أحمد مراد (القاهرة) «الإسراء والمعراج» رحلة ربانية ومعجزة لا يدري كيفيتها بشر، وهي آية من آيات الله تعالى، وتحمل ذكرى هذه الرحلة العديد من العبر والدروس التي يجب على المسلمين في كل زمان ومكان أن يتوقفوا أمامها، ويتعلموا منها ما يفيدهم في حياتهم اليومية، وذلك لأن هذه الدروس والعبر والعظات بمثابة مشاعل النور، التي تضيء طريق الحق والعدل. معجزة عظيمة يوضح الدكتور طه أبوكريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن رحلتي الإسراء والمعراج تعدان من أبرز المعجزات العظيمة التي جرت في تاريخ الإسلام الحنيف، ومن ثم يجب أن يحرص المسلمون على الاستفادة من ذكرى هذه المعجزة العظيمة، والتي تؤكد أهمية الصبر على الشدائد، والإصرار بعزم وإيمان مخلص على المضي قدماً نحو تحقيق الهدف المنشود المتمثل في خدمة الدين الحنيف ونشر دعوته وقيمه وتعاليمه السامية. ويقول: «لقد تعرض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قبيل رحلتي الإسراء والمعراج للعديد من المشاكل والأزمات، فقد لاقى هو وأصحابه عناداً وتعذيباً من مشركي قريش الذين تصدوا لدعوته، وأنزلوا الأذى والضرر به وبمن تبعوه، وتوفي عمه أبو طالب، الذي كان أكبر نصير له، وكذلك رحلت السيدة خديجة شريكة حياته وحامية ظهره التي كانت له بمثابة السند والعون على تحمل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية، فكلاهما مات قبيل رحلتي الإسراء والمعراج، ولذا سمي هذا العام بعام الحزن، ومن هنا كان إنعام الله سبحانه وتعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المعجزة العظيمة تطييبا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه، وليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد، وفي هذا كله رسالة للمسلمين جميعاً في كل زمان ومكان بأن يصبروا على الشدائد، ويتوكلوا على الله تعالى بعد الأخذ بالأسباب ومباشرة الأعمال والإخلاص في أداء الواجب». ويشير إلى أن بدء رحلة المعراج بالصعود من بيت المقدس ذا دلالات عديدة، أبرزها الأمر بنشر الإسلام وتوسعة إطاره، وذلك لأنه الدين الخاتم الشامل الجامع الذي ارتضاه الله للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم، وشعوبهم ولغاتهم. ... المزيد
مشاركة :