طمأن سمو أمير الكويت شعبه بأنه لن يفلت أي شخص تعدى على حرمة المال العام في البلاد من العقاب، مهما كانت مكانته أو صفته، وقال إنه قد ساءه هذا التراشق في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتبادل الإساءات والاتهامات التي يرفضها ديننا الحنيف وما توارثناه من قيم وتقاليد أهل الكويت الكرام، داعيا إلى تغليب الحكمة والروية والالتزام بقيم المجتمع الكويتي، الذي يحرص على عدم الإساءة لسمعة الآخرين وعدم إصدار إحكام من دون دليل!لاشك أن التسريبات حول بعض القضايا التي تمس سرقات من المال العام وخيانة الأمانة من رجال تبوأوا أعلى المراتب في البلد ووضعنا ثقتنا العمياء بهم، لا شك ان ذلك قد هز كيان المجتمع الكويتي وأصابه بصدمة شديدة كان يمكن أن تسبب فوضى شديدة في البلد، وتفقدنا الثقة في الجميع لولا أن تدخل «العود» ليطمئن شعبه بأنه يمسك بزمام الأمور وأن أحداً لن يفلت من العقاب مهما كانت منزلته ومكانته، كما سارع سمو الأمير إلى عزل أطراف النزاع وتعيين أكفأ الموجودين لإكمال دفة قيادة البلد في ذلك الظرف الحالك إلى أن يستكمل المجلس مدته، ولو أن الأمير سار وراء ما يدعو إليه أقطاب «السوشيال ميديا» من المطالبة بحل المجلس لقضينا فترة طويلة من الاستقطاب والتشنج، وتبادل الاتهامات وتعطيل الحياة السياسية من دون أن نصل إلى شيء!المهم في هذه المرحلة هو أن نعقد العزم على تطبيق القوانين، ووضع من يستحق السجن وراء القضبان لا أن تتكرر حالات الإفلات من العقاب ونقصان الأدلة وعدم وجود القوانين التي تدين المجرمين، فلقد سئم الناس من التراخي في تطبيق القوانين وإفلات المذنبين من العقاب، حتى تحولت هذه إلى ظاهرة بعنوان «بوق ولا تخاف، فأنت في الكويت». انقلب السحر على الساحر!هاهي إيران تتجرع من الكأس التي سممتها، فقد انقلب شعبها عليها وتدهورت أوضاعها الاجتماعية، بعدما بدأ الاضطراب في العراق ولبنان، وهاج الإيرانيون بعد قرار حكومتهم رفع أسعار الوقود، حيث نزل الآلاف إلى الشوارع في مظاهر احتجاج على حكومتهم في مدن ايرانية عدة، وحرقوا المقار الحزبية ومزقوا صور الزعماء الدينيين، وكان رد قوات الأمن هو إطلاق الرصاص الحي على المحتجين وقتل أكثر من 200 من الشعب!لقد هددت إيران شعبها بعدم التجرؤ على التظاهر لأن إيران ليست العراق أو لبنان، ولكن الشعب الذي ذاق مرارة الظلم لم يكترث وقال لجلاديه: «لقد سمئنا من ظلكم ولن نسكت بعد اليوم»!إن النظام الإيراني يوشك أن ينفرط عقده، فهل أعددنا البدائل لذلك النظام الظالم أم أننا نعيش في غفلة من الزمن؟!
مشاركة :