متابعة - بلال قناوي: أيام وساعات قليلة وينطلق السباق الجديد لمُنتخبنا الوطني الأوّل لكرة القدم والاختبار الجديد والمُتمثل في خوض مُنافسات خليجي 24 بالدوحة التي تبدأ الثلاثاء القادم بالمُباراة الافتتاحية التي تجمع العنابي مع العراق باستاد خليفة الدوليّ.الكلّ يترقّب وينتظر مُنتخبنا في الاستحقاق الكُروي الجديد، والكلّ يحلم بنجاح الفريق في المُنافسة على اللقب الجديد والحصول عليه للمرّة الرابعة في تاريخه، وإنهاء موسم 2019 الجيد للكرة القطرية بإنجاز جديد. الكل أيضًا يتمنّى أن يشاهد العنابي في مستواه الطبيعي وأدائه الراقي الذي قدّمه في نهاية 2018 من خلال لقاءاته الودية مع المُنتخبات الكُروية العالمية أمثال سويسرا، وأيسلندا والجزائر، وإيران، أو في مُبارياته الرسمية ببطولة آسيا، التي تفوق فيها على أقوى مُنتخبات القارة وتُوج باللقب التاريخي، ثم في كوبا أمريكا بالبرازيل والتي قدّم فيها مُنتخبنا عروضًا ومُستويات كانت محطّ اهتمام العالم. هذه الأمنيات سببُها الأداء الذي يقدّمه مُنتخبنا في التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023، والتي يراها البعض غير مرضية، ولا تليق ببطل آسيا، وبطل القارة، والتي كان آخرها أمام أفغانستان الثلاثاء الماضي وهي المُباراة التي انتهت بفوز العنابي بصعوبة بالغة بهدف، وبعد أداء غير مُرضيّ بالمرّة، ومستوى دون المتوقّع. الكل يشعر أن العنابي، إن شاء الله، سيكون على الموعد، وسيكون على العهد مع انطلاقة خليجي 24، وسيكون، كما تتمنّى الجماهير، منافسًا قويًا على اللقب الخليجي الكبير. لكن رغم حالة عدم الرضا والقلق على العنابي بسبب مستواه وأدائه في التصفيات الآسيوية، إلا أن ما يحسب لمُنتخبنا حتى الآن أنه لم يخسر أي مباراة خلال مشواره، وأنه حقّق الانتصارات في جميع المُباريات باستثناء مباراة الهند التي تعادل فيها سلبيًا بالدوحة، وكانت مفاجأة كبيرة، ومفاجأة من العيار الثقيل. العنابي منذ انتهاء مشواره في كوبا أمريكا يوليو الماضي بالبرازيل، خاض حتى الآن 6 مباريات، منها 5 مُباريات في التصفيات الآسيوية انتهت بالفوز على أفغانستان 6-0 و1-0، وعلى بنجلاديش 2-0 وعُمان 2-1، وتعادل سلبيًا مع الهند، وكانت المُباراة السادسة مباراة ودية مع سنغافورة الأسبوع قبل الماضي، وانتهت أيضًا بفوز العنابي بهدفين للاشيء. هذه الانتصارات تجعلنا نطمئن على العنابي في مشواره الخليجيّ القادم، وأنه سيكون منافسًا قويًا، فهو رغم تراجع الأداء والمستوى إلا أنه يحقّق الانتصارات، وهذا هو المطلوب في الرياضة وفي كرة القدم، صحيح أنّ المستوى والأداء أيضًا مطلوبان مثل الانتصارات، لكن مشوار الفريق في المرحلة السابقة كان يتطلب جمع النقاط من أجل تأكيد تواجده، خاصة أنه بطل آسيا في النهائيات القادمة 2023 بالصين للدفاع عن لقبه. سانشيز وعدم المغامرة الضغط والإرهاق الذي تعرّض له التشكيل الأساسي للعنابي كان يتطلب مغامرة محسوبة من قبل سانشيز مدرب المُنتخب من خلال البحث عن عدة بدائل وعن لاعبين يمكنهم سدّ فراغ بعض الأساسيين خلال مشوار التصفيات الآسيوية، لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فمن ناحية سوف يريح عددًا من اللاعبين الأساسيين الذين كانوا بحاجة ماسّة إلى مثل هذه الراحة، وفي نفس الوقت كان من الممكن اكتشاف أسماء ووجوه جديدة قادرة على تمثيل العنابي وقادرة على أن تكون على قدم المساواة مع اللاعبين الأساسيين. والمغامرة كانت تستحقّ من جانب سانشيز خاصة أن مجموعتنا بالتصفيات الآسيوية ليست بالحديدية، ومنافسنُا الوحيد فيها هو المنتخب العُماني، كما أن أول مباراتين في التصفيات بالدوحة. قد يقول قائل إن العنابي بكامل نجومه تعادل سلبيًا بالدوحة، وهذا صحيح، وهذا أيضًا نتيجة طبيعية للإرهاق والتعب اللذين أثرا على تركيز نجوم مُنتخبنا خلال لقاء الهند وأهدروا فرصًا كانت كفيلة بالانتصار بأكثر من 6 أهداف، ولو أن سانشيز منح بعض الوجوه الجديدة الفرصة أمام الهند لربما حققنا الانتصار وحصلنا على النقاط الثلاثة، وحصلنا أيضًا على أمور إيجابية أخرى. الإرهاق والضغط هناك سبب مهم تسبب في تراجع الأداء والمُستوى العام للعنابي في التصفيات الآسيوية، وهو الإرهاق والضغط الذي تعرض له اللاعبون، خاصة الأساسيين، والذين لم يتخلّ عنهم العنابي ومدربه الإسباني فيليكس سانشيز منذ 2018 وحتى الآن، ووصل عدد المُباريات التي لعبوها ما بين 20 إلى 23 مباراة دولية ودية ورسمية، بخلاف المُباريات المحلية، وبخلاف أيضًا المُباريات القارية للأندية، حيث وصل السد إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وأيضًا تأهل الدحيل إلى ربع النهائي، وهذان الفريقان (الدحيل والسد) يمثلون 90 % من هيكل العنابي وتشكيله الأساسيّ. فارق المستويات تراجُع العنابي في الأداء خلال المرحلة السابقة أمرٌ طبيعي للغاية لأسباب عديدة أهمُها أنه وصل إلى القمة سواء في كأس آسيا أو في كوبا أمريكا، وحقّق اللقب القاري، وكان عند حسن الظن به أمام منتخبات أمريكا الجنوبية، حيث تعادل بهدف مع باراغواي، وخسر بصعوبة بالغة وفي الوقت القاتل أمام كولومبيا، كما خسر أيضًا بصعوبة أمام الأرجنتين في المُباراة الثالثة والأخيرة. ومن الطبيعي لأي منتخب يصل إلى القمة ويحقق الألقاب ويقدم أفضل مُستوياته، أن يتراجع بعد ذلك، لأنه من الصعب على أي منتخب في العالم الاحتفاظ بمستواه باستمرار، لكنه يتراجع بعد الوصول إلى القمة، ثم يبدأ العودة من جديد، ولعلّ سقوط المنتخب الألماني بطل العالم 2014 في مونديال روسيا 2018 ووداعه من الدور الأول خير دليل وخير مثال. من الأسباب التي أدّت إلى تراجع الأداء والمستوى أنّ العنابي واجه في التصفيات الآسيوية منتخبات أقلّ قوة كثيرًا من المنتخبات التي واجهها في المرحلة السابقة، باستثناء طبعًا المنتخب العُماني الشقيق الذي يلعب ضمن مجموعتنا الخامسة بجانب أفغانستان وبنجلاديش والهند، وهذه المنتخبات الثلاثة لا تملك مستوى كُرويًا مثلما يمتلكه العنابي وأيضًا المنتخب العُماني، لذلك هبط وتراجع أداء ومستوى العُنابي، لكن لم تتوقف الانتصارات، وهذا هو المهم في مثل هذه المُباريات. عودة قوية بغضّ النظر عن كل شيء، فإننا نتوقّع إن شاء الله، عودة قوية للعنابي ولنجومه مع انطلاقة خليجي 24 أيضًا لعدة أسباب، أهمها أن بعض الأساسيين حصلوا على راحة ولو قليلة في الأيام الماضية وهي كافية بشكل مؤقت لاستعادة المُستوى واللياقة والأداء المعروف، وأيضًا لأن منتخبات خليجي 24 تختلف عن منتخبات التصفيات الآسيوية، ولا أدلّ على ذلك سوى ارتفاع العنابي إلى مُستواه المعروف في مباراة عُمان وتحقيقه انتصارًا مستحقًا على منافس قوي رغم تعادله مع المنتخب الهندي الأقل قوة من المنتخب العُماني. ومن المؤكد أنّ العنابي ونجومه ستكون جاهزيتهم واستعدادهم ورغبتهم في الأداء أمام العراق الثلاثاء القادم مُختلفة تمامًا عن مُباراة أفغانستان.
مشاركة :