طوت أغلب المنتخبات الأوروبية صفحة التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أوروبا 2020 لتفسح المجال أمام الدوريات لاستئناف نشاطها مع نهاية هذا الأسبوع، حيث يعود الدوري الألماني للمنافسة، الجمعة، بإجراء لقاء بوروسيا دورتموند مع بادربورن ضمن المرحلة الثانية عشرة من مسابقة البوندسليغا ويتطلع بايرن ميونيخ، بطل المواسم الماضية، للعودة إلى صدارة الترتيب بعد طي صفحة المدرب السابق نيكو كوفاتش وتحقيق الفريق لنتائج إيجابية في المقابلتين الأخيرتين مع المدرب المؤقت هانز فليك. ولا يختلف الكثير من المتابعين حول المسار الذي يعيشه الفريق الألماني هذا الموسم، حيث يصفه البعض بالمتعثر والمتذبذب بعد احتلال فرق كانت مغمورة في السابق صدارة الترتيب، فيما يرى آخرون أن بايرن كغيره من الفرق الكبرى يمر بمرحلة انتقالية وهو يبحث عن إيجاد توازنه خصوصا بعد رحيل العديد من الوجوه عن الفريق؛ كان آخرها رئيس الفريق أولي هونيس الذي سلّم مقاليد القيادة، الجمعة الماضي، لكارل هوفنر. وبالتوازي مع محاولة بايرن إيجاد توازنه في المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم، يحاول المدرب هانز فليك استغلال الفرصة التاريخية بمنحه الثقة لقيادة الفريق مؤقتا من أجل كتابة اسمه في ناد كبير مثل الفريق البافاري. وأكد الرئيس التنفيذي كارل هاينتس رومينيغه أن فليك سيبقى بمنصبه “حتى عيد الميلاد وربما أبعد من ذلك”، بعدما كان النادي أعلن في الوهلة الأولى تعيينه لمباراتين فقط. وقال رومينيغه، الجمعة الماضي، أمام الجمعية العمومية السنوية للنادي البافاري، “أقولها باقتناع تام، لدينا الثقة بهانز فليك”. كما يبدو أن لاعبي بايرن ميونيخ، الذين ضغطوا على الإدارة لإقالة كوفاتش، راضون عن فليك، وهو ما أكده المهاجم الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي بقوله، “إنه خيار جيد جدا، إنه صريح واللاعبون أدركوا ذلك بسرعة. إنه جيد أيضا تكتيكيا. لن أقول بأن كل شيء مثالي الآن، لكنه يقوم بعمل جيد جدا في الأيام القليلة الماضية”. محاولة لإيجاد التوازن استعاد الفريق الألماني في المرحلتين الأخيرتين من الدوري نوعا من الثقة المفقودة وبدأ يعود إلى سكة الانتصارات. ويأمل بايرن، صاحب المركز الثالث، في البناء على هذه الظرفية الإيجابية التي يمر بها لمواصلة مسيرته الإيجابية تحت قيادة فليك. وفاز بايرن على أولمبياكوس اليوناني 2-0 في دوري أبطال أوروبا ليحجز مقعده في دور الستة عشر، ثم اكتسح بوروسيا دورتموند برباعية نظيفة في آخر مباراة له بالدوري المحلي. ويأمل ليفاندوفسكي في أن يواصل تألقه التهديفي، السبت، من خلال هز شباك فورتونا دوسلدورف في ظل سعي فريقه بايرن إلى بسط سيطرته على الدوري الألماني. ويُعتبر دوسلدورف الفريق الوحيد في البوندسليغا الذي لم ينجح ليفاندوفسكي في هز شباكه رغم أنه واجه هذا الفريق ثلاث مرات بقميص فريقه السابق بوروسيا دورتموند منها لقاء في الكأس، ومرتين بقميص بايرن ميونيخ في الموسم الماضي. ويتطلع المهاجم البولندي إلى تعزيز سجله التهديفي القياسي من خلال هز الشباك دوسلدورف، حيث ستكون المباراة الـ12 على التوالي التي ينجح خلالها في التسجيل. وقال مدافع دوسلدورف أدام بودزيك، “مسيرة ليفاندوفسكي هائلة. علينا أن ننجح بشكل ما في احتوائه، إنه مهمة للفريق كله”. وأضاف، “لكن لا ينبغي علينا أن نضع كل تركيزنا على ليفاندوفسكي فقط”. ويبدو أن المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو قد يصبح خيارا واضحا لبايرن ميونيخ بعد إقالته من تدريب توتنهام الإنكليزي، لكن فليك قد يبقى في منصبه حتى فترة الانتقالات الشتوية القادمة على أقل تقدير نظرا إلى النتائج الجيدة التي يحققها الفريق تحت قيادته. وبدأت التكهنات تزداد بشأن الوجهة المقبلة للمدرب الأرجنتيني بعد ساعات معدودة على إقالته من تدريب توتنهام. وبحسب صحيفة “بيلد” الألمانية، فإن بايرن وضع عينه على بوكيتينو لإسناد مهمة تدريب الفريق إليه في وقت لاحق. وأفادت الصحيفة بأن مسؤولي بايرن لا يريدون التعجل بشأن تعيين المدرب الأرجنتيني في الوقت الراهن، بسبب عدم إتقانه اللغة الألمانية. وقرّرت الإدارة الانتظار حتى الصيف المقبل، لمنح مدرب توتنهام السابق فرصة تعلم الألمانية، ليصبح قادرا على التواصل مع لاعبي بايرن فور توليه المهمة. وبذلك، سيستمر هانز فليك كمدرب مؤقت حتى نهاية الموسم الحالي؛ إلى حين تمكن بوكيتينو من اللغة الألمانية، ليصبح مدرب بايرن بشكل رسمي في الموسم المقبل. وارتبط اسم بوكيتينو بالنادي البافاري الصيف الماضي، بعدما أفادت تقارير صحافية بإمكانية توليه المهمة خلفا لكوفاتش، قبل أن يُرجِئ النادي قرار إقالة الأخير حتى مطلع نوفمبر الجاري. تحرك جاد لقطع الطريق يأتي هذا التحرك من بايرن لقطع الطريق على عمالقة أوروبا بعدما ربط تقارير مستقبل الأرجنتيني بعدد من الأندية الكبرى في القارة العجوز على رأسها مانشستر يونايتد وبرشلونة الإسباني. وتنطلق المرحلة الثانية عشرة من البوندسليغا، الجمعة، بمباراة بوروسيا دورتموند مع بادربورن. ويلتقي، السبت، بوروسيا مونشنغلادباخ صاحب الصدارة بفارق أربع نقاط عن لايبزيغ الوصيف مع يونيون برلين. أما لايبزيغ فيتطلع إلى الضغط بشكل أكبر على غلادباخ في الصدارة من خلال مباراته أمام كولن. وقال ماركو روزه، المدير الفني لبوروسيا مونشنغلادباخ، إنه لم يكن يضع في حسبانه النجاح السريع لفريقه في الدوري الألماني هذا الموسم. ويتصدر مونشنغلادباخ، جدول ترتيب الدوري الألماني برصيد 25 نقطة بفارق 4 نقاط عن أقرب ملاحقيه لايبزيغ وبايرن ميونيخ. وأضاف روزه في تصريحات صحافية، “ثمة شعور بأنه تم الضغط على زر في وقت ما في أكتوبر الماضي، ولا يمكنني أن أكشف بدقة عن هوية الباعث”. وتابع، “بطبيعة الحال كانت هناك بعض المشاكل للاعبين، لكن حالفنا الحظ منذ بداية الموسم وحققنا نتائج إيجابية على الرغم من أننا لم نصل بعد إلى طريقة اللعب التي نرغب في الوصول إليها”. وأكد أنه وجد فريقا منصتا وينفذ ولا ينهار مباشرة، في حال لم تنجح الأمور من أول مرة.
مشاركة :