ضغوط دولية متزايدة لفك عزلة المتظاهرين الإيرانيين

  • 11/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا تزال الأزمة في إيران تراوح مكانها مع استمرار الاحتجاجات التي تدخل أسبوعها الثاني، بالرغم من حديث السلطات هناك عن تطويقها بالقوة وهو ما جعل المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية والعديد من الأطراف تتحرك من خلال التعهد بتعقب المسؤولين عن انتهاكات محتملة بحق المتظاهرين الرافضين قرار الترفيع في أسعار الوقود. ولعل أبرز هذه الجهات الولايات المتحدة التي تعهد وزير خارجيتها، مايك بومبيو بملاحقة مرتكبي انتهاكات بحق المحتجين في إيران. وأضاف بومبيو في تغريدة على تويتر “طلبتُ من المحتجّين الإيرانيّين أن يُرسلوا لنا أشرطة الفيديو والصور والمعلومات التي توثّق حملة النظام على المتظاهرين”. ويأتي ذلك في وقت اتّهم فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الحكومة الإيرانيّة بقطع الإنترنت للتستّر على ما يجري من “موت ومأساة” في إشارة إلى الاحتجاجات التي ضربت البلاد. وكتب ترامب على تويتر “لقد أصبحت إيران غير مستقرّة إلى درجة أنّ النظام أغلق شبكة الإنترنت بالكامل حتّى لا يتمكّن الشعب الإيراني العظيم من التحدّث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد”. وأضاف “إنّهم لا يُريدون أيّ قدر من الشفافية، معتقدين أنّ العالم لن يكتشف الموت والمأساة التي يسبّبها النظام الإيراني!”. وبعد أيّام من التظاهرات التي اندلعت الجمعة الماضي احتجاجا على زيادة مفاجئة في أسعار الوقود، عادت السُلطات الإيرانيّة لتتخفى وراء المؤامرات التي تُحاك ضدها من الخارج لتبرير قمعها للمحتجين بعد رفض مُحاورتهم. وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا بدوره، الجمعة السلطات في طهران إلى تجنب العنف تجاه المتظاهرين. وكانت طهران مصممة منذ البداية على احتواء الاحتجاجات بالقوة الأمنية من خلال تقديم ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني مهلة للمحتجين قبل “الفتك بهم”، وهو ما حدث على ما يبدو حيث أكدت منظمة العفو الدولية مصرع ما لا يقل عن 106 أشخاص من المحتجين وسط تعتيم من السلطات رافقه قطع للإنترنت. واعتبرت قوات الباسيج أن الاضطرابات التي تسبب بها رفع أسعار الوقود ترقى إلى “حرب عالمية” ضد الجمهورية الإسلامية زاعمة أنه تم إحباطها. وقال قائد عمليات الباسيج سالار آبنوش إن “حربا عالمية شاملة ولدت ضد المنظومة والثورة ولحسن الحظ توفي المولود لحظة الولادة”. وفي حديث له عن المأزق الذي وجد النظام الإيراني نفسه فيه قال الكاتب بوكالة بلومبيرغ الأميركية بوبي غوش “مرت على علي خامنئي بعض الأسابيع شديدة السوء؛ فلقد تعرض اسمه وصورته لاعتداءات كبيرة في كل من بغداد وبيروت، فضلا عن بلاده” في إشارة إلى تعرض صوره للحرق والتمزيق في شوارع إيران. وتساءل غوش في مقال صادر الجمعة بعنوان “كيف يمكن لأميركا مساعدة الإيرانيين وإيذاء النظام الإيراني؟” هل سوف تستمر الاحتجاجات الشعبية على الرغم من عمليات القمع الحكومية؟ وأضاف أنه من الصعب الإجابة عن ذلك في ظل انقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت في إيران، مشيرا إلى أنه سوف يلاحظ الشعب الإيراني التحمل الذي أظهره نظراؤهم في العراق ولبنان، والذين واصلوا الاحتجاجات والمظاهرات لعدة أسابيع متتالية، ولكن إيران هي أكثر وحشية في سياساتها الداخلية من العراق أو لبنان. وتوقع الكاتب أن يكون خامنئي عاقدا العزم على الحيلولة دون تكرار تجربة الحركة الخضراء التي نشأت عام 2009 وزلزلت أركان النظام الحاكم في طهران. وبالرغم من الضغط الدولي على السلطات في طهران إلا أن القلق يساور منتقدي النظام بعد حديث صحيفة كيهان الإيرانية المقربة من النظام عن تخطيط الحكومة الإيرانية لتنفيذ إعدامات لقادة الاحتجاجات. وفي استعادة لممارسة يُندّد بها الحقوقيّون، بثّ التلفزيون الإيراني، الخميس، “اعترافات” سيّدة تدعى فاطمة داواند متّهمة بأنّها “إحدى قيادات أعمال الشغب” في الشمال الغربي. وأورد المصدر ذاته توقيف موظّف سابق في السفارة الإيرانيّة في الدنمارك متّهم بالمشاركة في غلق طريق سريع في طهران. وعثر في منزله على “معدّات تجسّس ومعدّات إلكترونيّة أخرى”. وفي محاولة منها لمواصلة ممارسة التضليل وفقا لمراقبين بثّت قناة حكوميّة مشاهد مظاهرات “عفويّة” دعما للسلطات في الكثير من المدن، شهدت هتافات “الموت للمنشقّين، الموت لأميركا”. وكانت الاحتجاجات قد اندلعت مساء الجمعة بعد ساعات من إعلان الحكومة عن تعديل نظام دعم أسعار البنزين تستفيد منه الأسر الفقيرة لكنّه ترافق مع رفع كبير لأسعار البنزين. وخرجت التظاهرات في وقت يشهد فيه العراق احتجاجات واسعة، تُطالب السلطات بحلّ مشكلات الطبقات الفقيرة ووقف تدخّل إيران في الشؤون العراقيّة. وتعتبر طهران أنّ ما يجري في العراق مؤامرات حاكتها أياد خارجيّة معادية، إذ لا تخفي توجسها من خسارة نفوذها.

مشاركة :