لقي 17 طفلاً مصرعهم في غارات جوية شنتها قوات النظام السوري استهدفت بلدات عدة في ريف حلب الجنوبي شمالي سوريا. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس أنه تمكن من توثيق مقتل 39 مدنيًا على الأقل بينهم 17 طفلاً وثلاث نساء في مجازر نفذتها طائرات ومروحيات النظام التي قصفت بالصواريخ والبراميل المتفجرة مناطق في قريتي خلصة والعيس وبلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي، مبينًا أن من بين الضحايا الأطفال ثمانية أشقاء وشقيقان من عائلة أخرى. وأوضح أن القصف الجوي أدى إلى إصابة عشرات المدنيين بجروح، بعضهم في حالة خطرة. من جهة أخرى، اقترب تنظيم داعش أمس من مدينة تدمر الاثرية الواقعة في وسط سوريا في ظل استمرار المعارك العنيفة بينه وبين قوات النظام في المنطقة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ولجأت الى تدمر 1800 عائلة خلال الساعات الماضية، بحسب مصدر رسمي سوري، هرباً من المعارك التي تسببت بمقتل اكثر من 110 مقاتلين من الطرفين، بحسب المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "باتت تدمر مهددة من مقاتلي التنظيم الذين اصبحوا على بعد كيلومترين من المدينة الواقعة في محافظة حمص"، مشيراً الى ان "الاشتباكات تدور حالياً في محيط تدمر من الجهة الشرقية". واندلعت المعارك في المنطقة بين الجانبين ليل امس الأول، وتمكن مقاتلو التنظيم من السيطرة على بلدة السخنة التي تقع على طريق سريع يربط محافظة دير الزور (شرق)، أحد معاقل تنظيم داعش، بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام. ونشر التنظيم صورا تظهر مقاتلين منه في مواقع عسكرية قال انها كانت لقوات النظام. كما نشر صورا اخرى لاسلحة وذخائر وقذائف موضبة في صناديق قال انها "غنائم" حصل مقاتلوه عليها بعد سيطرتهم على الحواجز العسكرية. وتعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في العام 2006، ابرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب (شمال). وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبدالكريم ردا على سؤال في اتصال هاتفي "انها اللحظة الاصعب بالنسبة الي منذ اربعة اعوام. اذا دخل تنظيم داعش الى تدمر فهذا يعني دمارها. اذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية". واضاف "سيكون ذلك تكرارا للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل"، في اشارة الى المواقع والآثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في شهري فبراير ومارس الماضيين. وتعرض اكثر من 300 موقع ذي قيمة انسانية للدمار والضرر والنهب خلال اربع سنوات من النزاع السوري وفق ما اعلنت الامم المتحدة بناء على صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية.
مشاركة :