أبوظبي: «الخليج» افتتح محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، الدورة الحادية عشرة من معرض «فن أبوظبي» في منارة السعديات. شهد الافتتاح زكي أنور نسيبة وزير دولة، ومحمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وسيف سعيد غباش، وكيل الدائرة، ومبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخ سالم القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون في الوزارة. ويستمر المعرض حتى الغد، وتشارك فيه 50 صالة عرض رائدة من 21 مدينة من مختلف أرجاء العالم، إلى جانب الأنشطة القائمة والجديدة في برنامج المعرض التفاعلي. يتضمن المعرض سلسلةً من الحوارات الثقافية التي تتناول موضوعات ذات أهمية على الساحة العالمية، مثل دور الفن في الهوية الثقافية ومنظور الأجيال الفنية الجديدة وغيرها. كما يتخلل المعرض برنامج يومي من العروض وورش العمل والدورات التدريبية التي تتيح للزوار التفاعل مع الفنانين المشاركين والتعرف عن كثب بتجاربهم. وحظيت نسخة هذا العام من المعرض المشارك في «فن أبوظبي»، بعنوان «بوابة» بمساهمة من متحف العين، تتمثل في إعارة عدد من القطع الأثرية التي تشكل جزءاً أساسياً من المعرض. ويسلط البرنامج السنوي «آفاق.. تكليف الفنانين» الضوء على مجموعة من المنحوتات والأعمال التركيبية الضخمة التي سيتم عرضها في مختلف أنحاء الإمارة. تراث كلاسيكي من جانب آخر تشارك وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في «فن أبوظبي» بمعرض «منحة البردة»، ويحتفي المعرض بالفنون الإسلامية المعاصرة عبر أعمال 10 فنانين تم اختيارهم ضمن الدفعة الأولى لمنحة البردة وهم: الجود لوتاه، وابتسام عبدالعزيز، وخالد البنا، وعمار العطار من الإمارات، بالإضافة إلى الفنانين السعوديين دانة عورتاني، وناصر السالم، والفنانة الباكستانية عائشة خالد، والجزائرية زليخة بوعبدالله، والروسية فاطمة أزدينوفا وستانلي سو من هونج كونج، ويشرف على تنسيق المعرض، سام بردويل وتيل فيلراث. وقال الشيخ سالم القاسمي: «سرعان ما توسعت مبادرة البردة منذ إطلاقها، وتعدّ اليوم منصة رئيسية للاحتفاء بالفنون والتراث الإسلامي التقليدي والكلاسيكي والمعاصر، لقد بدأت مسيرة البردة بجائزة عام 2004 تكرّم الشعراء الدوليين والاختصاصيين بفنّ الخط والفنون الجميلة الذين يتقنون الفنّ الإسلامي. وأطلقنا عام 2018 مهرجان البردة حيث لمسنا حاجة إلى التمويل في مجال التصميم والفن الإسلامي المعاصر، ونتيجة لهذا الأمر، تمّ إطلاق منحة البردة». استوحى العمل الفني «فلك» للفنانة الجود لوتاه من آية قرآنية، وتم تنفيذه على جلد الجمل تذكيراً بتراث الفنانة الإماراتي. وتتشكل بنية العمل الفني الذي قدمته عائشة خالد بعنوان «حديقة الحب» ككل من خلال الأشكال الهندسية والزركشة المعروفة لكسوة الكعبة المشرفة. ويقدم الفنان عمار العطار عمل «المالد»، يحتفي فيه بيوم المولد النبوي الشريف عبر تقنية الواقع الافتراضي. «تعال ودعني أداوي جروحك وأشفي عظامك المكسورة فيما نقف هنا في حداد» اسم العمل الفني الذي قدمته دانة عورتاني حيث يناقش هذا العمل موضوعين أساسيين: الاستدامة والدمار الثقافي. وتهدف ابتسام عبدالعزيز في عملها «الوهم البؤري» إلى التفاعل مع الجمهور من خلال دعوته إلى الاقتراب نحو العمل واستكشافه من كل جانب، وبهذا يتاح له تقديم وجهات نظر بديلة بصرياً ومفهومياً. تعرض فاطمة أزدينوفا عملاً مختلط الوسائط بعنوان (الحياة لا تعيشها سوى مرتين)، يعبر عما دفعها إلى البحث عن جواب للسؤال الآتي: إلى أين ينتقل البشر بعد الموت وقبل البعث في الإسلام؟ الجواب هو البرزخ، وهو مكان بين الاثنين للتأمل والتفكير في الذات. ويستخدم الفنان خالد البنا في عمله ديناميكية المنسوجات لمعالجة كيفية تغير التقاليد بمرور الوقت في هذا العصر الذي يتطور بسرعة، ويتسم بالاستهلاكية. وتتميز هذه المنسوجات النابضة بالحياة، والتي حصل عليها من جنوب آسيا بالتطريز والكريستالات والخرز والمرايا وترتديها النساء في المناسبات التقليدية الخاصة. ويجمع عمل «التحول» لستانلي سو بين الثقافات وتقريب الشعوب والحضارات من بعضها من خلال شكل من أشكال الفنّ. فقد ابتكرت الفنانة نموذجاً هندسياً إسلامياً استوحت ألوانه من جمالية الرسم الصيني بالحبر الذي يعود لفترة قرن، واستخدمت فيه أدوات بدائية سادت في فنّ الخط الإسلامي والصيني. واستوحت زليخة بوعبدالله عملها الفني «أكروباتس» من رقصة من الخطوط، تقدم تفسيراً حديثاً للهندسة الإسلامية، وتبرز تفاصيل من وحي التصاميم العربية الأندلسية، وفكراً جديداً في الهندسة المعمارية الداخلية، ودعوة للحوار ونداء للتفكير في مكان الفرد داخل الكون.
مشاركة :