أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن أمن منطقة الخليج العربي هو جزء أساسي من الاستقرار العالمي لما تمثله هذه البقعة من العالم من أهمية اقتصادية وسياسية واستراتيجية تمس الأمن العالمي . وأضاف سموه خلال اجتماعات قمة كامب ديفيد أن الإمارات العربية المتحدة مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي تدرك جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها للحفاظ على سلامة وحيوية المنطقة وتمكنت عبر مراحل وفترات مختلفة من توظيف طاقاتها وإمكاناتها لمواجهة تحديات ومخاطر عدة . وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الولايات المتحدة شريك استراتيجي اساسي لدول مجلس التعاون الخليجي ولها دور حيوي في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة بما تملكه من ثقل عالمي ودور محوري، وبما يربطنا معها من مصالح مشتركة وعلاقات تعاون وشراكة وثيقة، مشيراً سموه إلى أن هذه المرحلة التاريخية المهمة تتطلب منا جميعاً في دول الخليج وبالتعاون مع أصدقائنا وضع إطار تعاون يخدم المصالح المتبادلة ويؤسس لمرحلة جديدة تأخذ في الاعتبارات التهديدات والتحديات الجديدة . وأضاف سموه أننا نجحنا معاً بالتعاون البناء في التحالف العربي وبمساعدة الأصدقاء من خلال عملية إعادة الأمل في اليمن التي استطعنا من خلالها وأد مشاريع إقليمية كانت تسعى لبث الفوضى والخراب والفتن في المنطقة . وقال سموه إن على المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة أن يدرك أن أمن واستقرار الخليج العربي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن العالمي لذلك فإن وضع رؤية شفافة وواضحة تخدم الأطراف كافة من اجل السلام والاستقرار والتنمية والبناء لدول وشعوب المنطقة مطلب حيوي . وأشار سموه إلى أن هذه القمة التاريخية غير المسبوقة تمثل إضافة نوعية حقيقية إلى مسيرة العلاقات الخليجية-الأمريكية وهي تعكس حرصاً مشتركاً على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" والولايات المتحدة الأمريكية، منوها سموه بأن المحادثات تمثل مناسبة لتبادل الرأي ووجهات النظر والتشاور العميق حول التحديات والتهديدات الأمنية في منطقة الخليج العربي . وشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الموقف الخليجي بضرورة إبقاء منطقة الخليج العربي بما لها من أهمية استراتيجية بمنأى عن أية أخطار أو مهددات أمنية واستراتيجية محتملة خاصة في حال عدم ارتكاز الاتفاق النووي النهائي على معايير واضحة والتزام ما يعنيه ذلك من توافر ضمانات قانونية وتعهدات دولية كافية تكبح الطموحات النووية في المنطقة والهيمنة الإقليمية وتحول دون انتشار تسلح نووي . وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن ثقته بتفهم الإدارة الأمريكية بواعث القلق والمخاوف المشروعة لدى دول "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" وشعوبها حيال هذه الأخطار الاستراتيجية المحتملة لاسيما في ظل تفاقم عوامل الاضطراب والنزاعات الطائفية والمذهبية وانتشار جماعات الإرهاب وتنظيماته . وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ترأس وفد دولة الإمارات في اجتماعات قمة كامب ديفيد والتي بدأت أعمالها أمس وتجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الإمريكية في منتجع كامب ديفيد بولاية ميريلاند بمشاركة إخوانه قادة وممثلي الدول الخليجية والرئيس الأمريكي باراك أوباما . وقد رحب الرئيس باراك أوباما بحضور قادة وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي الى اجتماعات قمة كامب ديفيد . . معرباً عن سعادته بتجدد اللقاء معهم . وقال إن هذه القمة تعكس الحرص المشترك على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي . وتضمن جدول أعمال قمة كامب ديفيد ثلاث جلسات يتخللها مأدبة غداء حيث بحثت القمة علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى المستجدات والقضايا التي تهم الجانبين وفي مقدمتها أمن واستقرار المنطقة وملف إيران النووي ومحاربة التطرف والعنف والتنظيمات التي تهدد الأمن والسلم في منطقة الشرق الاوسط . كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وصل صباح أمس إلى منتجع كامب ديفيد في ولاية ميريلاند الأمريكية . ويرافق سموه الى اجتماعات القمة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ويوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الامريكية . (وام)
مشاركة :