أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن بن محمد القاسم - في خطبة الجمعة - أن الإسلام دين الخير والسلام يدعو لصفاء القلوب ونشر الطمأنينة والسكينة في الأمة ويرغب في بث التآلف والمحبة بين الخلق ويكفل الرحمة لهم , وكل ما يُحقق ذلك من السلام وغيره فإن الإسلام يأمر به أمر إيجاب أو استحباب . وقال : إن الله امتن على عباده بدينٍ جمع المحاسن كلها , وبه صلاح الخلق وسعادتهم وتكرَّم عليهم بكتاب نورٍ وهدى وشفاء واختار لهذه الأمة أفضل رسله لم يدع باب خيرٍ إلا دلنا عليه ولا باب شر إلا حذرنا منه مع كمال نصحه وفصاحته ورحمه ، ومن شعائر هذا الدين وآدابه تحية السلام بذكر اسمه تعالى السلام , وطلب السلامة منه مع العهد بالأمان ألا ينال المسلّمَ عليه شر أو أذى من المسلّمِ , لعلو منزلة السلام . وأضاف : إذا فتحت أبواب الجنة للمؤمنين أول كلام يسمعونه إلقاء الملائكة تحية السلام لهم , قال تعالى (حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) , ألفاظ السلام فيها معاني الطمأنينة والإكرام والنعيم لذا أمر الله الملائكة أن تحيي به على أهل الجنة إذا دخلوها زيادة في إكرامهم بسماع ألفاظ السلام والتهنئة من كل أبواب الجنة , قال عز وجل (وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ *سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) . وأوضح أن الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها ورده واجب , والزيادة في الرد مندوبة والمماثلة مفروضة , ومن أدب السلام أن يسلم الصغير على الكبير , والراكب على الماشي , والماشي على القاعد , والقليل على الكثير , فإن ترك الأول السنة استحب للآخر فعلها أن يبادره بها ويشرع تكرار السلام عند الحاجة كجمع كثير أو ظنه عدم السماع , (قال أنس رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلَّمَ سلَّمَ ثلاثًا ) ، مشيرا إلى أنه لا يمنع من السلام ورده إلا خطبة الجمعة لوجوب الإنصات فيها , وكذلك حين قضاء الحاجة فإنه ليس موضع تحية وذكر.
مشاركة :