أكد الباحث والمحلل السياسي الكويتي خليل علي حيدر، أن على الشيعة ان يتصرفوا باستقلالية وأن لا يظهروا وكأنهم جزء من ايران، وأن يتأكدوا أن السياسة الايرانية والمراجع الدينية الايرانية لا تدافع الا عن المشروع السياسي لبلادهم، وقال حيدر إن هناك محاولات للتأثير الايراني في المنطقة عبر بوابة التشيع، الا ان النفوذ والانتصارات الايرانية في المنطقة خاوية وليست لها أهمية، وقال حيدر إن ما نعول عليه دائما هو القوة الحية في المجتمعات، والنخبة الواعية والمدركة اكثر من غيرها لمخاطر الطائفية والتشهير، فهي وحدها القادرة على الادلاء بآراء موزونة ومحايدة، وهي مطالبة بأن يكون لها دورها في نقد الاخطاء والمخاطر التي تقوم بها وسائل الاعلام الطائفية المحرضة، وهناك انتقادات وأوصاف تطلق يجب أن يترفع الاعلام عن استخدامها، كما ان على النخبة القائدة الا تدفعها مصالحها الشخصية لقيادة وتبني الفعل الطائفي سواء كان ذلك من السنة او الشيعة لان هذا يؤكد على سقوط اخلاقي وثقافي كبير، فإلى تفاصيل الحوار: الثورة الايرانية وانعكاساتها السلبية هل للثورة الايرانية وولاية الفقيه وسياسة تصدير الثورة دور في الصراع الطائفي الذي نعيشه اليوم في العراق وسوريا واليمن؟ نعم بالطبع، فما زالت للثورة الايرانية تأثيرات في المنطقة، والسبب الرئيس هو ان ايران ما زالت تعيش مراحل الثورة المتأخرة، فهي لم تتحول بعد الى دولة، وما زالت ترفع الشعارات الثورية، وتبيح لنفسها ضمن هذا المنطق التدخل في الدول المجاورة، وهذه التدخلات يدفع ثمنها المواطن الايراني اولا، والدول والمجتمعات العربية، وعلى الخصوص الشيعة العرب. قبل الثورة الايرانية كان الشيعة العرب وما زالوا مكونا وطنيا رئيسا، لكن بعدها اصبح البعض يحاول ان يجعل الشيعة وكأنهم جزء من ايران، هل هذا صحيح؟ ولماذا؟ الشيعة العرب ليسوا جزئا من ايران ولن يكونوا، وهم مكون عربي اصيل، لا بل ان ايران عندما ارادت تعميم هويتها المذهبية مع بداية الصراع العثماني الصفوي عام 1502، لم يكن لديها بد سوى الاستعانة بالشيعة العرب من البحرين ولبنان، كأساتذة وشيوخ دين في الحوزات الايرانية، ولا بد للشيعة العرب ان يدركوا أن المدرسة المذهبية الايرانية لا تصلح لهم، ولا تنسجم مع مصالحهم، ولا مع طبيعة المجتمعات العربية، وان منظومتها العقائدية مرتبة لتخدم أولويات السياسة الايرانية. على مستوى المراجع الشيعية العربية، لماذا ضعف الصوت العربي، لصالح صوت المراجع ذات الصلة بايران؟ ولماذا تم اضعاف النجف لصالح قم؟ من البديهي ان يكون الصوت الايراني أقوى، فهو مدعوم بكل امكانات الدولة الايرانية، ومشروعها السياسي، وحجم اتباع المذهب فيها، بينما عاش شيعة العراق أوضاعا وظروفا بالغة القسوة، منذ عقود طويلة، وكذلك في لبنان الذي لم يعرف الامن والاستقرار، وعايشا الانقلابات والحروب الاهلية. كما ان عالمنا العربي افتقد قدرا من التسامح المعرفي والتعليمي، فلم تهتم الجامعات مثلا بتوطين وتدريس الفقة الشيعي، في كليات الشريعة كنمط اجتهادي اسلامي، ولو توافرت بيئة دراسية مثل ذلك، لكان لها اثرها الايجابي، فالاختلافات غير السياسية تبدو قليلة، ولكانت هذه الخطوة عنصر توازن وحصانة مضادة للمدرسة الفقهية الايرانية. ظاهرة محمد حسين فضل الله، محمد مهدي شمس الدين، الصرخي، المؤيد، الحسني، محمد باقر الحكيم، لماذا وجدت نفسها معزولة في سياق التأثير الايراني؟ منهجية هؤلاء المراجع لا تتناسب وطبيعة الفقه الايراني وابعاده واهدافه السياسية، كما ان الثورة الايرانية ايديولوجية متكاملة لا تقبل من يختلف معها، بل حتى من يتفق معها يجب ان يكون جزءا منها، فهي لا تحفل بأي اختلاف، ولا ترتاح لأي تنوع، وهي منحازة الى الحوزة الايرانية ومشروعها السياسي، وبهذا فهي تهيمن وتسيطر على الفقهاء من اتباعها، ولهذا السبب كان من المنطقي ان يحدث الاختلاف، وان يجد هؤلاء انفسهم معزولين في سياق التأثير الايراني، غير ان نفوذ السلطات الفقهية لا تستطيع التحكم بكل شيء، مهما كانت متنفذة. قلتم في مقالة لكم إن ايران خربت بيت الشيعة ودمرت مصالحهم، أين ترى مصالح الشيعة؟، وهل تتناقض الهوية الدينية مع الهوية العربية؟ لقد بدأ التشيع في القرن الهجري الاول وكما هو معروف، وكان التشيع حركة عربية في مجتمعات عربية في الجزيرة والعراق، وقد تحول لاسباب عديدة ذاتية وسياسية الى حركة مذهبية، ملاحقة وسرية أو معزولة كالعديد من المذاهب الدينية والسياسية في المجتمعات العربية والاسيوية، وحتى في اوروبا وأمريكا، وبعد ثورة 1979 في ايران، قدمت الثورة الايرانية نفسها كمدافع وممثل للشيعة ولمصالحهم، وأعطت لنفسها حق التدخل المذهبي والسياسي، اينما تواجد الشيعة، ومهما كانت درجة اندماجهم في مجتمعاتهم، ومهما كان حجم مصالحهم وهذه المجتمعات، وهي بالطبع مصالح ضخمة، في لبنان والعراق والخليج، ولولا التدخل الايراني والدعاية الايرانية، وتخويف المجتمعات العربية من التشيع السياسي، لما عانى الشيعة معظم هذا التوجس، ولان بعض القيادات الايرانية تفضل الخطابات السياسية المتشددة والمتطرفة، كما رأينا ذلك في لبنان والبحرين، وهم بالطبع لا يكترثون على الاطلاق بما يجري للشيعة، وامثال هؤلاء لم يكترثوا بمصالح الشعب الايراني اولا، فكيف يكون ذلك مع غيرهم. كنا نزور بيوت مراجع الشيعة في العراق ولبنان ولا نستشعر وجود اختلاف او خلاف وكانت هناك علاقات تواصل وصلة رحم، ما الذي جعل هذه العلاقة تتجزأ، من المسؤول ومن السبب؟ فقهاء الشيعة اليوم لا يملكون حرية التفكير والتحرك والبروز التي كانوا يملكونها في العهد الملكي سواء كان ذلك في العراق او ايران، وأفكارهم ومؤلفاتهم، وتوجهاتهم، واحيانا مدارسهم مُهددة ومرجعياتهم تتعرض للضغوط والمنع، وبخاصة ان عارضوا النسخة الرسمية من التفكير المذهبي. ولا تكمن المشكلة في ضغط الحكومة الايرانية فحسب، اذ ان المراجع الشيعية تعاني كذلك من ضغط وتهديدات الجمهور، والشرائح المتعصبة، او الاحزاب التي تتحرك بدعم من جماعات التشيع السياسي. هل بلاد الحضارات في وادي الرافدين وبلاد الشام ووادي النيل والجزيرة واليمن، حضارات لم تتقن فن الاجتماع، ام ان ما يجري من انهار دماء له اسبابه الخارجية؟ هذه البلاد مناطق حضارية وتجارب انسانية عريقة كما تعرفون، والكثير من المحللين والمستشرقين يبدي استغرابه من ان تكون منطقة العالم العربي والشرق الاوسط اكثر مناطق العالم معايشة للحضارات ومنذ الاف السنين، وأكثرها تجربة مع الحضارات الحديثة، وبخاصة الغربية منها، وان تكون للاسف اقلها قدرة على التعايش وانتشال نفسها والانتقال الى الاستقرار الحضاري والحسم الثقافي، وفي العقود الاخيرة وبعد الحرب العالمية الثانية، تعرضت البلدان العربية للاستعمار، وبعدها للقيادات العسكرية والدكتاتورية، وعاشت مرحلة من الاضطراب السياسي والقرارات الفردية، ومشكلة الاستبداد انها مدمرة للذات وللاوطان ايضا. أدوات التأثير الايرانية كيف استطاع التشيع السياسي وتيار حزب الله و«الثورة الإسلامية»، ان تختطف آراء وعواطف الشيعة في المنطقة الخليجية والعربية بهذه السهولة؟ لقد نجح تيار التشيع السياسي، نتيجة لعدة اسباب متفاونة، ففي لبنان ساهم تفكك المجتمع وطائفيته وانقسامه وصراعاته السياسية، التي لم تهدأ، وصمت اللبنانيين امام التدخلات الاخرى، في ان يحل الدين والطائفة والمذهب تدريجيا ومنها التشيع السياسي، كبديل عن الحكومة والدولة الوطنية وان يسلبها بعضا من ادواتها الشرعية. اما في العراق فقد قادت سياسة التشدد القومي، وبآليات تطبيقية منقوصة وفجة، لان لهذه الافكار ابعادا تنموية وديمقراطية وانسانية، لكن ما تم تطبيقه كان مختلفا تماما، فقد تمزقت هذه الدول والمجتمعات تحت ضغط الانقلابات والطموحات الشخصية واضعاف مكانة الدولة ومؤسساتها، ولهذا فشلت هذه الدول في بناء الدولة الحديثة، فقد اختزل شخص القائد كل شيء من الدستور والقانون والمؤسسات والدولة والعروبة. اما خليجيا فقد كان انعكاسا لما يجري في المنطقة من تجاذبات وتيارات وايديولوجيات انعكست على موقف التشيع السياسي، ففي فترة الثمانينيات ازدهر التيار الديني بشقيه السني والشيعي، على اثر فشل التجارب السياسية السابقة، الا أن هذه التيارات وصلت الى الصدام ولم تؤسس قيما للتعايش رغم توافر الارضية والامكانية، فالصراعات كانت سمة بارزة للتيارات الدينية، حتى الصراعات الداخلية. لماذا لم نر قيادات ومراجع شيعية عربية تنتقد وتعترض على السياسة الايرانية في المنطقة وبعدها الطائفي، بدلا من الانضواء تحت التوجهات الطائفية الايرانية خدمة لمصالحها القومية؟ هذا السؤال في صميم اهتماماتي، وما انادي به، واتمنى ان يطرح هذا السؤال على الباحثين والاكاديميين في العلوم السياسية، والمحامين والوزراء السابقين من الشيعة، واعضاء المجالس التمثيلية وكذلك النخب الشعبية، وليس مهما ان يقولوا ما يرضي هذا الطرف او ذاك، بل انما المطلوب منهم ان يشرحوا لنا وجهة نظرهم ويتحملون مسئولية الكلمة والموقف، واني لا أزال اتساءل معك: لماذا لم نسمع اصواتهم في لبنان والعراق ودول الخليج؟ لا بد ان يناقشوا الموقف الايراني في كل من العراق وسوريا ولبنان، وحق ايران في أن تؤسس حزبا مسلحا في لبنان، دون ان تتمكن الحكومة اللبنانية من أن تفعل شيئا، ما رأي المحامين العرب شيعة وسنة بهذه الظاهرة؟ اذا كانت إيران قد اسست حزب الله في لبنان لمجابهة اسرائيل فلماذا تم اجبار هذا الحزب على العمل كأداة عسكرية إيرانية في سورية ضد مصالح الشعبين السوري واللبناني؟ هذا السؤال اوجهه بدوري الى ضمير النخبة الشيعية العربية، وفي ذات الوقت نفسه اتساءل كيف ضحت ايران بحزب الله بهذه السهولة، بعدما نجح الحزب في تحقيق الشعبية في الوسط السني والشيعي معا، لماذا يستخدم هذا الحزب لخدمة السياسة الايرانية؟ ولماذا لا يعترض قواعد هذا الحزب على سياساته (الطائفية)؟. قدم الشيعة انفسهم عبر الاجيال كأقلية محاصرة مسلوبة الحقوق، وكممثلين للمظلومين وانصار لكل قضية عادلة، لكنهم توقفوا عند نقد التدخل الايراني، ودموية الاسد، وطائفية حزب الله، ترى ما السبب؟ هذا السؤال يمس بشكل جذري الضمير الشيعي، وبشكل مؤلم، كيف يمكن لايران ان تسلك هذه السياسة وان تغلق في الوقت ذاته عيون سائر الشيعة، وكيف يمكن لكل الطائفة ان تتجاوز وتتجاهل هذه الكوارث الدامية في المدن السورية وفي المخيمات، وتغمض عينيها عن اصرار النظام السوري على البقاء رغم ارادة الشعب، لا بل مدعوما بالامكانات الايرانية، لقد ورطت ايران الشيعة في موقف صادم لكل التراث المذهبي، موقف جعل حديث الشيعة عن المظلومية في وضع صعب الدفاع عنه و الفهم. تدعم ايران احزاب وميليشيات مسلحة في الدول العربية، لماذا برأيك لا يسمحون بتأسيس حزب مسلح لأهل السنة في ايران؟ للأسف لا أحد يرغب في الاقتراب من الاسئلة الصعبة وذات الحساسية، ولهذا ندعو الباحثين لطرح مثل هذه الاسئلة والتصدي لها بالدراسة والتحليل ومعرفة اسباب عدم التطرق لها من قبل رجال الدين ومن قبل جماعات التشيع السياسي لم أسمع جواباً حتى الآن. الشباب الشيعي لماذا يرغب البعض ممن هم محسوبون على ايران وتياراتها في المنطقة، التأثير والاستحواذ على الشباب الشيعي، ومحاصرتهم، ومنعهم من الالتقاء في الاطار الوطني الا ممثلين لطائفة؟ لقد جرى وللأسف الشديد تسييس واسع النطاق للدين والمذهب والطائفة والقبيلة، وحتى للمجموعات الحضرية، والشباب هم وقود هذا التسييس، والهدف من ذلك، تكوين الجماعات وتقوية النفوذ، واستعراض القوة والهيمنة، واستمرار المصالح الشخصية، والنتيجة هو تفتيت النظرة الناضجة للمسئولية الوطنية، والصعود الكبير للجماعات الدينية والطائفية. وعلينا الا ننسى في هذا الصدد كذلك أن محرماتنا الثقافية عديدة، والحق معدوم في مناقشة جوانب عديدة في القضايا التاريخية والمذهبية، ومن هنا يصعب تطوير العقلية الجماعية والوعي العام، وبالتالي يتم توارث المخاوف، والمواقف من كل جماعة ومذهب. هناك انتقادات شبابية في الوسط الشيعي ترفض ولاية الفقيه وترفض سطوة المرجعية، وتطالب بمراجعات شيعية، وبعضها طالب بنظام مؤسسي يوضح آليات صرف الخمس داخل الاطار الوطني، بدلا من ذهابه او استثماره لصالح ايران؟ هناك انتقادات واضحة وفعلية لولاية الفقيه في الوسط الشيعي، ولكن هناك انتقادات مهينة وجارحة للشيعة تجعل البعض غير قادر للقيام بمراجعات داخلية، هناك انتقادات وحملات تكفير، وهناك نشرات وكتب واعلام تعمل على تشويه السمعة من جانب، ويدفع باتجاه صعود القوى المتطرفة، وهناك أيضا بالمقابل قنوات اعلامية مزعجة للسنة تضعف من مساحة الحوار والتفاهم، وهناك مستفيدون من هذا الاختلاف ويوظفونه لصالحهم. لكن ما نعول عليه دائما هم القوة الحية في المجتمعات، وهي النخبة الواعية والمدركة اكثر من غيرها لمخاطر الطائفية والتشهير، وهي وحدها القادرة على الادلاء بآراء موزونة ومحايدة، وهي مطالبة بأن يكون لها دورها في نقد هذه الاخطاء والمخاطر التي تقوم بها وسائل الاعلام الطائفية المحرضة، وهناك انتقادات وأوصاف تطلق يجب أن يرتقي الاعلام عن استخدامها، كما ان على النخبة القائدة الا تدفعها مصالحها الشخصية لقيادة الفعل الطائفي سواء كان ذلك من السنة او الشيعة لان هذا يؤكد على سقوط اخلاقي وثقافي كبير. الازمات الاخيرة أتاحت للبعض ان يرفع من وتيرة الخطاب الطائفي، وهذا لا يخدم امننا واستقرارنا، والامم الحية هي التي تتجاوز ازماتها ومشكلاتها، وتبني قواعد راسخة للتوافق والتسامح، وهذا هو دور رجال الدين المتنورين والمثقفين الحقيقيين، ولذا يجب عدم ترك الامور للطائفيين، فهم وحدهم قادرون على تدمير أي مجتمع يرنو الى العصرنة والتطور. الحماسة وإلهاب مشاعر الشباب والثقافة الثورية، ودعم المقاومة وحماس وتنظيم القاعدة والمستضعفين في الارض، وبالمحصلة ايران لا تدعم الا من يخدم مصالحها القومية، ترى لماذا يقبل الشباب الشيعي ان يصبح اداة بيد ايران؟ من الخطأ ان يقبل الشباب العربي الشيعي ان يكون أداة، وان يوافق على ان تلغى هويته الوطنية والعربية، وان يصبح أداة لخدمة السياسة الايرانية في المنطقة، وان يكون جزءا من مشروعها وتطلعاتها، وأفكارها ورؤيتها الثورية، وقد رأينا مثل هذا الانسياق للأسف في لبنان والبحرين واليمن، لا يمكن لأي طائفة أو عرق ان تحل مشكلاته السياسية بالثورة والعنف والشعارات المتطرفة، وقد رأينا كيف كانت طبيعة التعاون بين الشباب العربي السني والشيعي في الحركة الاصلاحية بالبحرين قبل دخول الجماعات والشعارات الثورية الايرانية التي حطمت في النهاية الاعتدال ونشرت المخاوف بين السنة وأدت الى انقسام المجتمع. الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، الشيطان الاكبر والشيطان الاصغر، وبالمحصلة نجد ان هناك تعاونا وثيقا بين طهران وتل ابيب، واتفاقا بينها وامريكا، كيف تكون ثورة واسلامية بهذه المعايير؟ أضيف ايضا: ما علاقة العالم العربي ودول الخليج، بمثل هذه الشعارات والمناورات السياسية، فمن الخطأ اساسا ومن ناحية اعلامية، استخدام كلمة (الموت) و(الابادة) و(السحق) حتى وان كانت هذه الكلمات موجهة باتجاه امريكا واسرائيل، ان استخدام هذه الكلمات هو توظيف سياسي خاطئ، وهي خدمة مجانية لاسرائيل، فطالما هناك مجتمع فلسطيني وقيادة فلسطينية وتنظيمات فلسطينية، فهم الاكثر ادراكا لمعرفة طبيعة المواجهة والاساليب الممكنة، مضافا اليها الدعم العربي، والدولي لحقوقهم العادلة، واليمن والعراق ولبنان بحاجة للدعم الدولي السياسي والعسكري، ولهذا ما فائد هذه الكلمات والتهديدات الاستهلاكية، والجميع يتمنى ان تترك ايران ومن معها هذه المواقف المزايدة، وان تعطي ايران اولوية للامن والتنمية والاستقرار في المنطقة. هل الشيعي العربي لا يمكن ان يكون مسلما ووطنيا ما لم يكن هواه طائفيا او ايرانيا، هكذا يتم التعامل مع البعض؟، وهل كل شيعي بالضرورة يجب ان يكون على توافق مع ايران؟ الآلة الاعلامية الطائفية قوية جدا، وتأثيرها واضح، ومنذ العام 1979 وهي تتلقى الدعم والرعاية، والاستفادة من الصراعات العربية الايرانية للتدخل، وكذلك من الخلافات العربية العربية، وعلينا أن نتنبه لأنفسنا ومصالحنا ومستقبلنا، فعدا الطائفية هناك مشكلات عديدة نواجهها، ويجب تعزيز قيم الحوار بين السنة والشيعة، كي لا يتم اجتذاب الشعارات الطائفية الايرانية الى المنطقة والى الشيعة العرب، والكثير من الشباب العربي اليوم اكتشف خديعة الشعارات الثورية الايرانية، فايران ما زالت تعيش حالة تناقض بين قيم الثورة وقيم الدولة، والثورة الايرانية اختطفت من قبل ولاية الفقيه، وكثير من اهدافهم الوطنية ضاعت خلال العقود الثلاثة الماضية. ما يجري في العراق وسوريا واليمن ما المصالح الفارسية وهل تمثلها القيادة والايديولوجيا السائدة في ايران منذ عام 1979، والتي اخرت ايران تنمويا ما عدا الجوانب العسكرية؟ الاعلام العربي يهاجم دائما الفرس، وهذا باعتقادي يشبه التهجم علينا كعرب، وعلينا ان نتذكر ان الفرس كالعرب والاتراك، وكغيرهم من المجموعات البشرية والقومية وتضم المسلمين والمسيحيين، وهناك الى جانب الشيعة الفرس ايضا سنة فرس، والاكراد والبلوش والاذريون، فليس كل الفرس شيعة، ولا كل الشيعة فرسا، ولقد حققت السياسة الايرانية وكما لا يخفى عليكم انتصارات في عدة دول عربية ولكنها في الغالب انتصارات خاوية وخالية من اي مضمون حقيقي، الى جانب انها دمرت مصالح الشيعة انفسهم في لبنان والعراق وسوريا واليمن، فلا يستطيع اي مجتمع ان يعيش في اوضاع كئيبة كهذه، ولا يستطيع الشيعة ان يعتبروا ما جرى في هذه الدول انتصارا او مكاسب، ولكن الدعاية السياسية هي التي تطغى للاسف. بعد وفاة حافظ الاسد، وتعديل الدستور ليصبح بشار رئيسا، كان السوريون يتوقعون اصلاحات تبعدهم عن النظام البوليسي، لكنهم وجدوا انفسهم يغرقون في الصراع الطائفي باقتراب نظامهم من ايران، ترى ما السبب في ذلك؟ التدخل الايراني في سوريا جريمة، بحق الشعب السوري، رجالا ونساء، ولكن هناك مشاكل داخل المقاومة السورية ايضا، وهناك تعصب ديني افرز كل هذه الاحزاب المسماة الاسلامية، مثل النصرة وداعش وغيرهما، وهناك ربما احساس ايراني سوري بوجود تهديد امريكي لوجودهما، واما بخصوص فشل الاصلاحات في سوريا بعد حافظ الاسد، فسببه ان ميزان القوى الداخلي لم يكن يميل لصالح حركة التغيير، كما انه لا يمكن القول ان كل السنة في سوريا ضد بشار الاسد، لكن على العموم الوضع في سوريا مفجع. الان هناك تخوف وهواجس لدى النظام السوري، بأن ايران تتراجع عن دعمه، ولم تعد متمسكة به، لكنها تنشئ تنظيما وجيشا طائفيا على حسابه، هل هذا جزء من استراتيجية ايران في المنطقة؟ لست متابعا، ولكن اذا كان هناك تراجع حقيقي، فانه يعود اولا الى ان انتصارات ايران في هذه الدول ليس لها معنى، وايضا بسبب طول الازمة، وبسبب الحصار الاقتصادي على ايران، وتراجع اسعار النفط، وقد يكون له علاقة بالملف النووي الايراني، وعلاقة طهران مع الغرب وامريكا، وايضا المشكلات في العراق، ومؤخرا في ايران في همادان. طرحت المبادرة الخليجية كمظلة للحوار في اليمن، ساهمت في ابعاد علي صالح، وبدأت الحوارات، لكن الحوثيين وبدعم ايراني انقلبوا على المبادرة والحوار والسلطة، واصبح الهوى الطائفي والايراني واضحا، هل تاجر الحوثي بمستقبل الزيدية في اليمن بجعلهم اداة لايران؟ في الغالب تفكر هذه الجماعات بطريقة تبدو واحدة وتقليدية، ولهذا كانت القوى الثورية في ايران وتحديدا الحرس الثوري، والتشدد الديني ترى بامكانية تكرار تجربة حزب الله، تكرارها في كل مكان بغض النظر عن طبيعته، وبخاصة اذا كان في هذا المكان جموع من الشيعة، ممن يمكن اقناعهم واستخدامهم لتحقيق نفس الهدف، ومنهم بالطبع الحوثيون، ونحن نعلم ان مصالح اليمنيين لا يفهمها سوى اليمنيين انفسهم، ولا تملك اليمن هامشا للمناورة واللعب بالوقت، وكيف لليمن ان يتطور ويستقر إن كانت علاقته مع اكبر دولة عربية وهى المملكة العربية السعودية بهذا الشكل المتدهور. ما زالت ايران تدفع بالحوثي لعدم الموافقة على قرارات الامم المتحدة لغايات واجندة ايرانية ومصالح ايرانية، هل الشيعة بهذا المبدأ ادوات لتنفيذ هذه المصالح؟ قد تدفع السياسة الايرانية للأسف الشيعة في اكثر من بلد الى المجهول، لان ايران تعمل على تحقيق مصالحها واهدافها اولا، ولهذا فاننا نتمنى ان يكون للشيعة قرارهم وإرادتهم المنفصلة والمستقلة عن ايران، لان هذا الارتباط من شأنه ان يهدد مصالحهم ويجعلهم كبش فداء، ولهذا اطالب الشيعة بان تكون اولوياتهم لما ينفعهم، وان يبتعد تحركهم عن السياسات التي ليس لها من حصاد سوى الخراب والدمار.
مشاركة :