ليس بالأحلام .. بل بعزيمة الرجال

  • 10/24/2013
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

--> عبرت إحدى القنوات الفضائية - وقبلها إحدى الإذاعات المحلية .. وفيما قبل .. عبر صحف محلية - عن مشجع نصراوي يتصل بمعبر الرؤى والأحلام الشيخ (فلان) فيلقي عليه رؤياه , فتأتي تأويلات متعددة في هذا .. فمرة يقول معبرها : إن النصر لن يحقق بطولة كأس الملك، وأخرى إنه لن يحقق كأس ولي العهد، وثالثة تأتي ببشارة من الشيخ بأن العالمي سيعود إلى سماء البطولات من جديد هذا العام, ورابعة تأتي بأن يفصل المعبر في مجريات المباراة وكأنه ينجم ويتكهن. أحد الذين سألوا عن أحلامهم قال: إنه رأى الأمير عبدالرحمن بن سعود مع اللاعبين في حافلة الفريق والأهازيج عالية. والآخر يقول: إنه رأى أسطورة آسيا الأولى ماجد عبدالله يرتدي قميص العالمي. وثالث يقول: إنه رأى النصر يكسب مباراته ضد الأهلي بثلاثية. لقد نقلوا المنافسة الرياضية من الملاعب إلى معارض الأثاث وغرف النوم .. ونقلوها من الواقع إلى عالم الأحلام .. وما هذه رياضة ولا هذا تنافس وفي كل الأحوال .. لست منظراً شرعياً, ولست مفتياً، لكنني مواطن رياضي بسيط من جملة جمهور عريض يتمنى عودة النصر إلى إشراقته, وهو يدرك أن عودته ستكون داعماً كبيرا لمنتخباتنا الرياضية بكافة فئاتها مع ما يملكه من شعبية عريضة في أوساط المجتمع. لكنني متعجب من اقحام تأويل الأحلام في المنافسة الرياضية, حتى أصبحت صحف محسوبة على بعض الأندية تستخدم هذا المعبر أو ذاك في الضغط النفسي على خصوم فريقها خاصة قبل المباريات التننافسية أو الجماهيرية. لقد نقلوا المنافسة الرياضية من الملاعب إلى معارض الأثاث وغرف النوم، ونقلوها من الواقع إلى عالم الأحلام، وما هذه رياضة، ولا هذا تنافس. أولا: يعلم هؤلاء بأن تأويل الرؤى علم شريف نصت عليه النصوص القرآنية الشريفة وورد في الأحاديث النبوية. يترك هؤلاء منافسات الرياضة الشريفة في مكانها الصحيح, الذي يرتفع به الشباب ويتسامى به المتنافسون. يعلم هؤلاء بأن الرؤيا مبنية على الظن , ويختلف صدقها تبعا لصدق صاحبها وعدمه , وأن أصدقكم حديثا هو أصدقكم رؤيا كما ورد في الحديث الشريف. يعلمون بأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - حين عبر رؤيا لأحد الصحابة : أصبت بعضا وأخطأت بعضا .. فما بالهم لا يتركون هذا العلم بعيدا عن أهوائهم، إذ هم بأساليبهم هذه يقدمون تأويل أي رؤيا على أنها كالتنجيم والكهانة, ويقدمون بعضها على أنه حق تام لا يتغير إلا إن انتهت المباراة خلافه. الرؤى علم واسع .. والمعبرون أصناف وأقسام .. وما كل من سأل أجيب له .. ولا كل من أجيب له نشرت رؤياه على الملأ. تمريرة ذكية : استبشرت جماهير نصراوية كثيرة بما تناقلته الصحافة عن معبر الرؤى عبر إحدى القنوات الفضائية، ويجب أن تهتم إلى أنها قد تكون مجرد أمنية وحديث نفس، فعلم الغيب لله وحده, والمعبر لا يملك الفصل بين هذه، وهذه خاصة عبر برامج لا يمكنه فيها التعرف على شخصية السائل. قبل أسبوعين كتب أحد المعبرين تغريدة بأن الهلال سيفوز على الأهلي، ثم حذفها بعد المباراة، وهذا يؤكد إن الرؤيا لا يمكن الجزم بتحققها وأنها ظنية، وبعض الظن أكذب الحديث. بالعزيمة ... والعمل الجاد .. تتحقق كل الأحلام. كل عام أنتم بخير, تقبل الله طاعاتكم. لا توجد كلمات دلالية لهذا المقال القراءات: 1

مشاركة :