المنزل واحة السكن والهدوء الذي نتلمسه بعد عناء يوم شاق مملوء بالعمل والتوتر، وفيه يبدأ الإنسان عمله وينهيه، فتتفتح عيناه في أول نهاره لتقع على لون سقف حجرة نومه، وينام وهما على لون الحيطان، ومن ثم فلابد أن تكون هناك حالة من الرضا والقناعة بالألوان التي تحيط بالإنسان من كل جانب. واختيار اللون المناسب للحيطان ليس سهلاً، إذ يقع الإنسان في حيرة بين درجات اللون وألوان تربعت على عرش الموضة لكنه لا يميل إليها، وبين ألوان يحبها لكن لا تناسب أثاث ومحتويات منزله. ولكي يتخلص الإنسان من الحيرة ولو بقدر مناسب، يجب وضع النقاط التالية في الحسبان: اللون والراحة النفسية: يجب أن يعزز لون المكان راحة صاحبه النفسية، إذ يطول بقاؤه فيه ساعات وساعات. تناسق الألوان: يعني الكثير عند اختيار اللون المناسب للحجرة، بما يتناسق مع الأثاث، ومع شخصية صاحب المكان، فما يحبه لا بد أن يرتبط به فعلياً، ويجب ألا تشتت الألوان أنظار من تقع عيناه عليها. الاستقرار: لا يمكن بالطبع تغيير اللون يومياً، ولا حتى أسبوعياً، لما يترتب على ذلك من صعوبات مثل إخراج الخزائن، وإعادة ترتيبها، وإعادة الطلاء بما يتناسب مع ما استجد في المكان، لذا يجب الحرص على اختيار اللون المناسب الذي ربما يطول لسنوات إذا تطلب الأمر ذلك. اللون والشخصية: لكل لون طبيعته ومعانيه وتأثيره فينا، ومن ثم يمكن القول إن لكل لون تعبيره الخاص والذي ينبغي أن يتقارب من ملامح شخصية كل إنسان، لذا فإنه عند اختيار اللون لابد من إدراك معانيه أولاً، وما إذا كان متقارباً من طبائعنا الشخصية أو لا، ومن معاني الألوان وتأثيراتها: الأبيض: يؤشر للسلام والهدوء والاسترخاء، لذا يتقارب كثيراً من طبائع أغلبنا، بيد أنه لا يرتبط بالشباب، لأنه لايحث على الطاقة والحركة والنشاط، وربما يتناسب مع محبي الجلوس والاستقرار في مكان ما لفترات طويلة. الوردي: من الألوان المحببة إلى الإناث، ويرمز إلى الحب، ومن ثم يعتبر الاختيار الأمثل للفتاة، خاصة التي تستغرق أغلب الوقت في الأحلام. الأخضر: ويرمز إلى الاسترخاء ويقترب كثيراً من الرتابة، لذا ربما لا يتناسب مع طبيعة الشباب في كثير من الأحيان. البيج: لون متقلب، وبالتالي يصلح للتمازج مع الألوان الأخرى، ومن أكثر الألوان انتشاراً حتى وقت قريب. الأصفر: يتميز بدفئه وبما يعطيه من بهجة وإشراق، ومن ثم يتناسب مع متوسطي العمر ومن يكبرونهم قليلاً. الأزرق: اللون الأقرب إلى الشباب والبالغين، ويكسب المكان هدوءاً. اختيار اللون المناسب للأثاث: لا بد أن يتواءم لون الحيطان مع لون قطع الأثاث وإلا سيبدو الأمر غريباً وشاذاً، وسوف يؤدي في النهاية الى الانتقاص من الصورة الجمالية للمكان، ومن المهم التركيز في اختيار الألوان المتجانسة التي تضيف إلى جمال قطع الأثاث. اختيار درجة اللمعان: هناك خمس درجات للمعة اللون، ولكل درجة استخدامها المناسب، إلا أن الدرجة الثانية هي الأنسب والأكثر استخداماً لطلاء الحيطان ، لأنها ناعمة ومتوسطة، وبالتالي لا تعكس الأضواء بشدة، كما أنه يسهل تنظيفها. مساحة الحجرة مهمة: فإذا كانت محدودة، فلابد من اختيار الألوان خفيفة الظلال التي تعمل على توفير فضاء أوسع في المكان، أما الحجرات الواسعة فتناسبها الألوان الأكثر إشراقاً والتي تغلف المكان بالحيوية والنشاط.
مشاركة :