد الدهماني، يقول: المغفور له سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان يعد رمزاً من رموز الدولة، وكان قدوة لنا جميعاً في الاعتزاز بماضينا وتقديمه إلى العالم في أبهى صورة، خاصة في ظل دعمه المستمر واللامحدود للعاملين في التراث ومتابعة كافة شؤونهم، وهو ما كنا نلمسه بشكل مباشر خلال زياراته المستمرة للفعاليات والمهرجانات التراثية المقامة في الدولة، والتي نجحت في توصيل رسائل التراث الإماراتي وتعريف العالم بأفكارنا وقيمنا وتقاليدنا، وكذلك أساليب الحياة التي كان يعيش بها الأقدمون، والتي لا نزال نعتز بها وبأهلها وماضيهم العريق. «الأب الروحي» للتراث الباحثة التراثية، لطيفة النعيمي، تقول: المغفور له سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان هو «الأب الروحي» للتراث، عبر اهتماماته بكل مجالاته سواء من حيث العاملون فيه أو الإصدارات المتعلقة به وتحفظه مكتوباً ومسجلاً ومصوراً للأجيال القادمة، وبشكل حي وتفاعلي من خلال المهرجانات التراثية التي تجمع خبراء التراث الإماراتي بالجمهور من كل الجنسيات. كان حريصاً على الالتقاء بأهل التراث والشعراء من كل الأطياف، كما أجرى مسابقات للشعر يشارك فيها الجميع من الإمارات ومنطقة الخليج، فضلاً عن إصدارات نادي تراث الإمارات التي زادت عن 50 ديواناً شعرياً غير باقي الكتب التراثية، مؤكدة إلى أن غيابه المفاجئ شكل لها صدمة، كونه -رحمه الله- ذا بصمة واضحة في كل ما يتعلق بالتراث في الدولة امتدت إلى دعم أصحاب المتاحف الشخصية، وإبراز محتوياتها في المهرجانات التابعة لنادي التراث كنوع من التشجيع والدعم لهم لمزيد من الاهتمام بإرث الآباء والأجداد.
مشاركة :