عند المرور هذه الأيام بالمنطقة المحيطة بالقنصلية اليمنية العامة بجدة لا تكاد العين تخطئ الفرحة ولا الابتسامة العريضة التي تبدو على محيا اليمنيين ابتهاجًا بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتصحيح أوضاع المقيمين اليمنيين في المملكة بطريقة غير نظامية. وأمضى عبده أحمد حسن شهره الثامن وهو يقيم في المملكة بطريقة غير نظامية وحدثته نفسه بالعودة إلى بلاده منذ شهرين بعد أن باءت محاولاته بالفشل في الحصول على عمل مناسب واستخراج إقامة نظامية، ولكن خبر تصحيح الوضع جعله يغير حساباته تمامًا، -كما يقول- فقد أضحى بمقدوره اليوم العمل بطريقة نظامية ليقوم بعدها برفع يديه متوجهًا بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الذي فرّج بقراره هذا عن آلاف اليمنيين الذين قدموا للمملكة لكسب العيش ولم يكن باستطاعتهم الإقامة بطريقة مشروعة. طوابير طويلة على امتداد البصر وشمس ساطعة وبالرغم من ذلك ما زالوا ينتظرون من أجل تصحيح وضعهم، وكان قاسم فوزي من محافظة إب يستظل بقطعة من كرتون وباليد الأخرى يحمل أوراقه والتي جهزها في ملف شأنه شأن باقي اليمنيين الذين ينتظرون الإذن لهم بالدخول للقنصلية. وفي إحدى الزوايا بجانب القنصلية شد الانتباه مشهد يمنيين وهم يهاتفون ذويهم بالجوال ليبشروهم بالقرار، ويقول أحمد خالد ناجي وهو من محافظة ذمار: قرار خادم الحرمين الشريفين بتصحيح وضعنا أدخل البهجة والسرور ليس في نفوسنا فحسب، فهذا طبيعي لكن الفرحة امتدت للقرى والأرياف في بلادنا وبيوتنا، وكيف لا تصلها وخادم الحرمين أسدى لنا هذه المكرمة وفرج عنا كربة. نسأل الله أن يفرج عنه في الدنيا والآخرة. ويضيف: في عهد سلمان الخير نحن في وطننا الثاني، ونسأل الله أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها وقيادتها، مشيرًا إلى أن هذا القرار يمثل خطوة إيجابية نحو الطريق الصحيح وجزءًا من حملة الأمل التي تبنتها المملكة لإعادة البناء والأعمار في اليمن وتثبت للعالم حرص خادم الحرمين الشريفين على أوضاع اليمن وشعبه. أما سالم أحمد فهو من محافظة البيضاء وظهرت علامات البهجة على محياه حينما اقترب موعد دخوله للقنصلية فيما بدا النموذج الخاص بتصحيح وضع المقيمين اليمنيين بطريقة غير مشروعة مكتمل البيانات وفي أعلاه صورة شخصية له، وقال: «بات بإمكاني اليوم الإقامة والعمل في المملكة بطريقة رسمية، ولن ننسى هذا الجميل للمملكة أبد الدهر فقد احتضنتنا ووفرت لنا حياة كريمة وسنرد لها هذا الجميل ولو بأرواحنا لو تتطلب الأمر ذلك.
مشاركة :