أكدت مملكة البحرين، في الاجتماع رفيع المستوى الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لذكرى اتفاقية حقوق الطفل، أن هذا العام يحتل أهمية خاصة للاتفاقية، إذ يحتفل العالم بمرور ثلاثين عاما منذ إقرار اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، حين تعهد قادة العالم بتعزيز حقوق الأطفال وإيلائها الاهتمام الكافي باعتبارهم أهم مورد تمتلكه الدول من أجل مستقبل أفضل للبشرية، وفرصة لتجدد الدول الأعضاء العهد ببذل كل السبل لدمج احتياجات الأطفال في السياسات الوطنية وحماية عالمهم، في ظل الاضطرابات السياسية والبيئية التي يشهدها العالم، مضيفًا أن مملكة البحرين دائمًا ما كانت سباقة في الانضمام إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تعزز الجهود في مجال حقوق الطفل في ظل النهج الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، النابع من الإيمان الراسخ بأهمية التنشئة الصحيحة والمتكاملة للأجيال الجديدة. جاء ذلك في البيان الذي ألقاه المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة، السفير جمال الرويعي، في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد في مقر المنظمة بنيويورك، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ30 لاتفاقية حقوق الطفل. كما أوضح المندوب الدائم أن المملكة لطالما أولت حماية حقوق الطفل وتعزيزها أهمية خاصة، إذ انضمت المملكة إلى اتفاقية حقوق الطفل عام 1992، وتم إيضًا إصدار قانون الطفل رقم (37) لسنة 2012 الذي كفل حق الطفل على أهم الأصعدة، كتهيئة الظروف المناسبة لتنشئته، وتوفير الرعاية الصحية الملائمة، والحق في الغذاء والتعليم، والرعاية الاجتماعية السليمة، بالإضافة إلى إقرار الاستراتيجية الوطنية للطفولة وهو جهد مشترك بين اللجنة الوطنية للطفولة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية واليونيسيف، وتختص بإقرار خطط العمل لتعزيز وتطوير البرامج الضامنة لحقوق الطفل، واقتراح التشريعات والتوصيات إلى الجهات الرسمية ذات الصلة، والتي تم تنفيذ 79% من مبادراتها حتى اليوم.وأشار المندوب الدائم إلى أن تقديم أفضل سبل الرعاية الصحية للأطفال في مملكة البحرين هو من أولويات المملكة، إذ يتم تقديم الرعاية الصحية ذات الجودة العالية طبقًا للمعايير الدولية لجميع الأطفال من دون تمييز، وتمكنت في هذا المجال من خفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر، بالإضافة إلى الاهتمام المطلق بالأم وصحتها الإنجابية وحالة الجنين الصحية حتى ولادته، إذ تشير الإحصاءات إلى أنها من النسب المتقدمة في تراجع معدل وفيات الأمهات في أثناء الولادة وتراجع وفيات الأطفال دون سن الخامسة. وفي مجال التعليم، قال المندوب الدائم إن نسبة التحاق الأطفال بالمرحلة التعليمية الأساسية والثانوية بلغت نسبة 100%، كما يحظى الأطفال ذوو الإعاقة بالاهتمام الخاص طبقًا لاحتياجاتهم، إضافة إلى الدعم المهم الذي تقدمه المؤسسة الخيرية الملكية لرعاية وحماية فئة الأيتام والأرامل. وأوضح أن التحديث الإحصائي الأخير المتضمّن لدليل التنمية البشرية ومؤشراتها لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أظهر تبوء مملكة البحرين للمرتبة الـ43 من بين 189، إذ ارتفع مؤشر التنمية البشرية إلى نسبة 13.4%، وتم إصدار قانون العمل الأهلي رقم (36) لسنة 2012 وتعديلاته، والذي تضمّن في مادته الـ28 تصنيفًا لـ42 مهنة يُحظر توظيف الأحداث فيها لاحتمال تعرضهم للاستغلال البدني أو النفسي أو الجنسي.
مشاركة :