حمّل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال كلمته في مجلس الشورى، إيران مسؤولية تقويض كل فرص الأمن والسلام في المنطقة من خلال أجنداتها التخريبية وعربدتها في المنطقة عن طريق ميليشياتها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا. وتأتي تصريحات العاهل السعودي في وقت يشهد فيه الخليج منذ مايو الماضي سلسلة هجمات ضد ناقلات نفط وتعرّض منشآت شركة أرامكو النفطية إلى ضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة في 14 سبتمبر، تبنتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيّا. الرياض - دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إيران الأربعاء إلى التخلي عن “الفكر التوسعي والتخريبي” الذي “ألحق الضرر بشعبها”، في وقت يتظاهر إيرانيون مطالبين بإسقاط النظام على إثر الترفيع في سعر البنزين. وأوضح الملك سلمان في خطاب أمام مجلس الشورى “نأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة، وأن يدرك أنه لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته إلا بترك فكره التوسعي والتخريبي الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب”. وقال “لقد عانت المملكة من سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه التي وصلت مؤخرا إلى ذروة جديدة من الأعمال الممنهجة والمتعمدة لتقويض كل فرص السلام والأمن في المنطقة”. وتحظى إيران بنفوذ كبير في لبنان والعراق وسوريا واليمن عبر ميليشيات مؤيّدة لها. واندلعت مؤخرا في لبنان والعراق تظاهرات منددة بالطبقة السياسية الحاكمة. كما اندلعت تظاهرات في إيران الجمعة الماضي بعد ساعات من الإعلان عن الترفيع في سعر الوقود، في ظل أزمة اقتصادية حادّة تعاني منها البلاد التي ترزح تحت وطأة عقوبات أميركية كبيرة على خلفية برنامجها النووي والباليستي. وبدأت التظاهرات بقطع طرقات رئيسية في طهران وخارجها، لكنها امتدت سريعاً إلى 40 مدينة ومنطقة أخرى، وأحرقت خلالها محطات للوقود وهوجمت مراكز للشرطة وتعرضت متاجر للتخريب. وتأتي هذه الأحداث في وقت يشهد الخليج منذ مايو الماضي سلسلة هجمات ضد ناقلات نفط، بينما تعرّضت منشآت شركة أرامكو النفطية إلى ضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة في 14 سبتمبر، تبنتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيّا. ودخل الصراع الثنائي خلال الأشهر الأخيرة مرحلة جديدة، إذ بدا البلدان على وشك الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة، على خلفية الهجمات ضد ناقلات النفط ومنشآت أرامكو. وقال ملك السعودية في خطابه “على النظام الإيراني أن يدرك أنّه أمام خيارات جدية، وأن لكل خيار تبعات سيتحمل هو نتائجها، والمملكة لا تنشد الحرب لأن يدها التي كانت دوما ممتدة للسلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضد أي عدوان”. وتابع “النظام الإيراني أضاف إلى رصيده الإجرامي الاعتداء التخريبي على أرامكو، واستهداف سفن شحن وناقلات نفط، والتزمنا كعادتنا بالحكمة في التصدي لهذه الأعمال الجبانة”. واستدرك “المملكة تعرضت لـ286 هجوما صاروخياً باليستيا و289 بواسطة طائرات مسيرة ولم يؤثر ذلك على مسيرتها التنموية ولا حياة المواطنين والمقيمين فيها بفضل من الله ثم بفضل منسوبي القطاعات العسكرية والأمنية”. وطرحت المملكة اكتتابا عاما لشركة أرامكو النفطية العملاقة تسعى الحكومة السعودية من خلاله إلى جذب الاستثمارات وخلق الآلاف من الوظائف. السعودية تعرضت لـ 286 هجوما صاروخيا باليستيا و289 بواسطة طائرات مسيّرة وقال الملك في أول تصريح له حول الاكتتاب إنّ “إعلان طرح جزء من أسهم أرامكو سيتيح للمستثمرين داخل المملكة وخارجها للمساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم”. وأضاف أنّ هذا الأمر “سيؤدي إلى جلب الاستثمارات وخلق الآلاف من الوظائف، ويعزّز من حجم السوق المالية السعودية”، كما أنّ “عائدات البيع الناتجة عن الطرح” ستذهب إلى “صندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة”. وأعلنت المجموعة النفطية العملاقة أنّها ستبيع 1.5 بالمئة من أسهمها بناء على نطاق سعري للسهم الواحد بين 8 و8.5 دولار، ما يعني أنّ قيمة الاكتتاب ستتراوح بين 24 مليار دولار و25.6 مليار دولار. وبدأت الأحد الماضي فترة الاكتتاب التي يتقدم فيها المشترون بعروض لشراء الأسهم، على أن تستمر حتى الرابع من ديسمبر للمكتتبين من فئة الشركات والمؤسسات، بينما تنتهي فترة اكتتاب الأفراد في 28 نوفمبر الحالي. وستحدّد الشركة التي تضخ نحو 10 بالمئة من النفط العالمي يوميا، في الخامس من ديسمبر السعر النهائي للسهم الواحد، على أن يبدأ التداول الفعلي في السوق المالية المحلية بعد ذلك بأيام. وكان من المتوقع أن تبيع أرامكو 5 بالمئة من أسهمها في السوق المالية المحلية وبورصة أجنبية لم تتحدّد، لكنّها أعلنت مؤخّرا أن خطط الطرح خارج السعودية مؤجّلة. والاكتتاب العام لأرامكو هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسمّى “رؤية 2030”. ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات المليارات من الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح. وتأجّل الطرح عدة مرات بفعل إصرار الأمير محمد بن سلمان على تقييم الشركة بتريليوني دولار. ورأى الملك سلمان أن اكتتاب أرامكو “سيعزّز من الشفافية ومنظومة الحوكمة في الشركة بما يتماشى مع المعايير الدولية”. وفي الأول من أبريل الماضي، فتحت أرامكو دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاما، لوكالتي “فيتش” و”موديز” الدوليتين للتصنيف الائتماني، في إطار استعداداتها لجمع الأموال من المستثمرين. وبعد أسبوع من ذلك، رفّعت الشركة سعر قيمة سنداتها من 10 إلى 12 مليار دولار بفصل ازدياد الطلب على هذه السندات. وحقّقت الشركة العملاقة أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وبلغت العائدات 356 مليار دولار. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :