الفريدة: موقع الأحساء شجَّع على هجرة قبائل الجزيرة إليها

  • 5/15/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الأحساء خالد النصيف أوضح الباحث خالد الفريدة، أن موقع الأحساء الاستراتيجي المتميز ووفرة المياه والنبات، مثلت أماكن مناسبة للرعي ودوراً مغرياً لهجرات عدد كثير من القبائل من داخل الجزيرة للمنطقة. وقال الفريدة في محاضرة أقامها المقهى الثقافي في فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء تحت عنوان «صناع الحضارة بالأحساء»: نتج عن ذلك صراع بين تلك القبائل، إذ حاولت كل منها بسط نفوذها على المنطقة، مضيفاً أنه من خلال التباين في الآراء، يتضح أن هناك عدة هجرات تعاقبت على الأحساء قديماً، قدم جزء منها من الشمال، من بلاد ما بين النهرين، أو من السواحل الفينيقية، والجزء الآخر قدم من جنوب الجزيرة العربية. وبين أن المنطقة قد استقبلت الهجرات الأولى والقادمة من الشمال ما بين الألف السادس والألف الأول قبل الميلاد، ما ساهم في تأسيس المواقع المصنفة ضمن المواقع الحجرية في المنطقة. وأشار الفريدة إلى أن هذه الأقوام استقرت فترات في المنطقة، قبل أن يتجه جزء منهم للشمال بهجرة عكسية، وجزء آخر هاجر جنوباً، وبعضهم فضل البقاء في المنطقة، مبيناً أن هذا الأمر أثر على شكل وميزة الحضارة في المنطقة، وربما أعطاها التميز عن غيرها في الجزيرة العربية، وذلك في عدة مفاهيم عامة وأشكال لأوجه الابتكار سواء في الصناعات البدائية أو صناعة الفخار، أو الزراعة التي ظهر فيها هذا التميز بشكل كبير من ناحية تطور قنوات وطرق الري والمحاصيل الزراعية وأدواتها والثروة الحيوانية، لأنها جاءت من خلال تلك الهجرات من خارج الإطار العام للامتداد الحضاري للجزيرة العربية، متابعاً أن ذلك واضح في طريقة الحياة، التي نتج عنها بعد ذلك تميز وتفرد الأشكال والطرز المعمارية في المنطقة. وكان الفريدة قد تطرق في بداية المحاضرة، التي أدارها مدير فرع هيئة السياحة والآثار في الأحساء المكلف، وليد الحسين، إلى استقرار الإنسان في الأحساء منذ الخليقة، في جزء تقدر مساحته بحوالي 53 ألف كيلو متر مربع، تمثل 24% من إجمالي مساحة المملكة، و67% من مساحة المنطقة الشرقية، ويقدر عدد سكانها بـ 1.5 مليون نسمة.

مشاركة :