نوه د. محمد بن عمر بادحدح الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي، برعاية خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - لافتتاح مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة، وهو ما يؤكد حرصه رعاه الله على تأصيل وتنظيم العمل الانساني الذي تقوم به مملكة الانسانية. مشيراً إلى العمل الخيري الذي تقوم به بلادنا تجاه الأشقاء والانسان المحتاج على وجه الأرض، منذ التأسيس، حيث أوصى به المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - أبناءه، وتسير عليه القيادة في بلادنا.. وأشار بادحدح إلى حملة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يرحمه الله- التي انطلقت في صنعاء لإغاثة الشعب اليمني، وتقضي بتوزيع (45) ألف سلة غذائية شهرياً على مدار العام، ويتم تنفيذها عن طريق كبرى المؤسسات الخيرية العالمية، ومنها الندوة العالمية للشباب الإسلامي. واستمرار النهج بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –أيَّده الله- بمواصلة عملية إغاثة اليمن وإطلاق حملة "إعادة الأمل"، حيث تهدف هذه التوجهات الإنسانية للمملكة العربية السعودية إلى مساعدة الفئات الأكثر تضرراً من الأزمة الطويلة التي مرت بها اليمن. وقال في حديثه ل "الرياض": إنَّ تكليف الندوة في الاعمال الخيرية تشريف وثقة كبيرة من ولاة الأمر يحفظهم الله. لمحة عن الحملة قال الدكتور محمد بادحدح في بداية حديثه، إن هذه الحملة هي مبادرة كريمة من حكومة المملكة العربية السعودية، وذلك بعنوان "حملة خادم الحرمين الشريفين للإغاثة العاجلة"، وبدأت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يرحمه الله -، واستُكملت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيَّده الله -، عن طريق حملة "إعادة الأمل"، التي أعلن عنها –حفظه الله- عقب الانتهاء من عاصفة الحزم، وتهدف هذه المبادرات الإنسانية إلى مساعدة الفقراء والفئات الأكثر تضرراً من الأزمة الطويلة التي مرت بها اليمن، وذلك من خلال السلال الغذائية، التي تبلغ (45) ألف سلة غذائية شهرياً على مدار العام. الحملة الخيرية تستهدف كل محافظات اليمن.. والندوة تغطي إقليم الجند ورأت المملكة أن تُكلّف بعض المنظمات الخيرية العالمية العاملة، لما لها من خبرة وحضور في الساحة اليمنية والعالمية، وذلك تحت إشراف ورعاية سفارة المملكة في صنعاء، حيث تمَّ اختيار ثلاث مؤسسات خيرية عالمية، وهي "الندوة العالمية للشباب الإسلامي" و"هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية"، و"الإغاثة الإسلامية عبر العالم"، والأولى والثانية مقرهما المملكة العربية السعودية، أمَّا الثالثة فمقرها بريطانيا. المساعدات لليمن تستهدف الحملة كل ربوع اليمن في جميع المحافظات، وقد تمَّ تكليف كل هيئة بمناطق معينة، وتمَّ التوافق على ستة أقاليم في التقسيم الأخير لليمن، وكُلِّفت كل منظمة بإقليمين، وكان نصيب الندوة أن تكون في إقليم الجند، وهو يضم مدنا عدَّة، مثل: تعز وإب وغيرها، وهذا الإقليم كثيف السكان، وربَّما كان الأكثر كثافة، أمَّا الإقليم الآخر فهو إقليم الحديدة وما يتبعها، ويُعدُّ هذا الإقليم الأكثر فقراً في اليمن، والحقيقة أنَّهما إقليمان يستدعيان عملاً كبيراً ومجهداً من أجل تغطية أكبر عدد من الفقراء، وقد وزَّعنا حتى الآن (50) ألف سلة غذائية خلال الأشهر الأربعة الماضية، إذ استفاد منها أكثر من (250) ألف يمني محتاج، وفي المجال الطبي وزَّعنا عددا ضخما من الأدوية والمستلزمات الطبية. وذكر أن المواد الغذائية الرئيسة المقدمة هي من المحببة والمقبولة من الشعب اليمني، فهناك (10) كجم من الأرز في كل سلة، وكيس به (10) كجم سكر، وكيس به (20) كجم طحين، وجالون زيت سعة لترين، ومواد غذائية متنوعة، كالمكرونة والصلصة وغيرها من الأشياء التي تستخدم في الطبخ، وقيمة السلة الواحدة تصل إلى حوالي (100) دولار تقريباً، وقد تعاقدت الندوة العالمية مع تجار ورجال أعمال محليين هنا في المملكة وفي اليمن لتوفير هذه السلة بهذه المواصفات. دعم ثابت وأضاف بادحدح: ان حكومة المملكة تُقدِّم دعما سنويّا ثابتا للندوة كمؤسسة، إلاَّ أنَّ الحكومة تستعين في كثير من الأحيان بالهلال الأحمر السعودي كذراع أساسي في تنفيذ المعونات الإغاثية أو المنظمات الدولية العاملة في مجال تخصصها، كمنظمة الصحة العالمية أو برنامج الغذاء العالمي أو اليونيسيف للأطفال وغيرها، لكن يتم بعض التعاون مع السفارات حينما يكون لديها مواد عينية، فيتسلمها مكتب الندوة ويتولى عملية توزيعها، وقد حدث ذلك مراراً مع بعض السفارات، لكنَّها المرة الأولى في حملة بهذا الوزن وهذا الحجم في اليمن. وهيئة الإغاثة العالمية الإسلامية مثلها في ذلك مثل الندوة العالمية تعمل في القارات الست، وربّما هي تركز في جانب الإغاثة فقط، وهي موجودة في الكوارث والأزمات، سواء كانت من صنع البشر أو الكوارث الطبيعية. التعاون لخدات منظمة أكد بادحدح إلى التعاون مع كل الهيئات ذات العلاقة.. فهناك تنسيق مع الإغاثة الإسلامية، وصار لنا لقاءات هنا، ولقاءات مع السفير بحضور ممثليّ الإغاثة في العالم، وصار التنسيق والتفاهم والتعاون وتبادل الخبرات، وعرضنا عليهم السلة النموذجية التي رتبناها ليتعرفوا على محتواها، وقدّمنا عن طريق مكتبنا في صنعاء الدعم اللوجستي لإخواننا في هيئة الإغاثة، ليكون في خدمتهم وتحت تصرفهم ويساعدهم في تنفيذ الحملة. إشراك جمعيات محلية في اليمن وعن إشراك جمعيات محلية في اليمن، قال: تعاملنا مع الكثير منها، وذلك لهدفين، الأول هو: الاستعانة والاستفادة منهم، والهدف الآخر هو: مساعدة هذه الجمعيات والالتقاء بها ودعمها من خلال الشراكة في برامج كبيرة كهذا البرنامج، إلى جانب إشراكهم معنا في آليات التنفيذ والسياسات والآليات المتفق عليها للارتقاء بمستوى عملهم، وربَّما يكون لنا في المستقبل بعض الدورات التأهيلية لمنسوبي هذه الجمعيات، ووضعت الندوة دليلا كاملا شاملا لكل سياسات العمل في هذه الحملة، وسيُقدَّم هذا الدليل لسعادة السفير للاطلاع عليه وإبداء أيّ ملاحظات أو توجيهات، حتى يصير العمل وفق آليات مكتوبة تضمن جودة العمل والوضوح والشفافية والتزام المصداقية. حصر المستفيدين عمل مكتب الندوة في عدَّة محاور، الأول: محور الشركاء المحليين، فمكتبنا يعمل منذ (18) سنة في اليمن، ولديه شركاء محليون من المؤسسات الخيرية وشخصيات اعتبارية كثيرة في كل محافظات اليمن، حيث تواصل معهم وأشعرهم بالبرنامج، وقد طُلب منهم تقديم ما يمكن أن يساعدوا به في عملية التنفيذ، أمَّا المحور الثاني فسبق هذا الأمر، وهو وضع دليل بالإجراءات والسياسات الخاصة بتنفيذ حملة خادم الحرمين، وتمَّ الانتهاء منه ومراجعته في مكتب اليمن ومقرنا في جدة، وقُدِّم بعدها للسفارة للاطلاع عليه. وبالنسبة للمحور الثالث فهو توفير المواد الغذائية وترتيباتها، وتمَّ من خلال رجال الأعمال والتجار الذين سيوفرون الوجبة وترتيب وتصميم العبوة التي توضع فيها المواد الغذائية، حيث كُلِّفت إحدى شركات الطباعة والكرتون في اليمن بإنتاج كميات كبيرة من العبوة الخاصة بها، بحيث تُعطى العبوة للتاجر الذي تمَّ التعاقد معه، وقد تمَّ توحيدها في كل المراحل والمناطق، أمَّا المحور الرابع فهو محاولة حصر المستفيدين من الأسر والعائلات من خلال الشركاء المحليين والشخصيات الاعتبارية والمؤسسات الرسمية، كوزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها. تدشين الحملة وقال الدكتور بادحدح: هدفت رحلتي إلى اليمن قبل اشتداد الأزمة لحضور حفل تدشين الحملة مع لفيف من الوزراء اليمنيين وسفراء السلك الدبلوماسي، وكان الحفل برعاية رئيس الوزراء اليمني، وبمشاركة وزير التعاون والتخطيط الدولي المعني بعملية الإغاثة، كما زرت بعض الشخصيات ذات الثقل في العمل الخيري، كالأستاذ إحسان طيب -الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية المكلف-، وقد نُظِّم له لقاء مع منسوبي مكتب الندوة العالمية في صنعاء واستمع الجميع لنصائحه بحكم خبرته الطويلة في العمل الخيري والاغاثي، وتبادلنا الخبرات ونسقنا للعمل سوياً مع الإغاثة الإسلامية عبر العالم، ودعينا من قبل السفير السعودي مع عدد من المسؤولين اليمنيين ورجال الأعمال والسفراء. كما زرت بعض المشروعات التي تخص الندوة كشبكة "وامي" للتدريب والتنمية، التي نجحت وأثبتت وجودها ودربت أكثر من (20) ألف متدرب من الشباب والشابات، وزرت كذلك مركزا خاصا برعاية الأيتام تابعا للندوة في صنعاء، وتعرفت على نشاطاته والجديد فيه وما ينفذه حالياً من أعمال، كما زرت بعض الشركاء المحليين في العاصمة من الجمعيات والمؤسسات الخيرية الأهلية، وزرت أيضاً جمعية الكفيفات، إذ أنَّ المبنى الذي يقطنون فيه أصابته بعض الأضرار ويحتاج لبعض الترميمات ودعم بعض البرامج، ويسكن في الجمعية حوالي (70) فتاة من الكفيفات الدارسات اللاتي جئن من بلدان بعيدة وترعاهن الجمعية. ممرات آمنة من المعروف أنَّ العمل الإغاثي ينقطع ويُعطَّل في ظل الحروب، خاصةً من قبل الجهات المعتدية، وهو ما فعلته ميلشيات الحوثي، حيث أعاقوا عمليات الإسعاف وقنصوا العاملين في الإغاثة، حتى يُدخلوا الناس في حالة من الضيق تجعلهم يقبلون بالأمر الواقع، لكن سرعة وانجاز عاصفة الحزم والإعلان مباشرة عن حملة عودة الأمل فتحت الباب أمام استئناف عملية الإغاثة مرةً أخرى، كما أنَّها سهَّلت وصول المساعدات لمستحقيها، وقد التزمت عاصفة الحزم بتأمين ممرات آمنه للمساعدات الإنسانية.
مشاركة :