خرج آلاف الجزائريين في مسيرة في العاصمة في وقت متأخر من مساء أول أمس الأربعاء، مصعِّدين ضغوطهم على السلطات لإلغاء انتخابات رئاسية في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل. وردد المحتجون خلال مسيرتهم في شوارع الجزائر الرئيسية هتاف «لا انتخابات.. لا انتخابات»، بينما تدخلت قوات الأمن لتفريقهم. واعتُقل ما لا يقل عن 23 شخصاً. وردد المحتجون «ماكاش انتخابات مع العصابات»، إلى جانب «مدنية وليست عسكرية»، حيث يرى المتظاهرون أن مشروع قيادة أركان البلاد لا يتماشى مع الهبة الشعبية التي خرج إليها الجزائريون منذ 22 فبراير الماضي، وأسقطت الرئيس بوتفليقة . واعتبر المحتجون أن مسيرتهم الليلية خطوة تصعيدية جديدة للتعبير عن تمسك الحراك بالتغيير الجذري للنظام القائم في البلاد، إلى جانب عدم إجراء الانتخابات في ظل ما يعتبره المتظاهرون «تعنت السلطة، ومحاولة تمرير مشروعها الأحادي في إجراء انتخابات وسط رفض شعبي كبير». من جهة أخرى، وجه رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، نداء إلى أبناء الجزائر «المخلصين» لأداء «الواجب تجاه الوطن» في الانتخابات الرئاسية المرتقبة. وقال قايد صالح: «الجزائر القادرة على فرز من يقودها في المرحلة المقبلة، تنادي أبناءها المخلصين في هذه الظروف الخاصة». وتابع قايد صالح: «أؤكد هنا عبارة المخلصين، وهم كثيرون جداً عبر كافة أرجاء التراب الوطني»، في ما يبدو أنه يضعهم في مواجهة الجزائريين الذين يعارضون الانتخابات بشدة. وأشار إلى أن الجزائر «بحاجة ماسة إلى مثل هؤلاء الأبناء، فالإخلاص هو السمة المؤكدة الدالة على قوة ارتباط المواطن بوطنه». وهذا التصريح هو الثاني للفريق قايد صالح خلال 48 ساعة. وتحدث عن «حس الواجب تجاه الوطن»، مشيراً إلى «أهمية أداء هذا الواجب بالفاعلية المطلوبة»، مؤكداً أن «الدور المنوط بأسرة الإعلام وبالمساجد والزوايا وما ينتظر من الأئمة من أدوار تحسيسية وتوعوية، هو قيمة سلوكية عالية الدرجات». وينظر الجيش وقائده الفريق أحمد قايد صالح إلى الانتخابات باعتبارها السبيل الوحيد لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها وتهدئة الاحتجاجات. ويرفض المتظاهرون أي انتخابات تجرى في ظل وجود الحرس القديم من النخبة الحاكمة، قائلين إن العملية الانتخابية لن تكون منصفة. إلى جانب ذلك، سجلت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، زيادة ب0.8% في عدد من لهم حق التصويت في الانتخابات، بما يعادل 165 ألفاً و804 ناخبين. وكشفت عن إحصاء 24 مليوناً و474 ألفاً و161 ناخباً، من بينهم 914 ألفاً و308 ناخبين بالخارج. (وكالات)
مشاركة :